Skip to main content

صحيفة أمريكية توثق إخفاق الحملة الأميركية في البحر الأحمر

05 حزيران 2025
https://qudsn.co/حملة مكلفة دون حسم ..

ترجمة خاصة - قدس الإخبارية: نشرت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية تقريرًا موسعًا، كشفت فيه عن تفاصيل جديدة بشأن الحملة العسكرية التي خاضتها البحرية الأميركية في البحر الأحمر خلال عام 2024 ضد جماعة أنصار الله الحوثي، مشيرة إلى أن القوات الأميركية واجهت تحديات ميدانية غير مسبوقة، وانتهت العمليات دون تحقيق الأهداف الاستراتيجية المرجوة.

وفق التقرير، فقدت حاملة الطائرات "هاري ترومان" ثلاث طائرات مقاتلة في أقل من خمسة أشهر، آخرها طائرة F/A-18 سوبر هورنيت انزلقت عن سطح الحاملة وسقطت في البحر بتاريخ 6 مايو، نتيجة خلل في نظام التوقف أثناء الهبوط.

وأفاد مسؤولون في البحرية بأن تكرار الحوادث ضمن المجموعة القتالية نفسها أمر "غير مسبوق"، ويخضع لتحقيقات من البنتاغون.

للمرة الأولى، اعترفت الصحيفة بوقوع خسائر بشرية في صفوف القوات الأميركية، مشيرة إلى فقدان عنصرين من وحدة "نيفي سيل" خلال عملية ليلية لاعتراض قارب يُشتبه في أنه كان ينقل مكونات صواريخ من إيران إلى اليمن، وقد أُعلن عن مقلتهما بعد عشرة أيام من البحث.

وشاركت في الحملة نحو 30 سفينة حربية أميركية، ما يعادل 10% من إجمالي الأسطول النشط، وأُنفق خلالها أكثر من 1.5 مليار دولار من الذخائر والصواريخ. وعلى الرغم من نجاح البحرية في تدمير أجزاء من الترسانة اليمنية، فإن الملاحة في البحر الأحمر لم تُؤمَّن بشكل كامل، واستمرت الهجمات الصاروخية على السفن وعلى "إسرائيل".

أحد أبرز المشاهد التي وثقتها الصحيفة وقعت على متن المدمرة "ستوكدايل"، عندما تصدت السفينة في ليلة واحدة لأربعة صواريخ باليستية، وصاروخ كروز، وأكثر من 12 طائرة مسيرة. وأطلقت طواقم السفينة النار حتى على حطام صاروخ معترض لتجنّب سقوطه على السطح.

التقرير أكد أن الطواقم البحرية عملت تحت ضغط نفسي دائم، بسبب الحاجة لرصد الهجمات واتخاذ قرار الرد في غضون ثوانٍ. وقد اضطرت القوات إلى تشغيل أنظمة الرادار في أعلى مستويات الحساسية، ما زاد من العبء الذهني على البحّارة وخطر الإنذارات الكاذبة.

كما أشار التقرير إلى أن القوات اليمنية المسلحة "جماعة أنصار الله الحوثي" طوّروا تكتيكاتهم بشكل ملحوظ، من خلال تنفيذ هجمات ليلية منخفضة الارتفاع، واستخدام أنماط متنوعة من الصواريخ والمسيرات، ما صعّب عملية الاعتراض. وقد نجحت الجماعة في إسقاط أكثر من 12 طائرة "ريبر" أميركية، تبلغ قيمة الواحدة منها نحو 30 مليون دولار.

أمام صعوبة إعادة تزويد السفن بالذخيرة، اضطرت واشنطن إلى تأمين ميناء خاص في البحر الأحمر يسمح بإعادة التسليح دون مغادرة منطقة الاشتباك، وهو ما وصفه أحد المسؤولين بأنه "تغير حاسم في قواعد العمليات".

وأشار التقرير إلى أن إدارة بايدن أبدت في البداية حذرًا في توسيع الضربات خشية التصعيد، لكن بعد تولي الرئيس ترامب منصبه، تم منح القيادة العسكرية صلاحيات أوسع، ما أدى إلى إطلاق حملة جوية موسعة عُرفت باسم "Rough Rider"، وشملت حاملتي طائرات، قاذفات B-2، ومقاتلات F-35، ومدمرات متقدمة.

ورغم استمرار القصف الأميركي لأكثر من 50 يومًا، فإن التقرير أشار إلى أن الأهداف السياسية والعسكرية لم تتحقق بالكامل، حيث استمرت الهجمات، وفشلت محاولات استعادة السيطرة الكاملة على الممرات البحرية.

وبعد هذا المسار الطويل، وافق الرئيس ترامب على وقف لإطلاق النار، نصّ على توقف الهجمات اليمنية على السفن الأميركية، مقابل تعليق الغارات الأميركية، وذلك في ظل إدراك متزايد بأن استمرار الحملة لن يفضي إلى نتائج جديدة.

ختمت الصحيفة تقريرها بالإشارة إلى أن هذه المواجهة البحرية كشفت عن واقع جديد في الحروب البحرية الحديثة، حيث تستطيع جماعة غير نظامية، مدعومة بتكنولوجيا منخفضة التكلفة، أن تفرض معادلة استنزاف مؤثرة ضد واحدة من أقوى القوى العسكرية في العالم.

وأعلنت جماعة أنصار الله الحوثي في اليمن خلال الأشهر الماضية مسؤوليتهم عن هجمات متكررة بالطائرات المسيرة والصواريخ باتجاه أهداف إسرائيلية، ضمن ما يصفونه بالرد على المجازر في قطاع غزة ودعم المقاومة الفلسطينية.

ومطلع مايو\أيار الماضي، أعلنت سلطنة عمان نجاح وساطة قادتها بين واشنطن وجماعة الحوثي أفضت إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين الجانبين.

وأكدت جماعة الحوثي أن الاتفاق لا يشمل الاتلال الإسرائيلي، وأن عملياتها ضدها ستستمر دعما لغزة حتى وقف الإبادة الإسرائيلية بحق المدنيين الفلسطينيين.

واستأنف الحوثيون استهداف مواقع داخل فلسطين المحتلة وسفن متجهة إلى الاحتلال عبر البحر الأحمر ردا على استئناف الاحتلال منذ 18 مارس/آذار الماضي حرب الإبادة بحق الفلسطينيين في غزة.

 

للمزيد من التفاصيل: إضغط هنا