
ترجمة خاصة - قدس الإخبارية: قال المحلل الإسرائيلي الشهير آفي يسخاروف إن إعلان عودة حزب "قوة يهودية" بقيادة إيتمار بن غفير إلى الائتلاف الحكومي لدى الاحتلال، أنتج سؤالا هاما لدى الإسرائيليين: هل تجديد القتال في غزة وانهيار وقف إطلاق النار من جانب "إسرائيل"، كان لأسباب أمنية عملية، أم لأسباب سياسية تتعلق ببقاء رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، قبيل التصويت على الميزانية؟!.
وتابع يسخاروف تحليله قائلا "ادعى نتنياهو وموظفوه بحماس أن تجديد الهجمات على قطاع غزة كان للضغط على حماس للتوصل إلى تنازلات دراماتيكية في المفاوضات حول الإفراج عن الأسرى. حتى رئيس الأركان، آيال زمير، ورئيس الشاباك، رونين بار، دعما الهجوم الإسرائيلي".
لكن بحسب يسخاروف، في ضوء التحركات السيّاسية لنتنياهو، بما في ذلك إقالة رونين بار، لا يمكن للمرء إلا أن يتساءل عن دوافع رئيس وزراء الاحتلال لإنهاء وقف إطلاق النار. نتنياهو، الذي لا يتردد في استخدام أي وسيلة من أجل تعزيز بقائه السياسي، نجح في الأسابيع الأخيرة في استعادة شعور الانقسام، الفجوة، والشك المتبادل، لدى الجمهور الإسرائيلي.
ووفقا للمحل الإسرائيلي يسخاروف، من غير الواضح إذا كانت "الساحة الغزاوية" هي المركزية بالنسبة لنتنياهو، أو ربما الساحة الداخلية ضد الشاباك وقيادييه. هذا الصراع لم يعد يتعلق بـ بنيامين نتنياهو ضد رونين بار، بل هو نتنياهو ضد الجهاز بما في ذلك اثنان من رؤساء المنظمة الذين عينهم هو نفسه في المنصب؛ يورام كوهين ونداف أرغمان.
وأكد يسخاروف أنه "على أي حال، القتال في غزة يخدم نتنياهو في مواجهة موجة الاحتجاج التي قد تنفجر بعد إقالة بار. إعادة الاهتمام بالحرب في القطاع، باغتيال كبار قادة حماس، بالإفراج عن الأسرى، تلعب لصالحه. مجددًا، العائلات الإسرائيلية تسأل نفسها إن كان أولادها وبناتها سيدخلون القطاع للقتال البري، وإن كنا سنشهد، مزيدًا من الجنود الذين يُقتَلون قريبًا، والأهم من ذلك، إن كان السبب في ذلك هو مصلحة "إسرائيل" أم مصلحة بقاء ائتلاف نتنياهو.
وبحسب يسخاروف "قد تؤدي العملية العسكرية إلى نتيجة عكسية وتجعل حماس تتمسك في مواقفها، وبالتالي تبتعد إمكانية التوصل إلى صفقة جديدة للإفراج عن الأسرى. إذا استمرت الهجمات الجوية والبرية، ستزداد حياة الأسرى خطرًا، ويجب أيضًا أن نقول هذا".
ومساء اليوم الأربعاء، صادق كنيست الاحتلال على عودة إيتمار بن غفير وحزبه "عوتسما يهودت" إلى الحكومة، بعد أن أعلن حزب الليكود عودته بعد ساعات من تجدد العدوان على قطاع غزة، فجر أمس الثلاثاء.
ومنذ فجر أمس الثلاثاء، كثفت الاحتلال جرائمه في غزة وشن غارات جوية عنيفة وواسعة النطاق أسفرت عن أكثر من 400 شهيد ومئات المصابين.
وبنهاية الأول من مارس/آذار 2025، انتهت المرحلة الأولى من اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بين حركة حماس والاحتلال بدأ سريانه يوم 19 يناير/كانون الثاني الماضي، وتنصل رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو (المطلوب لمحكمة الجنايات الدولية) من بدء مرحلته الثانية.
وأراد نتنياهو -وهو مطلوب للعدالة الدولية- إطلاق سراح مزيد من الأسرى الإسرائيليين من دون تنفيذ التزامات المرحلة الثانية، لا سيما إنهاء حرب الإبادة والانسحاب من القطاع بشكل كامل، بينما تمسكت حماس ببدء المرحلة الثانية.
ويرتكب الاحتلال بدعم أميركي منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 جرائم إبادة جماعية في غزة، خلّفت إجمالا أكثر من 161 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.
للمزيد من التفاصيل: إضغط هنا