
فلسطين المحتلة - قدس الإخبارية: يحيي الفلسطينيون اليوم الأحد، ذكرى يوم الأرض الخالد، الذي يوافق 30 مارس/آذار من كل عام استذكارا للإضراب العام والاشتباكات التي جرت في اليوم نفسه من عام 1976 بين سكان عدة بلدات وقرى في أراضي الـ48 وقوات جيش الاحتلال وشرطة الاحتلال.
وانطلقت مظاهرات ومسيرات في مناطق عدة حول العالم، إحياءً لذكرى يوم الأرض، في وقتٍ يوسع فيه الاحتلال الإسرائيلي الاستيطان في الضفة المحتلة، ويواصل حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة.
وخرجت أمس السبت واليوم الأحد، مظاهرات في مدن ألمانية عدة وفي بريطانيا وفرنسا مظاهرات لإحياء ذكرى يوم الأرض، وطالبت بدعم الشعب الفلسطيني وبإنهاء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
وتظاهر آلاف الأشخاص في العاصمة الإيطالية روما، أمس، تنديدا باستئناف الاحتلال الإبادة الجماعية للفلسطينيين في قطاع غزة منذ 18 مارس/ آذار الحالي. وتجمع نحو 4 آلاف شخص في ساحة فيتوريو إمانويلي، رافعين الأعلام الفلسطينية دعما للفلسطينيين.
ونظمت مؤسسات وجمعيات فلسطينية وعربية ومجموعات مناصرة لفلسطين مظاهرات ووقفات في دورتموند وبون وفرانكفورت، وتدخلت السلطات لوقفها.
وشارك مئات الأشخاص، في مظاهرة شهدتها العاصمة الهولندية أمستردام، احتجاجًا على الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية بمناسبة ذكرى يوم الأرض الفلسطيني الموافق 30 آذار/ مارس من كل عام.
وانضمت منظمة العفو الدولية والعديد من منظمات المجتمع المدني إلى المظاهرة التي جرت في أمستردام للتنديد بالعدوان الإسرائيلي على غزة.
وفي برلين، شاركت حركات وجمعيات تتصدرها حركة الصوت اليهودي ومجموعة "عين على فلسطين" و"فلسطين تقاوم" وغيرها من التنظيمات الداعمة لفلسطين في احتجاجات للتنديد باستمرار ما يصفونها بـ"الإبادة الجماعية" في غزة.
ومن ساحة بوتسدام وسط برلين، دعت المظاهرات الحكومة الألمانية إلى وقف تزويد الاحتلال بالسلاح ووقف شلال الدم في قطاع غزة، وفي باريس، نظمت جمعية "يورو فلسطين" مظاهرة تحت شعار "فلسطين لا يمكن أخذها ولا بيعها".
وفي بريطانيا، تظاهر متضامنون مع القضية الفلسطينية في مدينة مانشستر، داعين إلى وقف الحرب الإسرائيلية على غزة.
وطالب المتظاهرون الحكومة بوقف تصدير الأسلحة إلى دولة الاحتلال، وإنهاء ما اعتبروه تواطؤا منها في جرائم حرب محتملة، ودعوا المجتمع الدولي إلى محاسبة القادة الإسرائيليين بتهمة الإبادة الجماعية.
ونظمّت "الجبهة الوطنية من أجل فلسطين"، فعالية جماهيرية حاشدة في مدينة ساو باولو البرازيلية، ضمن سلسلة مظاهرات موحّدة دعت إليها في جميع العواصم والمدن والولايات البرازيلية، إحياءً ليوم الأرض الفلسطيني.
وشهدت عدة مدن مغربية، مساء السبت، مظاهرات تضامنية لدعم الصمود الفلسطيني، طالب آلاف المشاركين في الوقفات والمسيرات التي نظمت في مدن طنجة والفقيه بنصالح ومكناس وفاس (شمال) والدار البيضاء وبرشيد (غرب) ووجدة وبركان (شرق) المنتظم الدولي بالضغط على إسرائيل لوقف الإبادة على غزة.
وخلال المظاهرات التي دعت إليها هيئات مدنية، مثل الجبهة المغربية لدعم فلسطين، والمبادرة المغربية لدعم فلسطين، ندد المشاركون باستئناف الإبادة الإسرائيلية على غزة.
80 مدينة إسبانية
وشهدت إسبانيا، اليوم الأحد وأمس السبت، مظاهرات في أكثر من 80 مدينة للمطالبة بإرساء سلام دائم في فلسطين والتنديد بالإبادة التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة.
وخرج العديد من الإسبان إلى الساحات دعما لفلسطين في جميع أنحاء البلاد، خاصة في العاصمة مدريد.
