
مرسيليا – قدس الإخبارية: امتنع عمال الرصيف في ميناء مرسيليا-فوس بجنوب شرق فرنسا، اليوم الخميس، عن تحميل شحنة مكونات عسكرية كانت معدّة للتوجه إلى دولة الاحتلال، وذلك احتجاجًا على استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
وقال كريستوف كلاريت، الأمين العام لنقابة "CGT" لعمال الرصيف وموظفي الموانئ في خليج فوس، لوكالة الصحافة الفرنسية، إن النقابة أُبلغت بوجود حاوية تحتوي على قطع لأسلحة رشاشة من إنتاج شركة "يورولينكس"، وكان من المفترض تحميلها على سفينة في الميناء، إلا أنهم تمكنوا من تحديد الحاوية وعزلها جانبًا.
وأكد كلاريت أن "عندما يرفض عمال الرصيف تحميل البضائع، لا يمكن لغيرهم أن يقوم بذلك"، في إشارة إلى الالتزام النقابي الموحد بمقاطعة الشحنة.
وأضافت النقابة في بيان رسمي: "نحن مع السلام ونرفض كل الحروب"، مؤكدة أن موقفها نابع من مبادئ إنسانية ترفض المشاركة – بأي شكل – في الحرب على المدنيين الفلسطينيين.
ورفضت شركة "يورولينكس" الرد على استفسارات وكالة الصحافة الفرنسية، كما امتنعت سلطات الميناء عن التعليق.
وأثارت خطوة عمال الميناء تفاعلًا واسعًا في الأوساط السياسية، إذ كتب النائب اليساري مانويل بومبار من حزب "فرنسا الأبية" في منشور على منصة "إكس": "المجد لعمال ميناء مرسيليا-فوس. في جميع أنحاء العالم يُنظّم النضال من أجل وقف الإبادة في غزة". من جانبه، دعا زعيم الحزب جان لوك ميلانشون إلى "فرض حظر فوري على الأسلحة المستخدمة في الإبادة".
وكشف موقع "Disclose" الاستقصائي أن شحنتين مماثلتين سبق أن نُقلتا من فوس-سور-مير إلى ميناء حيفا في إسرائيل بتاريخ 3 أبريل/نيسان و22 مايو/أيار الماضيين، فيما أفادت تقارير بأن "يورولينكس" تصنّع سلاسل معدنية تستخدم في ربط الرصاصات لإطلاق رشقات من الأسلحة الرشاشة الثقيلة، والتي "قد تُستخدم ضد المدنيين في قطاع غزة"، وفقًا لموقع "Marsactu".
وفي رد سابق على تقارير مشابهة، قال وزير الجيوش الفرنسي سيباستيان لوكورنو إن تصدير هذه المكونات إلى إسرائيل يندرج تحت بند "إعادة التصدير"، ما أثار انتقادات واسعة حول التواطؤ الرسمي الفرنسي.
يُذكر أن العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، بدعم أميركي مباشر، خلّف أكثر من 177 ألف شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، فضلًا عن أكثر من 11 ألف مفقود، في حرب توصف على نطاق واسع بأنها "إبادة جماعية".
للمزيد من التفاصيل: إضغط هنا