
خاص - شبكة قدس الإخبارية: تداولت وسائل الإعلام العالمية مساء أمس الأربعاء، خبر إجراء محادثات مباشرة بين حركة المقاومة الإسلامية حماس، والولايات المتحدة الأمريكية، فيما يتعلق باتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.
ونشر موقع "أكسيوس"، نقلًا عن مصادر مطلعة، أن إدارة الرئيس دونالد ترامب تجري مفاوضات غير علنية مع حركة حماس حول إطلاق سراح الأسرى وإمكانية التوصل إلى اتفاق أوسع لوقف إطلاق النار في غزة.
وأضافت المصادر أن آدم بولر، المبعوث الخاص لشؤون الأسرى في إدارة ترامب، عقد اجتماعات مع ممثلي حركة حماس في الدوحة، وهي خطوة غير مسبوقة نظرا لتصنيف واشنطن الحركة "منظمة إرهابية" منذ عام 1997.
تزام ذلك مع تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي وجه بها تهديداً مباشراً لحركة حماس عبر منصته الخاصة "تروث سوشال"، مطالباً بالإفراج الفوري عن جميع أسرى الاحتلال وإعادة جثث القتلى، محذراً من "عواقب وخيمة" في حال عدم الامتثال.
وقال ترامب في منشوره: "'شالوم حماس' تعني مرحباً ووداعاً – يمكنكم الاختيار. أطلقوا سراح جميع الرهائن الآن، وليس لاحقاً، وأعيدوا فوراً جثث الأشخاص الذين قتلتموهم، وإلا فسينتهي أمركم. فقط الأشخاص المرضى والمنحرفون يحتفظون بالجثث، وأنتم كذلك!".
وأكد الرئيس الأمريكي أنه سيدعم دولة الاحتلال بكل ما تحتاجه "لإنهاء المهمة"، مضيفاً: "لن يكون أي عضو في حماس بأمان إن لم تفعلوا ما أقول". كما وجه رسالة إلى قيادة الحركة، داعياً إياهم لمغادرة غزة "بينما لا تزال لديهم فرصة".
وفي حديثه إلى سكان غزة، قال ترامب: "مستقبل جميل ينتظركم، لكن ليس إذا احتجزتم الرهائن. إن فعلتم ذلك، فأنتم أموات! اتخذوا قراراً ذكياً. أطلقوا سراح الرهائن الآن، وإلا سيكون هناك ثمن باهظ لاحقًا!"، فكيف تُفهم تصريحات ترامب واستراتجيته في التعامل مع قضية اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى؟
دبلوماسية جديدة وضغط صهيوني
في حديث خاص لـ"قدس الإخبارية"، قال الكاتب والمحلل السياسي أحمد رفيق عوض، المفاوضات بين أمريكا والاحتلال له دلالات عدة، أهمها مساعي ترامب لتحقيق مكاسب بشكلٍ سريع بعد فشل نتنياهو باستكمال مفاوضات وقف إطلاق النار.
وأضاف عوض أن ترامب بهذه الخطوة يريد تجاوز الحكام العرب والوسطاء، إما لعدم الثقة بهم، أو لتقصير المسافات في التفاوض.
وأكد أن محور مساعي ترامب هي الإفراج عن أسرى الاحتلال الذين يحملون الجنسية الأمريكية، وينهي تدخله باتفاق وقف إطلاق النار، ثم يمنح الاحتلال صلاحيات كاملة لإستعادة باقي الأسرى حتى لو أراد نتنياهو العودة إلى حرب الإبادة.
وأوضح أن الخطوات الأخيرة بالتفاوض والتهديدات المباشرة التي أطلقها ترامب، تعكس دبلوماسيته القائمة على الشعبوية والسرعة، ونهج جديد في الدبلوماسية الأمريكية، فيما يأتي هذه النهج من خارج المؤسسات التقليدية للسياسة الأمريكية.
وأضاف أن دخول أمريكا للمفاوضات تبادل الأسرى بشكلٍ مباشر والتهديديات التي يطلقها، تأتي انعكاساً لرغة اللوبي الصهيوني الذي وفر له الدعم الكامل خلال فترة الانتخابات الأمريكية.
تهديدات حدودها الإعلام
في حديث آخر لـ"قدس الإخبارية" قال الكاتب محمد القيق أن حوار أي دولة مع حركة حماس بما فيها أمريكا، يُبنى على قاعدة الحق الفلسطيني وهذه هي رؤية الحركة.
وأوضح أن ترامب يستخدم عصا التهديد وجزرة المفاوضات، لأمله بتنازل حركة حماس في المفاوضات.
وأشار إلى أن المفاوضات الجارية هي محض مناورات في محاولة ترامب والاحتلال تكبيل حماس، فيما يطلق ترامب تهدياته التي لن تتجاوز الإعلام؛ لأن ترامب أدرك ماهية الحرب ضد المقاومة وفشلها في استعادة الأسرى من يد المقاومة.
وأوضح القيق بعدم وجود إماكنية بلورة حل للقضية الفلسطينية ككل وليست قضية اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة فحسب إلا من خلال ضغط عربي ودولي على الولايات المتحدة الأمريكية والاحتلال.
حماس ترد
أكدت حركة المقاومة الإسلامية حماس أن تهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التي وجهها إليها وتنصله من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، تعقد المسائل وتشجع حكومة الاحتلال على عدم تنفيذ الاتفاق.
وأوضح المتحدث باسم الحركة، حازم قاسم، أن "هذه التهديدات تعقد المسائل في موضوع اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وتشجع حكومة الاحتلال على عدم تنفيذ الاتفاق".
وقال إن "هناك اتفاق لوقف إطلاق النار تم توقيعه، وكانت الولايات المتحدة الأمريكية إحدى الدول الوسيطة، وينص الاتفاق على إطلاق سراح كل الأسرى على مدار ثلاث مراحل وحماس نفذت ما عليها في المرحلة الأولى".
وأشار إلى أن حكومة رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "تتهرب من الدخول في مفاوضات المرحلة الثانية"، داعيا الإدارة الأمريكية إلى "الضغط على الاحتلال للدخول في المرحلة الثانية حسب ما نص عليه الاتفاق".
والأربعاء، خاطب ترامب حماس في منشور على منصته الخاصة "تروث سوشال"، قائلا: "شالوم حماس، وتعني مرحبا ووداعا، ويمكنك الاختيار، إما إطلاق سراح جميع الرهائن الآن، وليس لاحقا، وإعادة فورية لجميع جثث الأشخاص الذين قتلتهم، أو أن الأمر انتهى بالنسبة لك".
وقال ترامب مخاطبا حماس في تدوينة عبر حسابه على منصة التواصل الاجتماعي الخاصة به "سوشيال تروث": "أطلقوا سراح جميع الرهائن الآن، وليس لاحقا، وأعيدوا فورا جميع جثث الأشخاص الذين قتلتموهم، وإلا انتهى الأمر بالنسبة لكم".
وأضاف في تصريحاته التي جاءت بعد اجتماعه مع عدد من الأسرى الإسرائيليين السابقين بالبيت الأبيض، أن "المرضى والمختلون فقط هم من يحتفظون بالجثث وأنتم مرضى ومختلون".
للمزيد من التفاصيل: إضغط هنا