خاص - شبكة قدس الإخبارية: في إطار الصراع الاستخباراتي منذ سنوات، والذي بات يتطور إلى تصعيدٍ عسكري منذ شهور، كشف الإعلام العبري عن تطورت مجموعةً من المستوطنين بتهمة التجسس لصالح إيران، وجمع معلومات وتصوير مواقع حيوية داخل كيان الاحتلال، في حين وصف النيابة العامة للاحتلال الحدث بأنه من أخطر قضايا التجسس التي كشفت خلال الأعوام الماضية.
وضمت المجموعة التجسسية 7 مستوطنين، من سكان شمال فلسطين ومدينة حيفا المحتلة، أحد هؤلاء المستوطنين كان جندياً في جيش الاحتلال، بينما أكدت تحقيقات شرطة الاحتلال والشاباك أن المعتقلين قاموا بتنفيذ سلسلة من المهام الاستخباراتية التي أوكلت إليهم على مدار أكثر من عامين، وذلك بتوجيه من العناصر الإيرانية، مع تزويدهم بمابلغ مالية مقابل تنفيذ تلك المهام.
لم يكن اكتشاف هذه المجموعة الحدث الأول من نوعه في قضايا التجسس الإيراني داخل كيان الاحتلال، فقد سبق هذه المجموعة حالات أخرى مشابهة كشفها الاحتلال في مراحل سابقة، كإعلان جهاز الشاباك عن اعتقال مستوطن من سكان ضاحية "رمات غان" وسط فلسطين المحتلة بعد تجنيده من قبل إيران عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وزعم "الشاباك" أن المستوطن "فيكتورسون فلديسلف" بدأ بالتواصل مع العناصر الإيرانية في شهر آب/أغسطس الماضي عبر اللغة العبرية.
وذكر بيان الشاباك أن المستوطن "فلديسلف" وافق على تنفيذ مهام لاغتيال شخصيات إسرائيلية وإلقاء قنابل على منازل مختلفة، وسعى للحصول على معدات قتالية من ضمنها بنادق قنص، مسدسات وقنابل. ,
وجاء في البيان، أن المستوطن قام بتجنيد مستوطنين آخرين من ضمنهم زوجته من أجل تنفيذ المهمات التي طلبتها منه العناصر الإيرانية.
كسر أسطورة التجسس الإسرائيلية
جاءت هذه الحوادث بعد عقودٍ من دعاية عُمل على ترسيخها طوال عقودٍ من وجود الكيان الصهيوني بالمنطقة، حول إمكانياته المتفوقة بالتجسس، وتجنيده للعملاء العرب الذين يعملون لصالحه، في حين تفاخرت أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية مراراً وتكراراً بهذا الجزء، حتى بات كأسطورة إسرائيلية تقود مئات شبكات العملاء حول العالم بأسره، وتنفذ مهمات متعددة في أي مكان يقصده الاحتلال.
وبعد الاغتيالات الإسرائيلية الأخيرة التي طالت قادة حزب الله في لبنان، والشهيد إسماعيل هنية في العاصمة الإيرانية طهران، وحوادث تفجير أجهزة الاتصالات في لبنان سادت صورة نمطية عن تفوق إسرائيلي هائل بمنظومات التجسس والاختراق في أي مكان وضد أي منظومة تواجه الاحتلال.
في حين فندت هذه المجموعات التجسسية الإيرانية الرواية الإسرائيلية التي أكدت مراراً استحالة اختراق دولة الاحتلال والتجسس عليها، بينما قال موقع "والا" العبري في أعقاب كشف المجموعة يوم أمس، إن المستوطنين السبعة قدموا معلومات عن 60 موقعا عسكرياً وعن محطة الكهرباء ومنشآت الطاقة ومواقع القبة الحديدية، فيما كان التواصل مع شخصين في روسيا وإيران وتبين أنهما عنصران في المخابرات الإيرانية.
وأكد موقع " والا" إن المستوطنين السبعة، قدموا معلومات عن قاعدة تدريب "جولاني" التي استهدفها حزب الله قبل أيام بطائرة مسيرة وقُتل بها 4 جنود وأُصيب العشرات، ومعلومات عن قاعدة "غليلوت" التي يتواجد فيها مقر الوحدة 8200، شمال "تل أبيب" وتم استهدافها عدة مرات مؤخرا.
