
رام الله - قدس الإخبارية: نفذت قوات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنون خلال شهر أيار الماضي أكثر من 1691 اعتداء، وفق ما وثقته هيئة مقاومة الجدار والاستيطان في تقريرها الشهري حول "انتهاكات الاحتلال وإجراءات التوسع الاستيطاني"، والتي تواصل من خلالها دولة الاحتلال تكريس منظومة السيطرة على الأرض عبر الهدم والتجريف والاعتداءات اليومية.
من مجمل هذه الانتهاكات، نفذ جيش الاحتلال 1276 اعتداء، فيما نفذ المستوطنون 415 اعتداء، تركزت بشكل خاص في محافظات رام الله بـ283 اعتداء، والخليل بـ271، ونابلس بـ265 اعتداء.
وتراوحت هذه الانتهاكات بين اقتحامات مسلحة واعتداءات على القرى، وفرض وقائع على الأرض، وعمليات إعدام ميداني، وتجريف أراضٍ، واقتلاع أشجار، واستيلاء على ممتلكات، إضافة إلى إقامة حواجز وإغلاقات تعيق حركة الفلسطينيين وتقطع أوصال الجغرافيا الفلسطينية.
وقال رئيس الهيئة، الوزير مؤيد شعبان، إن اعتداءات المستوطنين تركزت في محافظات نابلس بـ91 اعتداء، ورام الله بـ89، والخليل بـ72 اعتداء، وتركزت بشكل خاص في القرى والبلدات القريبة من البؤر الاستيطانية. وقد نفذ المستوطنون 356 عملية تخريب وسرقة لممتلكات الفلسطينيين، وأدت هذه الاعتداءات إلى اقتلاع 1068 شجرة، من بينها 695 شجرة زيتون، في محافظات الخليل ورام الله وسلفيت وطولكرم ونابلس.
كما طالت الاعتداءات قرى في محافظة سلفيت، خصوصًا بروقين وكفر الديك، حيث اندلعت حرائق واسعة بفعل هجمات المستوطنين التي نُفذت تحت حماية جنود الاحتلال، في مشهد يعكس مستوى متقدمًا من الإرهاب بحق السكان العزل.
وأشار شعبان إلى أن المستوطنين حاولوا خلال الشهر ذاته إقامة 15 بؤرة استيطانية جديدة، غلب عليها الطابع الزراعي والرعوي، توزعت بواقع 6 بؤر في محافظة رام الله، وبؤرتين في كل من سلفيت وطوباس وبيت لحم، وواحدة في كل من أريحا ونابلس. وأكد أن هذه المحاولات تصب ضمن خطة ممنهجة لتمزيق الجغرافيا الفلسطينية وفرض وقائع جديدة على الأرض، تبدأ بمبادرة من المستوطنين وتتبعها خطوات رسمية لشرعنتها ومنحها الخدمات.
في سياق متصل، صادرت سلطات الاحتلال خلال أيار 48 دونمًا من أراضي الفلسطينيين، عبر إصدار 7 أوامر عسكرية بوضع اليد، اثنان منها خُصصا لإقامة مناطق عازلة حول مستوطنات، لا سيما حول بؤرة "أفيتار" على جبل صبيح، و"حفات جلعاد" على أراضي تل وفرعتا وجيت شرق قلقيلية.
كما وثق التقرير تنفيذ سلطات الاحتلال 74 عملية هدم طالت 121 منشأة فلسطينية، بينها 60 منزلًا مأهولًا، ومنزل غير مأهول، و37 منشأة زراعية. تركزت عمليات الهدم في محافظة الخليل بـ56 منشأة، تلتها القدس بـ23، ثم رام الله وبيت لحم بـ10 منشآت لكل منهما. ووزعت سلطات الاحتلال أيضًا 48 إخطارًا بالهدم، منها 21 في رام الله، و18 في سلفيت، و4 في طولكرم، و3 في القدس، وواحد في نابلس.
وأشار شعبان إلى أن الاحتلال بات ينتهج نمطًا أكثر قسوة، ليس فقط بتكثيف الهدم، بل بإجبار الفلسطينيين على دفع تكاليف الهدم كما حدث في مسافر يطا، بهدف مضاعفة الضغط والتضييق.
وبحسب التقرير، درست سلطات التخطيط الإسرائيلية خلال أيار 26 مخططًا هيكليًا لتوسيع مستوطنات قائمة في الضفة الغربية والقدس، تشمل بناء أكثر من 3000 وحدة استيطانية جديدة على مساحة 1700 دونم.
من بين هذه المخططات، توسيع مستوطنة "عيتس افرايم" المقامة على أراضي مسحة وسنيريا، من خلال إنشاء حي جديد يضم 252 وحدة استيطانية على مساحة 104 دونمات، علمًا أن الاحتلال كان قد أودع قبل شهرين مخططًا لبناء 192 وحدة استيطانية إضافية على مساحة 32 دونمًا.
كما تمت المصادقة على مخطط هيكلي كبير في مستوطنة "أرئيل" غرب سلفيت، لبناء 730 وحدة استيطانية على مساحة 405 دونمات، في خطوة خطيرة تستهدف التوسع العميق داخل أراضي المحافظة.
إضافة إلى ذلك، جرى اعتماد مخطط آخر لصالح مستوطنة "كوخاف يعقوب" شمال القدس، لبناء 627 وحدة استيطانية على مساحة 253 دونمًا من أراضي بلدة كفر عقب.
للمزيد من التفاصيل: إضغط هنا