Skip to main content

مكرمة الحج لأهالي شهداء غزة.. السلطة تصفي حساباتها السياسية وتشتري الولاءات

14 أيار 2025
https://qudsn.co/مكرمة الحج لأهالي شهداء غزة.. السلطة تصفي حساباتها السياسية وتشتري الولاءات

غزة – قدس الإخبارية: قبل أسابيع قليلة، أعلن مجلس قضاة فلسطين عن رابط التسجيل لمكرمة الحج المخصصة لأهالي شهداء غزة المقيمين في مصر، ما أعاد الأمل إلى قلوب الكثير من الأسر المفجوعة، بأن يتمكنوا من أداء مناسك الحج عن أحبائهم الذين ارتقوا خلال الإبادة الجماعية في قطاع غزة.

وللمرة الأولى، تم الإعلان عن أسماء المقبولين مبكرًا، خلافًا لما جرت عليه العادة حيث تُنشر الأسماء قبل موعد السفر بفترة وجيزة. لكن المفاجأة كانت صادمة لكثير من العائلات، إذ تبيّن أن قائمة المقبولين تضم عددًا كبيرًا من المحسوبين على حركة فتح، وبعضهم لا تربطه أي صلة بشهداء العدوان على غزة، ولم يتضرر من الحرب أصلًا.

ووفق ما حصلت عليه شبكة "قدس الإخبارية" من معلومات، فإن عدد كبير من الأسماء الواردة في القوائم يتبعون لأقاليم فتح في قطاع غزة، في حين يقيم آخرون في مصر منذ سنوات طويلة، دون وجود أي شهيد في عائلاتهم. علماً أن استمارة التسجيل كانت تتطلب توضيح صلة القرابة المباشرة بين المتقدم والشهيد، محددة ضمن ست خانات: "ابن، ابنة، زوج، زوجة، أخ، أخت".

عبر المنصات ..ذوو الشهداء يحتجون

بغصة يكتب كريم حسين الترتوري عبر صفحته الفيسبوك :" في العام السابق تم نشر كشوفات أمام الجميع بخصوص الأسماء المستفيده من ذوي الشهداء والجرحى والأسرى، واكتشفنا وقتها وبكل تأكيد انا هناك عشرات الاسماء وقد تفوق المئه لأسماء تمت اضافتها بالواسطه والشلليه، اسماء نعرفها جيداً أخدت حصتنا وحصه الأهالي ولم يكون لهم قريب درجه اولى لا شهيد ولا جريح، وعلى الرغم من ذلك منحت المملكه مكرمه أخرى بنفس العام ل 1000 حاج وايضا تم اضافه اسماء بالواسطه، وباتصالات خاصه لمحسوبين على بعض القيادات في السلطه الفلسطينيه، ومشكلة أخرى شاهدناها أن احد الشهداء حصل ذويه على ٣-٤ حصص للحج للشهيد الواحد".

ويضيف الترتوري:" نتفاجئ بتبرير سخيف من ناشطين أن المكرمه هذا العام تم قسمها إلى الضفه وغزه بالتساوي ، هل غزه بكل ضحاياها وشهداؤها تساوي ما قدمته الضفه من شهداء؟ هل اضافه اسماء يتبعون لشخصيه قياديه مسؤوله كل عام كحصه أم عمولته بسبب جلب هذه المكرمه؟

ويتسائل بلسان حال المحرومين من المكرمة:"هل يجب أن نجري اتصالات وندفع مقابل هذه المكرمه لكي يكون اسمنا ضمن المكرمه، متمنيا من السلطه الفلسطينيه الاجابه على هذه الاسئله بدلاً من تقييد التعليقات على صفحاتكم.

وبعد حالة الغضب التي طالت ذوو الشهداء، كتب:"نائل رحمي عبر الفيسبوك أيضا:" (بدلاً من الثرثرة)مناشدة إلى الأحبة والأصدقاء بخصوص اسماء مكرمة الحج لهذا العام أود إعلامكم بأن الأخ الدكتور محمود الهباش أبوأنس لن يقبل بالظلم وأصدر تعليماته بإستبدال كل من قام بالتزوير بأنه من ذوي الشههدداء ومن كان ضمن بعثة الحج العام السابق وعلى كل من توجد لديه أسماء وإثباتات عليه التواصل مع مكتب الدكتور محمود الهباش أبوأنس وأيضاً وجب التنويه بأن الكشف يتضمن على أسماء جاءت من وزارة الأسرى.

وطالب وزارة الأسرى بإستبدال من أدى فريضة الحج قبل ذلك ليفسح المجال لمن لم يؤدي فريضة الحج وللعلم تم التسجيل بشكل إلكتروني ومن الصعب جدا التدقيق (إنها لأمانة إنها لأمانة إنها لأمانة يوم القيامة خزي وندامة إلا من أخذها بحقها) وسأرفق لكم كشف الأسماء للتدقيق على العام وليس على الخاص ومعالي الدكتور أبوأنس لن يخذلكم بإذن الله بإحقاق الحق وحفظ الله فلسطين وشعبها من كيد الكائدين وظلم الظالمين وجهل المضللين وعبث العابثين".

ورد على المنشور سالم علي:" هل من واجبي أن اراقب المعايير التي وضعها ديوان قاضي القضاه (..) هذا ليس دورنا بل دور الجهات المختصة، فقط نحن بحاجة لمعرفة المعايير بوضوح لندرك سبب الرفض الذي جاءنا وقبل أشخاص لا شهداء ولا ضرر أصابهم في هذه الابادة والحروب السابقة".

