Skip to main content

تغير إيجابي في لغة واشنطن وطهران لكن الشيطان يكمن في التفاصيل

12 نيسان 2025

تغير إيجابي في لغة واشنطن وطهران لكن الشيطان يكمن في التفاصيل

مدة الفيديو 06 دقيقة 24 ثانية play-arrow06:2412/4/2025-|آخر تحديث: 12/4/202511:48 م (توقيت مكة)

لا يبدو التوصل لاتفاق بين الولايات المتحدة وإيران قريبا ولا سهلا، رغم حالة التفاؤل التي أبداها الطرفان بعد جولة المفاوضات غير المباشرة التي جرت بينهما في العاصمة العمانية مسقط اليوم السبت.

بَيد أن هذه النبرة التي يتحدث بها الجانبان تعطي انطباعا بأن شبح الحرب والتلويح بها قد تراجع لصالح المفاوضات التي يقول مراسلا الجزيرة في واشنطن محمد العلمي وفي طهران عبد القادر فايز إنها لن تكون سهلة.

فقد أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أن المفاوضات غير المباشرة كانت بناءة وفي محيط هادئ ومحترم وأن الوفدين تحدثا لعدة دقائق عند المغادرة من مقر المحادثات وأنهما أظهرا التزاما بدفع المحادثات نحو اتفاق يرضي الطرفين وعلى أساس متكافئ.

كما قال البيت الأبيض إن المحادثات كانت إيجابية وبناءة جدا، وأضاف أن المبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيفن ويتكوف أكد لعراقجي أنه تلقى تعليمات من الرئيس دونالد ترامب بحل خلافات البلدين عبر الحوار والدبلوماسية إن أمكن.

وأضاف في بيان أن الحديث المباشر الذي جرى بين ويتكوف وعراقجي "كان خطوة إلى الأمام من أجل تحقيق نتيجة مفيدة للطرفين"، وأن الجانبين اتفقا على الاجتماع مرة أخرى يوم السبت المقبل، مؤكدا وجود قضايا بالغة التعقيد مع إيران.

إعلان

بدوره، قال وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي إن بلاده توسطت لبدء مفاوضات بين إيران والولايات المتحدة بهدف مشترك يتمثل في التوصل إلى اتفاق عادل وملزم.

وأضاف في تغريدة على حسابه في منصة "إكس" أن المفاوضات جرت بشكل ودي ساعد على تقريب وجهات النظر بما يحقق السلام والاستقرار في نهاية المطاف.

مفاوضات لن تكون سهلة

ورغم الاعتراف بوجود لغة إيجابية من الطرفين، فإن مراسل الجزيرة في واشنطن محمد العلمي يؤكد أن الشيطان لا يزال يعيش بشكل كامل في التفاصيل بين البلدين.

ووفقا للعلمي فإن الشيء الجيد في جولة المفاوضات الأخيرة هو أنها قفزت على رغبات بعض المتطرفين في الحكومة الأميركية وخارجها، وأيضا رغبات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي كان يريد قصف منشآت إيران النووية أو تفكيكها ونقلها للخارج على غرار ما فعله الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي.

لكن المفاوضات لن تكون سهلة كما هو الحديث عنها برأي العلمي لأن الاتفاق الأول بين الجانبين والذي انسحب منه ترامب، استغرق سنوات من أجل التوصل إليه، وشهورا من أجل الانسحاب منه، ثم فشلت إدارة جو بايدن خلال 4 سنوات كاملة في إحيائه مجددا.

ويعزو العلمي صعوبة هذه المفاوضات إلى وجود الكثير من التفاصيل التقنية التي لا يفهمها إلا الخبراء النوويون، ويرى أن هناك بداية مشجعة من الجانبين اللذين وضعا خطوطا عريضة للمباحثات التي ستمثل عقبة في حد ذاتها، كما يقول العلمي.

ويكمن الجانب الإيجابي برأي العلمي في أن جولة يوم السبت تناولت بالتأكيد كل جوانب الخلاف بين البلدين بما فيها صواريخ إيران ونفوذها في المنطقة ومن ثم فإن حديثهما عن إيجابية هذه المفاوضات ربما يعني أنهما بصدد الانتقال إلى مناقشة تفاصيل تجاوز هذه الخلافات، وهي نقاشات لن تكون سهلة، برأيه.

إعلان

الرأي نفسه ذهب إليه مدير مكتب الجزيرة في طهران عبد القادر فايز بقوله إن الشياطين لا تغادر التفاصيل بين الولايات المتحدة وإيران، مشيرا إلى أن هذا التغير في لغة البلدين يشي بأنهما قررا المضي قدما في المفاوضات.

ووفقا لفايز، فإن حديث البلدين عن هذه المفاوضات إيجابي وبناء ويعول عليه، لكنه لا يعني أبدا سهولة التوصل لاتفاق وتجاوز الخلافات التي قد تظهر في الجولات المقبلة.

ومع ذلك، يعتبر فايز أن الجولة الأولى من المفاوضات تمثل اختراقا يمكن التعويل عليه من الجانبين في الوصول إلى مرحلة جديدة من العلاقات.

فإيران -كما يقول- تريد مفاوضات تقوم على الاحترام والجدية، تفتح الباب أمام اتفاق مما يعني تراجع شبح الحرب والتهديد بها، وهذا يعني -برأيه- اقتصادا إيرانيا أفضل ومجتمعا أقل قلقا، مع التأكيد على ضرورة أن يكون هذا التفاؤل حذِرا بالنظر إلى تاريخ المفاوضات بين البلدين.

المصدر : الجزيرة

للمزيد من التفاصيل: إضغط هنا