ورفع المتظاهرون أعلام فلسطين إلى جانب لافتات كُتب عليها “(رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو المجرم”، و”الحرية لفلسطين”، و”السلام”.
وشهدت المظاهرات تلاوة بيان لحركة “أوقفوا الحرب” المنظمة لها، والتي تضم حوالي 100 منظمة مجتمع مدني في إسبانيا.
وأكد البيان أن هذه الاحتجاجات جاءت لإدانة انتهاك إسرائيل لوقف إطلاق النار في غزة، وجرائمها ضد الأبرياء، وتصاعد الإبادة الجماعية.
متجذرون في أرضنا
وأمس السبت، أكدت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أمس السبت، رفضها كل مشاريع التهجير والتوطين والوطن البديل، وشددت على تمسكها بالثوابت الوطنية.
وفي بيان لها بمناسبة ذكرى يوم الأرض الذي يصادف يوم غد الأحد، قالت حماس "متجذرون في أرضنا، ولا سيادة أو شرعية للاحتلال على شبر منها، وفي القلب منها القدس والمسجد الأقصى".
وأكدت الحركة أن المقاومة "هي السبيل الوحيد للدفاع عن أرضنا، وانتزاع حقوقنا، وإفشال مخططات الاحتلال العدوانية".
وأضافت أن حق عودة اللاجئين إلى أرضهم وديارهم حق ثابت فردي وجماعي لا يسقط بالتقادم.
ودعت حماس الأمة وأحرار العالم إلى تصعيد كل أشكال التضامن والتأييد لأهل غزة والضغط لوقف العدوان الإسرائيلي.
في يوم الأرض.. الحاجة كوثر عبدالمنعم، تروي قصة الصمود والتحدي أمام الاستيطان في بلدة سِنجل شمال رام الله. pic.twitter.com/7XEny7iaCC
— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) March 29, 2025
الاستيطان في منطقة "ب"
وقالت هيئة مقاومة الجدار، إن الموجة الاستيطانية استُكملت بإقامة الاحتلال 51 بؤرة استيطانية خلال العام الماضي بينها 8 بؤر أقيمت في مناطق "ب".
وأقامت قوات الاحتلال نحو 900 حاجز عسكري وبوابة تحاصر الوجود الفلسطيني في الضفة الغربية، كما تم تقديم 268 مخططا هيكليا لمستوطنات.
وتسارعت وتيرة الاستيطان بإصدار الاحتلال 13 أمرا عسكريا لإنشاء مناطق عازلة حول المستوطنات بالضفة لمنع وصول الفلسطينيين لآلاف الدونمات وهذا يعني تمهيد علمية الاستيلاء عليها.
وأشار التقرير إلى استيلاء الاحتلال على 46 ألف دونم خلال 2024 تحت مسميات مختلفة، فضلا عن إقامة 60 بؤرة استيطانية جديدة منذ عام 2023.
وفي الوقت الراهن، يقيم 770 ألف مستوطن في 180 مستوطنة و356 بؤرة استيطانية بالضفة، ويسيطر الاحتلال على 136 بؤرة زراعية رعوية استيطانية تمتد على أكثر من 480 ألف دونم من أراضي الفلسطينيين، كما تم إصدار 939 إخطارا بالهدم ووقف البناء لمنازل ومنشآت فلسطينية.
في ذكرى يوم الأرض .. الاحتلال يواصل سرقة الأرض ويوسع الاستيطان: pic.twitter.com/7f21uARBql
— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) March 29, 2025
وللعام الثاني على التوالي يحيي الفلسطينيون ذكرى يوم الأرض في ظل عدوان إسرائيلي مستمر على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 خلّف حتى اليوم أكثر من 163 ألف شهيد ومصاب وآلاف المفقودين، إضافة إلى اعتداءات متواصلة ضد الفلسطينيين في مدن وبلدات الضفة الغربية المحتلة، مع تصاعد دعوات اليمين المتطرف الإسرائيلي لتهجير الفلسطينيين من أرضهم.
واستشهد في هذه مواجهات يوم الأرض قبل 49 عامًا، 6 فلسطينيين وجرح 49 آخرون واعتقل أكثر من 300، بعدما تدخلت قوات الاحتلال لمنع الإضراب، وأطلقت الرصاص الحي على المتظاهرين. وتضامن الفلسطينيون في الضفة الغربية وقطاع غزة ومخيمات اللجوء -خاصة في لبنان- مع المحتجين في أراضي الـ48.
ومنذ ذلك التاريخ، يحيي الفلسطينيون داخل فلسطين وخارجها هذه الذكرى تعبيرا منهم عن الارتباط بأرضهم وعدم التفريط فيها، وعن التمسك بهويتهم الوطنية وحقهم في العودة إلى أراضيهم التي هُجّروا منها.
للمزيد من التفاصيل: إضغط هنا