
شهدت الساحة الإسرائيلية تطورا جديدا تصاعدت معه الخلافات السياسية، إثر إعلان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قرار إقالة رئيس جهاز الأمن العام (الشاباك) رونين بار.
وقد أثار هذا القرار ردود فعل واسعة في الداخل الإسرائيلي، حيث اعتبره سياسيون محاولة لتعزيز بقاء نتنياهو في السلطة، خاصة وسط تورط مقربين منه في قضايا فساد وتزايد الانتقادات حول مسؤوليته عن الإخفاقات الأمنية، ولا سيما تلك المرتبطة بأحداث السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وفي تعقيبه على القرار، قال رونين بار "إقالتي ليست بسبب أحداث 7 أكتوبر، ورئيس الوزراء أوضح أن قراره يستند إلى مزاعم بوجود انعدام ثقة مستمر".
وأضاف أن التحقيقات المتعلقة بأحداث أكتوبر كشفت أن السياسات الحكومية، وخصوصا تلك التي اتبعت خلال العام السابق للحادثة، لعبت دورا كبيرا في الإخفاقات الأمنية.
إعلانوشهدت الإقالة مواقف متباينة بين التأييد والمعارضة فقد أيد وزير المالية بتسلئيل سموتريتش خطوة نتنياهو، قائلا:
"هناك أسباب كثيرة ومقنعة لإقالة رئيس الشاباك، وكان يجب اتخاذ هذه الخطوة منذ زمن، وبعد سبعة عشر شهرا من الفشل، هل لا يزال هناك جدل حول وجوب الإقالة؟"
أما زعيم المعارضة يائير لبيد فوجه انتقادا حادً للقرار، معتبراً أنه: "خطوة متسرعة وغير قانونية، جاءت بمجرد أن بدأ الشاباك التحقيق في مكتب نتنياهو".
هذا الجدل المتصاعد في الشارع الإسرائيلي ومنصات التواصل أثار اهتمام رواد العالم الافتراضي في العالم العربي، حيث عبر الناشطون عن آرائهم تجاه ما وصفوه بـ"الانهيار الداخلي" في إسرائيل.
ويرى العديد من المعلقين أن هذه التطورات تمثل بداية انهيار داخلي في إسرائيل، متوقعين تصاعد "حرب تسريبات" قوية تهز أركان الدولة، في ظل ما وصفوه بصراع نتنياهو مع الدولة العميقة.
إعلانوأشار بعض الناشطين إلى أن الإقالات المتتالية داخل المؤسسات الإسرائيلية تعكس أزمة داخلية عميقة وخلافات بلغت حدّ التناحر، واعتبروا أن هذه التوترات دليل على هزيمة الاحتلال سياسيا واستخباراتيا وعسكريا.
وعلق آخرون على سلسلة الإقالات التي أعقبت معركة "طوفان الأقصى"، وشملت عددا من المسؤولين البارزين، منهم:
رئيس الاستخبارات العسكرية "أمان" أهارون حاليوة – استقال، وقائد الفرقة الجنوبية يرون فنكلمان استقال أيضا، ورئيس هيئة الأركان هرتسي هاليفي هو الآخر استقال، أما وزير الدفاع يوآف غالانت فقد أقيل، والآن رئيس الشاباك رونين بار.
وأشاروا إلى أن هذه السلسلة تمثل انعكاسا للفشل العسكري والسياسي، مؤكدين أن الوضع الحالي يكشف عن حالة تفكك كبيرة داخل المنظومة الإسرائيلية.
للمزيد من التفاصيل: إضغط هنا