وامتعضت أية عبد الرحمن، فتقول لشبكة "قدس الإخبارية" إنها كانت تنتظر المكرمة منذ العام الماضي حين لم يحالفها الحظ للخروج لعدم استخراج جواز سفر لها، كونها وصلت مصر بورقة "وثيقة"، فقد استشهد والديها وأشقائها الثلاث ولم يتبقَ سواها وشقيقها.

تحكي بحرقة " حين فحصت عبر الرابط عن اسمي شعرت بصدمة كبيرة، بعدما جهزت نفسي وضمنت أني سأكون ضمن المكرمة،  باعتبار أن العام الماضي خرج عدد كبير من ذوي الشهداء ومن لديه معارف بالسفارة سواء لديه شهيد أو بالواسطة، لكن تفاجئت حين رأيت أسماء أشخاص أعرفهم لا شهيد لهم فقط يعتبروا "قيادات فتحاوية" ويقيمون في مصر منذ سنوات.

الصدمة الأكبر كانت من نصيب نرمين مشتهى، فمنذ الإبادة على قطاع غزة وتعيش الحزن لارتقاء أشقاءها وابنائهم، كانت تعيش مرارة الفقد طوال شهور الحرب.

تقول من أمام السفارة وهي تراجع:" أكثر من عشرين شخصا ارتقى من عائلتي ومن الدرجة الأولى، ثلاث أشخاص من أقاربي خرجت أسماءهم ولا  أقارب لهم من الدرجة الأولى ولا حتى الثالثة، فكل ما أعرفه أنهم على علاقة مع أشخاص ذي نفوذ في السفارة.

وتعلق :" أملنا الوحيد لتهدئة قلوبنا كان الحج عبر المكرمة، لكن كل شيء تحطم أمام معايير السفارة وديوان قاضي القضاة "فلا شفافية ولا مصداقية"، كله محسوبية وواسطة".

أما رجب قاسم فتهكم على المكرمة التي حصل عليها والده معلقا" لدينا ٦ شهداء وما طلع غير اسم ابوي اللي على كرسي متحرك ولازم يكون معه مرافق وما طلعو اسم حدا معه".

تجمع عوائل الشهداء يكشف ألاعيب المكرمة

بدوره اتهم تجمع عوائل الشهداء في غزة جهات رسمية بالتلاعب في كشوفات مكرمة الحج المخصصة لأسر الشهداء لهذا العام، مؤكداً وجود فساد ممنهج ومحسوبيات حزبية أطاحت بحقوق العائلات التي فقدت أبناءها دفاعاً عن الوطن.

وفي بيان صحفي أفاد تجمع عوائل الشهداء أن المكرمة التي يفترض أن تكون تكريماً لأرواح الشهداء، تحوّلت إلى ساحة لـ"تصفية الحسابات السياسية وشراء الولاءات"، في ظل إخفاء متعمد للكشوفات الرسمية، ومنع الاطلاع عليها من قبل العائلات المستحقة.

وعبر المتابعة الميدانية للتجمع تبين أن هناك تجاوزات خطيرة منها:" إدراج أسماء لأشخاص سبق وأن أدّوا فريضة الحج العام الماضي، وجود عدد كبير من الأسماء المحسوبة على تيار سياسي معين لا تربطهم أي علاقة بعوائل الشهداء.

كما كشف تجمع عوائل الشهداء عن تكرار أسماء عاملين في لجان الإشراف على المكرمة، يُدرجون أنفسهم وأفراداً من عائلاتهم بشكل دوري، مؤكدا أن هذه التجاوزات تحدث في الوقت الذي تُقصى فيه عشرات العائلات الحقيقية للشهداء، لا سيما تلك المقيمة في القاهرة ودول عربية أخرى، والتي لم تتمكن من إدراج أسمائها هذا العام رغم استحقاقها الكامل.

ووصف التجمع ما جرى بأنه "امتداد لسياسات التهميش التي تتعرض لها عوائل الشهداء في قطاع غزة"، بما يشمل قطع الرواتب، ورفض اعتماد مخصصات لشهداء ما بعد الانقسام، وغياب كامل لدور السلطة الفلسطينية في متابعة قضاياهم واحتياجاتهم الأساسية.

وطالب "تجمع عوائل الشهداء" بعدد من الإجراءات العاجلة، أبرزها: فتح تحقيق رسمي وعاجل في التلاعب بالمكرمة، ومحاسبة كل المتورطين في الاستغلال أو الإقصاء، بالإضافة إلى وضع جدول زمني عادل لاختيار العائلات بحسب تاريخ استشهاد أبنائهم.

كما وجه التجمع نداءً عاجلاً إلى المملكة العربية السعودية، وعلى رأسها سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، ووزارة الحج والعمرة، للتحقق من آلية توزيع المكرمة وضمان وصولها إلى مستحقيها الفعليين من أسر الشهداء، بعيداً عن التلاعب الحزبي أو الشخصي.

هذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها التلاعب، فالعام الماضي من كان له علاقة بموظف السفارة الفلسطينية بمصر كان يطلب منه جواز السفر ويدرج اسمه ضمن المنحة، في المقابل عدد كبير من ذوي الشهداء حرموا الفرصة للعام الثاني على التوالي ليظفر بالمكرمة أشخاص متنفذين محسوبين على حركة فتح.

 

للمزيد من التفاصيل: إضغط هنا