
رفح - قدس الإخبارية: أكد الدفاع المدني في غزة، بطلان رواية وادعاءات جيش الاحتلال الإسرائيلي التي نشرها بشأن جريمة إعدام طاقم الدفاع المدني وطواقم الهلال الأحمر في منطقة تل السلطان برفح.
وقال الدفاع المدني، خلال مؤتمر صحفي عقده اليوم الأربعاء، إن "طاقمنا وطاقم الهلال الأحمر أُعدموا بدم بارد، في استهتار واضح بالقانون والمواثيق الدولية الإنسانية".
وأوضح أن "صور وكالات الأنباء تظهر التزام طواقمنا بشارات المركبات الرسمية، واستخدامهم مصابيح الإضاءة، وارتدائهم الزي الفسفوري المعروف دوليًا والمعلوم لدى الاحتلال".
وأضاف: "إعدام طواقمنا في رفح يؤكد للعالم، بالأدلة، أن الاحتلال لم يلتزم بأي ضوابط قانونية أو أخلاقية إزاء تدخلات طواقمنا لإغاثة المحتاجين".
وأشار الدفاع المدني إلى أن عدد الشهداء من طواقمه منذ بدء الحرب على قطاع غزة ارتفع إلى 113 شهيدًا، قتلهم الاحتلال الإسرائيلي بدم بارد.
في الأثناء، كشف تحقيق أجرته صحيفة "هآرتس" العبرية، بناء على وثائق عسكرية وشهادات جنود، تفاصيل جديدة حول الهجوم الذي اغتالت فيه قوات الاحتلال 12 من طواقم الدفاع المدني والمسعفين في رفح.
وأظهرت الأدلة التي حصلت عليها الصحيفة، انتهاكات خطيرة من قبل وحدة "سيريت غولاني" التابعة لجيش الاحتلال، بما في ذلك إطلاق نار عشوائي متواصل لمدة ثلاث دقائق ونصف، وتغيير الخزائن العسكرية أثناء القتل، رغم محاولات الضحايا التعريف بأنفسهم.
وسبق أن كشفت صحيفة "ذي غارديان" البريطانية، عن تورط وحدة من جيش الاحتلال في قتل 15 من المسعفين الفلسطينيين وعناصر الدفاع المدني في قطاع غزة، في آذار الماضي في مدينة رفح جنوبي القطاع.
وأفادت الصحيفة بأن قوات الاحتلال المتورطة تنتمي إلى لواء غولاني، أحد ألوية المشاة الخمسة في جيش الاحتلال، وكانت تعمل تحت قيادة لواء المدرعات الاحتياطي الرابع عشر، الذي يتبع لفرقة يقودها العميد يهودا فاخ، وهو جنرال إسرائيلي سيء الصيت والسمعة، سبق أن اتُهم من قبل بعض جنوده حتى بـ"الاستخفاف بالحياة البشرية".
وأكد جيش الاحتلال أن جنودًا من لواء غولاني فتحوا النار على قافلتين من سيارات الإسعاف في رفح بتاريخ 23 آذار/ مارس، قبل أن يقوموا بحفر قبر جماعي لدفن جثامين الشهداء مؤقتًا إلى حين وصول فريق من الأمم المتحدة قام بانتشالها بعد ستة أيام.
ورغم إقرار جيش الاحتلال بالعملية، فقد أنكر الاتهامات الموجهة له نقلا عن شاهدين شاركا في استخراج الجثث، إلى جانب نتائج لتقارير تشريح جديدة، تشير إلى أن عددًا من الشهداء أصيبوا بطلقات نارية من مسافة قريبة في الرأس والصدر، وتم العثور عليهم وأيديهم أو أرجلهم مقيدة.
ونقلت "ذي غارديان" عن مصدر رفيع في الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، مطّلع على انتشار قوات الاحتلال في جنوب غزة، أن جنودا ميدانيين من الوحدة 504 وهي وحدة استخبارات عسكرية معروفة بالدموية والعدوانية؛ كانوا حاضرين أثناء ارتكاب الجريمة بحق المسعفين وطواقم الدفاع المدني.
وفي مقطع فيديو نُشر عبر القناة 14 العبرية، ظهر جنود من لواء جولاني خلال تلقيهم إيجازًا عسكريًا قبيل إعادة نشرهم في قطاع غزة، حيث ظهر قائد كتيبة وهو يوجه الجنود قائلا: "أي شخص تقابلونه هناك هو عدو. أي شخص تتعرفون عليه، قوموا بتصفيته"، في ما بدا توجيه مباشر لارتكاب المجازر بحق المدنيين.
وفي وقت سابق، حصد فيديو نشرته صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية انتشارا واسعا في منصات التواصل الاجتماعي، بعد توثيقه المجزرة التي ارتكبها جيش الاحتلال بحق موظفي الدفاع المدني والهلال الأحمر الفلسطيني في رفح جنوب قطاع، ويُكذّب الفيديو رواية الاحتلال التي ادعت أن المركبات كانت "تتحرك بشكل مريب" دون تشغيل الأضواء أو إشارات الطوارئ.
مقطع الفيديو الذي نشرته الصحيفة الأمريكية، تم العثور عليه على هاتف أحد المسعفين في مقبرة جماعية في رفح، وتم تداوله كرد على رواية الاحتلال بشأن المجزرة، حيث يظهر وبوضوح، سيارات الإسعاف وشاحنة الإطفاء التي كان على متنها عناصر الإسعاف والدفاع المدني الـ14، مشيرة إلى أن مصابيح الطوارئ في المركبات كانت مشغّلة لحظة استهدافها من قبل قوات الاحتلال.
وأوضحت نيويورك تايمز أنها حصلت على الفيديو من دبلوماسي كبير في الأمم المتحدة، وأنها تحققت من موقعه وتوقيته، حيث يُسمع في الفيديو صوت المسعف وهو يردد الشهادة أثناء إطلاق النار، كما نقلت عن نبال فرسخ، المتحدثة باسم الهلال الأحمر الفلسطيني قولها إن المسعف الذي صوّر الفيديو كانت عليه آثار الإصابة برصاصة في رأسه.
للمزيد من التفاصيل: إضغط هنا