Skip to main content

هل حسمت إيران موقفها من المواجهة مع إسرائيل باعتبارها معركة صفرية؟

14 حزيران 2025
أخبار

هل حسمت إيران موقفها من المواجهة مع إسرائيل باعتبارها معركة صفرية؟

مدة الفيديو 12 دقيقة 21 ثانية play-arrow12:2114/6/2025-|آخر تحديث: 15:04 (توقيت مكة)

قال مدير مكتب الجزيرة في طهران عبد القادر فايز إن إيران لم تحسم بعد موقفها بشأن تحويل المواجهة مع إسرائيل إلى معركة صفرية، رغم تصعيد الأخيرة ضرباتها الجوية التي شملت مواقع نووية وعسكرية ومدنية، وأدت إلى مقتل قادة كبار وعلماء نوويين، وسط اتهامات مباشرة لواشنطن بالتواطؤ.

وأوضح فايز أن إيران تتعامل مع التصعيد الإسرائيلي على 3 مستويات، أولها التهديد المتزايد بمعادلة "مدني مقابل مدني" و"اقتصادي مقابل اقتصادي"، في إشارة إلى خطر انزلاق المواجهة إلى مساحات تمس المجتمع والبنى التحتية، مما ينذر بتحول نوعي في مسار المعركة.

وأضاف أن المؤشرات الحالية لا توحي باستعداد طهران لأي تنازل إستراتيجي، لا في ملفها النووي ولا في برنامجها الصاروخي، وهو ما كانت تسعى إليه إسرائيل منذ اللحظة الأولى، في محاولة لدفع إيران إلى التراجع تحت الضغط العسكري.

وأكد أن السلطات الإيرانية تعاطت بشكل علني مع الخسائر التي شملت قيادات عسكرية ومنشآت حساسة، بينها 3 قواعد جوية تعرضت لضربات قاسية، مشيرا إلى أن طهران لا تزال في طور التقدير السياسي والعسكري لما إذا كانت ستمضي في المسار التفاوضي أم سترد على قاعدة الكل أو لا شيء.

وكانت الخارجية الإيرانية قد قالت -في بيان رسمي- اليوم السبت إن "الكيان الصهيوني تجاوز كل الخطوط الحمراء"، مؤكدة أن الهجمات الإسرائيلية لا يمكن تصور وقوعها "دون إذن من واشنطن"، معتبرة أن استمرار استهداف إيران يجعل الحوار بلا جدوى، ويقوض المسار الدبلوماسي.

إعلان

السباق الإستراتيجي

وفي سياق تعويض الخسائر، عيّن المرشد الإيراني مجيد موسوي خلفا للجنرال علي حاجي زاده الذي اغتيل في الضربات الأخيرة، في خطوة وصفها فايز بأنها رسالة بأن "المعركة مستمرة حتى لو تغيرت القيادات"، وهو مؤشر على عزم إيران مواصلة السباق الإستراتيجي من دون تغيير في البوصلة، حسب فايز.

وأشار مدير مكتب الجزيرة بطهران إلى أن التحدي الجوهري يكمن في الفارق العملياتي بين قدرات إسرائيل الجوية التي تمكّنها من الوصول بسهولة إلى العاصمة طهران، مقارنة بإيران التي تعتمد على منظومتها الصاروخية العابرة لدول عدة، مما يجعل المواجهة غير متكافئة من حيث الأدوات والوسائط.

وفي وقت سابق، اتهم السفير الإيراني لدى الأمم المتحدة أمير سعيد إيرواني الولايات المتحدة بـ"التواطؤ الواضح" مع إسرائيل، وقال في جلسة لمجلس الأمن إن واشنطن تتحمل كامل المسؤولية عن تداعيات هذه الهجمات باعتبارها الداعم الرئيسي لتل أبيب.

وحسب فايز، تعمل إيران داخليا على ضبط إيقاع الشارع وتعزيز تماسك المجتمع، عبر تطمينات رسمية بأن البلاد قادرة على ردع إسرائيل، وبأن إمدادات الغذاء والمواد الأساسية لم تتأثر، وهو ما شدد عليه وزير الزراعة الإيراني في تصريحات نقلتها وسائل الإعلام المحلية.

الغضب الشعبي

كذلك أشار مدير مكتب الجزيرة في طهران إلى أن الحكومة لا تمنع التعبير الشعبي عن الغضب، بل سمحت بخروج مظاهرات تطالب بالرد، في مؤشر على أن السلطة تسعى لتوظيف التعبئة الشعبية في إطار المواجهة القائمة، دون أن تُحمل الشارع أعباء إستراتيجية القرار.

وتأتي هذه التطورات بينما تتردد إيران في اتخاذ قرار نهائي بشأن مشاركتها في الجولة السادسة من المحادثات غير المباشرة مع واشنطن المقررة غدا الأحد في سلطنة عُمان، وسط غموض سياسي وعسكري عززته الضربات النوعية التي استهدفت علماء نوويين.

إعلان

وكشفت وسائل إعلام إيرانية عن مقتل 3 علماء بارزين هم: علي بكائي كريمي، ومنصور عسكري، وسعيد برجي، في الهجمات الأخيرة، وهو ما رأى فيه فايز مؤشرا على محاولة إسرائيل تعطيل البرنامج النووي لعامين على الأقل، عبر "حذف العناصر المفتاحية" فيه.

وحسب فايز، فإن طهران تتهم 4 جهات مباشرة باغتيال علمائها، في مقدمتها إسرائيل، تليها الولايات المتحدة، ثم عناصر داخلية، ولا تستثني الوكالة الدولية للطاقة الذرية، معتبرة أن تسريب أسماء العلماء قد يكون مصدره تقارير سابقة قدمتها الوكالة لإسرائيل.

المصدر: الجزيرة

للمزيد من التفاصيل: إضغط هنا