
ترجمة عبرية - شبكة قُدس: قال الكاتب الإسرائيلي "دان أريلي"، في مقال نشرتها صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية، إن النهج الإسرائيلي المتبع لتحقيق "النصر الكامل"؛ لن يؤدي إلا إلى مزيد من الصراع والعنف المستمرين.
وأوضح "أريلي"، أن التفكير في المستقبل يتطلب الابتعاد عن منطق الإذلال أو محاولة سحق الطرف الآخر بالكامل، مشددا على أن القوة الحقيقية لا تكمن في الانتصار الكامل، بل في العظمة والقدرة على جعل الآخرين يشعرون بأنهم انتصروا.
وتساءل أريلي في مقاله: "هل النصر الكامل هو الاتجاه الصحيح؟ هل الإذلال هو الطريق الصحيح؟" ليجيب بشكل قاطع: "برأيي، لا.. هذا ليس الحل الصحيح على الإطلاق".
ويدعم الكاتب رأيه بالتجربة التاريخية، مستشهدا بما حدث لألمانيا بعد الحرب العالمية الأولى، قائلا: "إذلال ألمانيا بعد الحرب العالمية الأولى أدى مباشرة إلى الحرب العالمية الثانية. هذه دروس يجب أن نتعلم منها".
وأكد أريلي أن الفلسطينيين "لن يذهبوا إلى أي مكان، وحماس ستظل قائمة بشكل أو بآخر، كما سيبقى حزب الله والحوثيون وإيران"، مضيفا أن "السعي لتحقيق نصر كامل ليس سوى محاولة لإذلال الطرف الآخر، وهي رؤية خاطئة تماماً".
واعتبر أن أي انتصار من هذا النوع سيمنح الإسرائيليين "شعورا مؤقتا بالرضا، لكنه في المدى الطويل سيخلق المزيد من الكراهية والانتقام، ويؤسس لمزيد من الحروب".
وختم أريلي مقاله بالقول إن "عدم وجود نصر كامل في الأفق هو أمر إيجابي".
وعلى مدار أشهر الحرب، واجهت حكومة الاحتلال انتقادات واسعة بسبب فشلها في تحقيق "النصر المطلق" الذي وعدت به خلال حربها الدامية على قطاع غزة. وكان الهدف المعلن هو القضاء التام على حركة حماس وتدمير بنيتها التحتية، إلا أن النتائج على الأرض أظهرت عكس ذلك. فقد أشار محللون إسرائيليون إلى أن الاستراتيجية التي تعتمد فقط على القوة والتدمير لإخضاع حماس قد انهارت، مما جعل "إسرائيل" وحماس تبدوان كطرفين متساويين في المفاوضات.
هذا الفشل لم يقتصر على الجانب العسكري فحسب، بل امتد إلى الساحة السياسية الداخلية في "إسرائيل". فقد أعرب العديد من المسؤولين الإسرائيليين عن استيائهم من نتائج الحرب.
كما أظهرت استطلاعات الرأي أن 57% من الإسرائيليين يعتقدون أن أهداف الحرب لم تتحقق بالكامل، بينما يرى 32% أنها لم تتحقق على الإطلاق. هذا يعكس شعورًا عامًا بالخيبة والإحباط تجاه السياسات الحكومية الحالية وعجزها عن تحقيق الأهداف المعلنة.
للمزيد من التفاصيل: إضغط هنا