
فلسطين المحتلة - قدس الإخبارية: شهدت الضفة الغربية تصعيدًا ميدانيًا واسعًا خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، تخللته عمليات فدائية نوعية في أكثر من موقع، أسفرت عن إصابات في صفوف قوات الاحتلال، وارتقاء منفذ عملية دهس وطعن جنوب الخليل.
في الخليل، أُصيب جندي إسرائيلي بجراح متوسطة في عملية دهس وطعن على حاجز "سدة الفحص" جنوب المدينة، فيما شهدت المنطقة استنفارًا واسعًا وانتشارًا مكثفًا لقوات الاحتلال.
وأعلنت مصادر محلية مساء اليوم عن استشهاد الشاب عبد الفتاح عاهد أحمد حريبات (20 عامًا) من مدينة دورا، بعد تنفيذه العملية المزدوجة.
وبحسب إذاعة جيش الاحتلال، حاول حريبات دهس مجموعة من جنود الاحتلال، ثم ترجل من مركبته وطعن أحدهم قبل أن تطلق عليه قوات الاحتلال النار وتقتله.
اللحظات الأولى بعد إصابة أحد جنود الاحتلال بعملية الدعس على حاجز "سدة الفحص" قرب الخليل. pic.twitter.com/OLNHhfAybc
— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) May 7, 2025
عقب العملية، اقتحمت قوات الاحتلال مدينة دورا، وداهمت منزل عائلة الشهيد الحريبات، حيث أقدم الجنود على احتجاز العشرات من الفلسطينيين داخل المنزل، وأجبروهم على الجلوس أرضًا واعتدوا عليهم بالضرب والركل، بما في ذلك كبار في السن، كما احتجزت جثمان الشهيد.
قبل العملية بلحظات، كانت عملية أخرى قد انطلقت شمال الضفة الغربية، حيث أصيب جنديان من جيش الاحتلال في عملية إطلاق نار استهدفت مركبة تقل جنودًا قرب حاجز برطعة جنوب غرب مدينة جنين.
وبحسب اعتراف رسمي لجيش الاحتلال، فإن المنفذين أطلقوا وابلًا من الرصاص تجاه المركبة، وأصابوا جنديين أحدهما بحالة خطيرة، ثم انسحبوا من المكان بسلام.
وشاركت مروحيات الاحتلال في أعمال تمشيط وبحث واسعة عن المنفذين، فيما دفع الاحتلال بتعزيزات عسكرية كبيرة إلى المكان.
كما داهمت قوات الاحتلال بلدة برطعة القريبة، واستولت على تسجيلات كاميرات المراقبة من عدة مواقع، في محاولة لتعقب آثار المنفذين.
وفي تعقيبه على هذه العمليات، هاجم رئيس مجلس مستوطنات شمال الضفة يوسي دغان حكومة الاحتلال، وقال: "أطالب بالتعامل مع جنين كما يتم التعامل مع خانيونس".
مشاهد جديدة من مكان عملية إطلاق النار بمحيط حاجز برطعة قرب جنين. pic.twitter.com/n18CSmnYMx
— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) May 7, 2025
مباركة فصائلية
حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أشادت بعملية إطلاق النار قرب برطعة، مؤكدة أنها تأتي ردًا على مجازر الاحتلال في غزة والضفة الغربية، وجرائمه بحق الأسرى الفلسطينيين في السجون. واعتبرت الحركة أن العملية تمثل صفعة جديدة في وجه مشاريع الضم والتهجير، وإشارة واضحة على فشل الاحتلال في كسر إرادة المقاومة.
ودعت حماس جماهير الضفة الغربية إلى تصعيد المقاومة بكافة أشكالها، وتنفيذ مزيد من الضربات الموجعة ضد الاحتلال، ورص الصفوف خلف خيار المقاومة حتى التحرير الكامل.
بدورها، أشادت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين بعمليتي الخليل وحاجز برطعة قرب جنين، واعتبرتهما ردًا طبيعيًا ومشروعًا على جرائم الاحتلال المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة.
وأكدت الحركة أن هذه العمليات البطولية تعكس إصرار أبناء الشعب الفلسطيني على مواصلة معركتهم المفتوحة ضد الاحتلال المجرم، دفاعًا عن الأرض والمقدسات، رغم كل محاولات القمع والتنكيل.
وأضافت الجهاد الإسلامي أن المقاومة هي اللغة الوحيدة التي يفهمها الاحتلال، وهي الكفيلة بلجم عدوانه، بعدما تجاوز كل القيم الإنسانية والأخلاقية، مؤكدة أن شعبنا سيواصل درب المواجهة حتى زوال الاحتلال عن أرض فلسطين.
من جهتها، باركت حركة المجاهدين الفلسطينية عمليتي الخليل وحاجز برطعة، ووصفتها بأنها رسائل بالنار من أحرار الشعب الفلسطيني، تؤكد فشل كل محاولات إنهاء المقاومة، وتعكس تجذرها في وعي وضمير الفلسطينيين. ودعت الحركة المقاومين إلى تكثيف ضرباتهم ضد الاحتلال، وجعل العدو يدفع ثمن جرائمه المستمرة.
وبحسب مركز "معطى" لمعلومات المقاومة، فقد سُجلت خلال الساعات الماضية 14 عملية مقاومة في الضفة الغربية، شملت استهداف جنود الاحتلال والمستوطنين، والتصدي لاقتحامات، واندلاع مواجهات واسعة في عدة مناطق.
للمزيد من التفاصيل: إضغط هنا