وشمل نشاط المستوطنين العملاء جمع معلومات عن مواقع وقواعد عسكرية لجيش الاحتلال منها قاعدة سلاح الجو في "نفاتيم" و"رمات دافيد" وكذلك مقر هيئة الأركان "الكرياه" ومواقع منظومة القبة الحديدية وغيرها.
اختراقات سابقة طوي ذكرها
في شهر أيلول/سبتمبر الماضي أعلن جهاز الشاباك عن اعتقال رجل الأعمال الإسرائيلي "موتي ميمان" من عسقلان، بتهمة التعاون مع الحرس الثوري الإيراني ومخابراته.
وبحسب صحيفة "إسرائيل اليوم" فإنه تم القبض على "مامان"، وهو مقيم في عسقلان يبلغ من العمر 72 عامًا، في شهر آب/أغسطس 2024 في عملية مشتركة بين جهاز الشاباك وشرطة الاحتلال.
و أكدت الصحيفة أن "ميمان" يواجه اتهامات تجسس خطيرة، ووفق لائحة اتهامه تبين ما لديه م تاريخ إجرامي، بما في ذلك خمس إدانات سابقة بارتكاب جرائم مختلفة مثل الابتزاز والتهرب الضريبي، وكان آخرها إدانته في عام 2013
كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية سابقا معلومات حول مامان، أنه كلف بتنفيذ عمليات اغتيال تستهدف شخصيات إسرائيلية بارزة، على رأسها رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، ووزير حرب الاحتلال يوآف غالانت، ورئيس جهاز الشاباك رونين بار، في حين تم تجنيده لصالح إيران بعد سفره عدة مرات إلى تركيا واجتماعه مع شخصية إيرانية مموهة بشخصية رجل أعمال.
وخلال عام 2022، ظهرت قضية معقدة من المحاولات الإيرانية لتجنيد جواسيس من بين المغتربين الإيرانيين في دولة الاحتلال، فيما استخدمت عملية حسابا مزيفا على فيسبوك باسم "رامبود نامدار"، متنكرًا في هيئة يهودي إيراني مهتم بالهجرة إلى دولة الاحتلال، اتصل الحساب بعشرات الأشخاص، معظمهم من النساء اليهوديات من أصل إيراني، وبنى الثقة من خلال محادثات مطولة.
تدريجيًا، طلب "رامبود" مهام مختلفة، بما في ذلك تصوير المواقع الإسرائيلية وتحويل الأموال، وفي شهر تشرين أول/نوفمبر 2021، تم القبض على خمسة من المشتبه بهم وتقديمهم للمحاكمة في محكمة مدينة القدس.
وفي عام 1997، تم القبض على رجل الأعمال الإسرائيلي "ناحوم مانبار"، للاشتباه في الحفاظ على علاقات مع إيران، وأُدين" مانبار" ببيع معلومات عن أسرار إنتاج الغاز العصبي لدولة إيران.
وخلال عام 2021 كشف الإعلام العبري عن اتهام المستوطن "عمري غورين"، وهو موظف في مقر إقامة وزير حرب الاحتلال آنذاك بيني غانتس، بالتجسس.
من وزير سابق إلى مُتهم بالتجسس لصالح إيران
خلال عام 2018، اعتقلت سلطات الاحتلال "غونين سيغيف"، وزير الطاقة السابق في حكومة الاحتلال خلال فترة التسعينيات، للاشتباه بتجسسه لصالح إيران، وأدين "سيغيف"، بتهمة "التجسس الخطير وتقديم معلومات للعدو".
ووفق ما نشره الإعلام العبري حول قضية "سيغيف" فقد تم تجنيده من قبل السفارة الإيرانية في دولة نيجيريا، وقدم معلومات عن المرافق الاستراتيجية، ونظام الأمن، والمسؤولين في دولة الاحتلال، ليُحكم عليه بالسجن لمدة 11 عام.
وذكر جهاز الشاباك في حينها أن "سيغيف"، الذي كان يقيم في نيجيريا، نُقل إلى دولة الاحتلال من دولة غينيا في مايو 2018 بعد رفض دخوله بسبب سجله الجنائي.
وتم القبض عليه فور ووصوله، ووفق نتائج التحقيق معه فأن "سيغيف" تم تجنيده من قبل المخابرات الإيرانية في عام 2012، حيث التقى بمشغليه في إيران وأماكن مختلفة في جميع أنحاء العالم، ونقل معلومات تتعلق بقطاع الطاقة الإسرائيلي والمواقع الأمنية والمسؤولين السياسيين والأمنيين.
للمزيد من التفاصيل: إضغط هنا