
غزة – قدس الإخبارية: قال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إن الاحتلال "الإسرائيلي" يروّج للسماح بدخول 9 شاحنات فقط محمّلة بمكملات غذائية للأطفال، في وقت يحتاج فيه القطاع إلى نحو 500 شاحنة مساعدات يوميًا، أي ما مجموعه 44,000 شاحنة خلال 80 يومًا من الحصار الشامل والمجاعة المتفاقمة.
وأوضح المكتب في بيان صحفي رقم (829)، اليوم الاثنين، أن الاحتلال أغلق المعابر بشكل كامل منذ قرابة ثلاثة أشهر، ومنع إدخال الغذاء والوقود والدواء، ضمن سياسة تجويع ممنهجة تستهدف أكثر من 2.4 مليون فلسطيني في قطاع غزة، مشيرًا إلى أن نسبة ما يتم إدخاله اليوم لا تتجاوز 0.02% من حجم الاحتياج الإنساني الفعلي.
وأكد البيان أن ما يقدمه الاحتلال من مساعدات رمزية يندرج في إطار التضليل الإعلامي ومحاولة الالتفاف على الضغوط الدولية المتزايدة، محمّلًا في الوقت ذاته حكومة الاحتلال والمجتمع الدولي المسؤولية الكاملة عن الجريمة الإنسانية الجارية، ومطالبًا بتحرك دولي عاجل لفتح المعابر دون قيد أو شرط، وإدخال المساعدات بشكل شامل وفوري.
اقرأ أيضًا: الهندسة القسرية عبر التجويع: كيف أسقطت غزةُ خطةَ الاحتلال الجديدة؟ |
وفي السياق ذاته، اعتبرت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين أن قرار حكومة الاحتلال إدخال مساعدات إلى القطاع دون وقف إطلاق النار هو "خدعة مكشوفة ومحاولة لتجميل وجه الاحتلال بعد ارتكابه مجازر دامية"، مشيرة إلى أن الخطة تهدف لحشر الفلسطينيين في معسكرات اعتقال جماعية تديرها قوات الاحتلال، وتنفيذ عمليات تجنيد وتصفية تحت غطاء المساعدات.
وقالت الجبهة إن الاحتلال يسعى لتوزيع المساعدات بآلية أمنية عبر شركات أمريكية، على غرار ما فعلته الجيوش الاستعمارية في حروبها، مطالبة الأمم المتحدة والمنظمات الدولية بإدانة هذا المخطط الذي وصفته بـ"حفلة نفاق مفضوحة لتبرئة الاحتلال من جرائمه".
من جهتها، أعربت الغرف التجارية في قطاع غزة عن بالغ قلقها من المحاولات الجارية لفرض آليات توزيع جديدة تتجاوز الأطر الوطنية، وتحصر المساعدات في منطقتي موراغ ورفح، مع استثناء مناطق الشمال وغزة والوسطى، محذّرة من عسكرة المساعدات وتحويلها إلى أداة سياسية وأمنية.
ودعت الغرف التجارية الفلسطينية إلى عدم التعرض لقوافل المساعدات أو الاستيلاء على محتوياتها، حفاظًا على العمل الإغاثي، ومنعًا لاستغلال الاحتلال لهذا الملف في تحقيق أهدافه الاستعمارية.
اقرأ أيضًا: هندسة المجاعة.. هذا ما سمحت "إسرائيل" بإدخاله إلى قطاع غزة من مساعدات |
وبحسب وسائل إعلام عبرية، فإن قرار إدخال الشاحنات جاء بعد ضغوط من وزراء خارجية دول أوروبية ونواب في الكونغرس الأميركي، على خلفية تفشي المجاعة في القطاع وارتفاع التحذيرات الدولية من كارثة وشيكة.
ويُشار إلى أن الاحتلال استخدم سلاح التجويع منذ بداية حربه على غزة، عبر إغلاق المعابر ومنع إدخال الطعام، وارتكب مجازر بحق المدنيين أثناء محاولتهم الحصول على الطحين والمساعدات، في انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني، بحسب خبراء حقوقيين.
للمزيد من التفاصيل: إضغط هنا