Skip to main content

بعد تقدم "البديل"في 3 ولايات.. عودة متلازمة "ألمانيا للألمان..اطردوا الأجانب"

17 تشرين الأول 2024

"عزيزي أحمد، 

لو وجهت لي هذا السؤال قبل 10 أعوام، لأجبت: "سأغادر ألمانيا عندما يصل اليمينيون المتطرفون إلى البرلمان (بوندستاغ). الآن، وصل حزب (البديل) إلى البرلمان، والآن أيضا يشغّل هذا الحزب في برلماننا أكثر من 100 موظف يميني متطرف. أو ربما لقلت: سأغادر عندما يعيّن حزب البديل قضاة دستوريين. هذا حدث أيضا. ففي ولاية بافاريا (بجنوب ألمانيا)، حيث تستطيع المعارضة تقديم ترشيحات خاصة بها، تم تعيين مرشحيْن لحزب البديل في هذا المنصب.

والآن، ما هي خطوطي الحمراء الجديدة؟ أن يلتحق حزب البديل بالحكومة ويبدأ تدريجيا إعادة تشكيل مراكز إدارة الدولة، أو عندما يتسلم وزارة الداخلية وبالتالي السلطة على جهازي المخابرات والشرطة ومكاتب الهجرة واللجوء، أو عندما لا يتم الاكتفاء بالحديث الفارغ حول سحب الجنسيات وعمليات التهجير العكسية، بل يبدأ فورًا وضع الأسس القانونية لذلك.

لهذا كله، أرجوك مرة أخرى أن تتقدم بإجراءات حصولك على أوراق إقامتك وعلى الجنسية الألمانية رغم أن القرار في النهاية ليس بيدك. (..) أكبر أكذوبات الفاشيين والقوميين هي قولهم إنهم يفرّقون بين المهاجرين الجيدين والمهاجرين السيئين. (..) أقرأ في هذه الأيام مذكرات الفيلسوف فيكتور كليمَرَر. يا لها من وثيقة تاريخية مذهلة تصف بدقة ولغة مرهفة التغيرات السياسية في الحياة اليومية بألمانيا بين عامي 1933 و1945. أقرؤها وأقول لنفسي: ارحلي، ارحلي قبل فوات الأوان. فكم أستطيع أن أتحمل وكم يجب عليّ أن أتحمل؟ ماذا عنك ومتى وصلت إلى نقطة قررت فيها أن ترحل عن سوريا وبعدها عن الأردن؟".

"عزيزتي فانيسا، 

هل تعرفين لماذا جُن جنوني؟ لأن شعورا بأني مراقب في ألمانيا لا يفارقني. ولكن ليس من قبل جهاز مخابرات. لديّ انطباع بوجود هوس في المجتمع (الألماني) بمراقبة وتقييم كل شيء يقوله شخص غير أبيض. ما يقلقني ليس اليمين المتطرف المنظم، بل فيديوهات مثل الفيديو الذي تم تصويره في جزيرة زولت ويظهر فيه مواطنون عاديون يصرخون "ألمانيا للألمان.. اطردوا الأجانب". (..) يبدو لي أن شرائح واسعة في المجتمع تريد تحميل اللاجئين والمهاجرين مسؤولية جميع المصائب ويتجهون أكثر نحو السرديات اليمينية.

ما يحبطني هي الرغبة في أن أكون جزءًا من هذا المجتمع في وقت تعود فيه الفاشية إلى الازدهار. الحديث لا يدور فقط عن حمقى ومتعصبين ومتطرفين وقوميين، وإنما عن غالبية تبدو وكأنها غير راضية عن الدولة وسياستها. هذا كله يترافق مع التغطية السلبية لوسائل الإعلام، الأمر الذي يجعل ألمانا كثيرين يشعرون بأن الليبرالية والديمقراطية خانتهم. حتى المثقفين يتوجهون نحو السرديات اليمينية، بل الفاشية".

أولاف شولتس لمجلة دير شبيغل: يجب علينا أخيرا أن نبدأ بترحيل جماعي لكل من لا يملك الحق بالبقاء في ألمانيا

هاتان الرسالتان ورسائل أخرى كثيرة أسّست لقصة تعارف بين شخصين لم يفهم أيّ منهما الآخر في البداية، ولكنهما أصرّا على مواصلة مشوار انتهى بكتاب وعلاقة زوجية. هو هرب عام 2013 من سوريا إلى الأردن ومنها إلى ألمانيا، وهي أبصرت الحياة لأبوين من فيتنام في أحد سكنات اللجوء بجنوب ألمانيا. هو الكاتب السوري أحمد قطليش، وهي الصحفية الألمانية فانيسا فو التي تعمل للصحيفة الأسبوعية النخبوية "دي تسايت" ولم تبق في ألمانيا جائزة صحفية قيّمة إلا حصلت عليها.

أهمية هذه الرسائل من وجهة نظر الكاتب والصحفية لم تقتصر على تأسيسها لبيت زوجي مثالي يريدان الدفاع عنه، بل شكّلت كتابا بعنوان "تعال حيث السكينة". بهذا الكتاب يجوب أحمد وفانيسا في هذه الأيام المدن الألمانية ويقرآن لجمهور متنوع. بعض الناس وتحديدا في المناطق الصغيرة يتفهم وجهة نظرهما ويدعمها بكلمات دافئة ويدعم نفسه بدعمه للاجئين، وبعض آخر لا يتردد في الانتقاد، بل في "شن الحروب" على الكتاب وصراحة مؤلفيه، كما يقول أحمد للجزيرة نت.

للمزيد من التفاصيل: إضغط هنا