
واشنطن - شبكة قُدس: وقع أكثر من 150 رئيس جامعة وكلية في الولايات المتحدة على رسالة نُشرت اليوم الثلاثاء، أعربوا فيها عن إدانتهم لما وصفوه بـ"تدخل سياسي غير مسبوق" من إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب في شؤون مؤسسات التعليم العالي، محذرين من أن هذا التدخل يشكل تهديداً مباشراً لحرية البحث والتفكير الأكاديمي.
وتأتي هذه الرسالة من "رابطة الجامعات والكليات الأميركية" في أعقاب قيام جامعة هارفارد بمقاضاة إدارة ترامب، بعدما أعلنت الأخيرة عن تجميد تمويل فيدرالي ضخم بمليارات الدولارات كان موجهاً لدعم الأبحاث. القرار اتُخذ على خلفية احتجاجات مؤيدة لفلسطين شهدها الحرم الجامعي خلال الحرب على غزة، حيث طالب ترامب الجامعة بإجراء "إصلاحات واسعة" وقدّم قائمة بمطالب رفضت الإدارة الأكاديمية الامتثال لها.
وكانت الإدارة الأمريكية قد أعلنت قبل أسبوع عن تجميد منح فيدرالية بقيمة تتجاوز 2.2 مليار دولار، إلى جانب عقود بقيمة 60 مليون دولار مع جامعة هارفارد، بعد رفضها التعاون مع المطالب الحكومية، والتي تم تسويقها باعتبارها جزءاً من الحملة لمكافحة "معاداة السامية" والتظاهرات المؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأميركية، والتي زعم البيت الأبيض بأنها "انزلقت أحياناً نحو العنف والتخويف وملاحقة الطلبة اليهود والإسرائيليين".
وطالبت إدارة ترامب من هارفارد جملة من الإجراءات، بينها تعيين مشرف خارجي لضمان "تنوع وجهات النظر" في الأقسام الأكاديمية، وتقديم تقارير للسلطات الفيدرالية بشأن الطلبة الأجانب المشتبه بتصرفاتهم، إلى جانب إجراء تدقيق في سلوك أعضاء الهيئة التدريسية فيما يتعلق بالانتحال الأكاديمي. واعتبر رئيس الجامعة آلان غاربر، وهو يهودي الديانة، أن هذه الخطوات تمثل "محاولة غير مشروعة وغير مسبوقة" للهيمنة على إدارة المؤسسة، محذراً من تداعيات بعيدة المدى وخطيرة على استقلاليتها.
وفي هذا السياق، أدلت المتحدثة باسم البيت الأبيض بتصريح لافت هذا الشهر، قالت فيه إن ترامب "ينتظر اعتذاراً من جامعة هارفارد بسبب تفشي معاداة السامية داخل الحرم الجامعي". وأضافت المتحدثة، كارولين ليويت، أن على الجامعة "الامتثال للقانون الفيدرالي"، مشيرة إلى أن الرئيس يرى أن ما حدث "يستدعي اعتذاراً صريحاً للطلبة اليهود الأميركيين".
وجاء في الرسالة الموقعة من رؤساء جامعات مرموقة، بينها هارفارد وبرنستون وبراون، أن الأكاديميين "يتحدثون بصوت واحد" ضد هذا التدخل، الذي وصفوه بأنه يقوّض التعليم العالي الأميركي. وأضافوا أنهم منفتحون على إصلاحات بنّاءة ولا يعارضون الرقابة الحكومية المشروعة، لكنهم يعترضون على التدخل المفرط الذي يمس الحياة الأكاديمية في الجامعات، ويهدد البيئة التي يجب أن تظل مساحة حرة لتبادل الآراء دون خوف من العقاب أو الرقابة أو الطرد.
يُذكر أن ترامب يواصل الضغط على مؤسسات التعليم العالي التي يتهمها بالتساهل مع مظاهر "معاداة السامية"، متوعداً بقطع تمويلها وسحب إعفاءاتها الضريبية ومنع تسجيل الطلبة الأجانب فيها، بزعم أنها لم تتعامل بجدية مع المظاهرات المؤيدة لفلسطين، وهو ما مكّن، حسب زعمه، من انتشار "معاداة السامية" في الحرم الجامعي.
واختتمت الرسالة بالتشديد على أن الجامعات والكليات الأميركية يجب أن تظل مراكز حيوية تسمح للأساتذة والطلبة والموظفين بتبادل الأفكار بحرية، دون تهديد بالعقوبة أو الرقابة أو الإقصاء.
للمزيد من التفاصيل: إضغط هنا