Skip to main content

اتفاق واشنطن وبكين يُنقذ محصول الفستق الأميركي من الانهيار

13 أيار 2025

اتفاق واشنطن وبكين يُنقذ محصول الفستق الأميركي من الانهيار

الاعتماد المتزايد على السوق الصيني يعرّض المزارعين الأميركيين لتقلبات سياسية واقتصادية (غيتي)
13/5/2025

تنفّس مزارعو الفستق في ولاية كاليفورنيا الصعداء هذا الأسبوع بعد إعلان اتفاق مبدئي بين الولايات المتحدة والصين لتخفيف الرسوم الجمركية المتبادلة، مما يُنهي مرحلة من التوترات التي كادت تعصف بأحد أهم المحاصيل الزراعية الأميركية الموجهة للتصدير.

فبحسب ما نقلته صحيفة "وول ستريت جورنال" يوم الاثنين، وافقت بكين على خفض الرسوم الانتقامية المفروضة على واردات الفستق الأميركي من 125% إلى 10%، الأمر الذي وصفه المزارعون بأنه "خبر ممتاز في زمن تسيطر عليه الضبابية."

الصين.. زبون لا يمكن الاستغناء عنه

وتشير البيانات الفدرالية إلى أن قيمة صادرات الفستق الأميركي إلى الصين ارتفعت بشكل مذهل من 42 مليون دولار في عام 2017 إلى 842 مليون دولار في عام 2024، ما يعادل تقريبًا ثلث المحصول الأميركي الإجمالي البالغ 3 مليارات دولار.

ويشتهر الفستق الأميركي في الصين باسم "المكسرات السعيدة" لما يحمله من دلالة على الصحة والطاقة الإيجابية، مما يجعله سلعة مطلوبة بشدة لدى المستهلك الصيني.

الفستق الأميركي أصبح ركيزة أساسية في صادرات الزراعة إلى الصين (رويترز)

وقال ستيوارت وولف، رئيس مجلس إدارة شركة وولف فارمينغ في مقاطعة فريسنو بولاية كاليفورنيا: "الحياة كانت ستكون أفضل مع قدر أقل من عدم اليقين، لكن لا شك أن المزارعين يشعرون بتحسن بعد الاتفاق الأخير".

إعلان

ومع ذلك، لا تزال هناك مخاوف من أن الرسوم المخفّضة، وإن كانت أقل حدة، قد تستمر في الضغط على الأسعار قبل موسم الحصاد المقبل.

إنتاج متزايد وأسواق متقلبة

وتعد الولايات المتحدة -وتحديدًا منطقة سنترال فالي بولاية كاليفورنيا- المنتج الأول للفستق في العالم، وقد بلغ حجم الإنتاج ذروته في 2023 عند 680 مليون كيلوغرام، مع توقّعات بتحقيق مستويات مماثلة هذا العام.

لكن فائض الإنتاج وضع ضغوطًا كبيرة على الأسعار، في وقت يبحث فيه المزارعون عن أسواق بديلة وسط تصاعد التوتر مع الصين.

وقال ديف بوليا، الرئيس التنفيذي لجمعية ويسترن غروورز، "عندما يتم إغلاق باب السوق الصينية، تبدأ الأسئلة الحقيقية: إلى أين نذهب بكل هذا الإنتاج؟".

وفي هذا السياق، أضاف بوليا أن الاتفاق الأخير "قد يشكل بداية لتحول علاقة السوق الصينية من كونها ظرفًا مؤقتًا إلى ركيزة دائمة في العلاقات التجارية الزراعية".

ثقة مشروطة في إدارة ترامب

ورغم أن ولاية كاليفورنيا تُعد معقلًا سياسيًا ليبراليًا، فإن الرئيس دونالد ترامب يحظى بدعم قوي في أوساط المزارعين في الوسط الزراعي للولاية، لا سيما بعد دعمه لهم في نزاعهم حول توزيع المياه بين السلطات الفدرالية وحكومة الولاية.

ومع تصاعد المخاطر، بدأت بعض الجهات في قطاع الفستق الأميركي بالبحث عن أسواق بديلة.

وقال زاكري فريزر، رئيس جمعية أميركان بيستاشيو غروورز، إنه يتنقل هذا الأسبوع في أوروبا لعرض المحصول الأميركي على مشترين جدد، وكتب في رسالة نصية من فرانكفورت: "نركض في كل اتجاه للعثور على أسواق جديدة".

دروس الحرب التجارية الأولى

وخلال الولاية الأولى لترامب، تراجعت حصة الولايات المتحدة من صادرات اللوز والمكسرات إلى الصين من 94% إلى 53%، بعدما لجأت بكين إلى أستراليا كمورد بديل، وهو ما أدى إلى انخفاض كبير في الأسعار، لم يتعافَ منه السوق إلا مؤخرًا، وفقًا لما ذكره كولين كارتر، أستاذ الاقتصاد الزراعي في جامعة كاليفورنيا–ديفيس.

إعلان

مع ذلك، يبقى الفستق من قصص النجاح النادرة في الزراعة الأميركية، إذ أصبح ثالث أكبر سلعة تصديرية زراعية بعد اللوز ومنتجات الألبان في كاليفورنيا، ويعوّل عليه القطاع لتعويض أي خسائر في المحاصيل الأخرى.

المصدر : وول ستريت جورنال

للمزيد من التفاصيل: إضغط هنا