
طهران - قدس الإخبارية: في تطور عسكري لافت، أعلنت إيران عن دخول صاروخها الجديد "فتاح 2" إلى الخدمة، وهو من فئة الصواريخ الفرط صوتية ويُعد أحد أكثر الأسلحة تقدمًا في تاريخ الصناعات الدفاعية الإيرانية.
ويأتي الكشف عن الصاروخ في توقيت شديد الحساسية، وسط التصعيد العسكري غير المسبوق مع الاحتلال الإسرائيلي، ما يمنحه أبعادًا استراتيجية تتجاوز مجرد الإعلان التقني.
الصاروخ الجديد يُعد نسخة مطورة من الجيل الأول من "فتاح"، الذي أعلنت عنه طهران في يونيو/حزيران 2023، لكنه يتفوق عليه في مدى السرعة والدقة وقدرات المناورة. تصل سرعة "فتاح 2" إلى نحو 13-15 ماخ، أي ما يعادل قرابة 18 ألف كيلومتر في الساعة، ما يجعله قادرًا على قطع المسافة بين إيران و"إسرائيل" خلال أقل من خمس دقائق، بحسب التقديرات العسكرية.
لكن السمة الأخطر في "فتاح 2" تكمن في قدرته على تغيير مساره وارتفاعه أثناء الطيران، داخل وخارج الغلاف الجوي، وهو ما يضعه خارج قدرة أنظمة الدفاع الجوي التقليدية على التنبؤ بمساره أو اعتراضه.
ووفق تقارير إيرانية، فقد تم تطوير الصاروخ ليتجاوز أنظمة مثل "باتريوت" الأميركية و"القبة الحديدية" و"آرو-3" الإسرائيلية، بما يجعل أي هجوم ينفذه أكثر تعقيدًا من حيث الردع والاحتواء.
يحمل الصاروخ رأسًا حربيًا تقليديًا يزيد وزنه عن 450 كيلوغرامًا، لكن التقديرات الغربية لا تستبعد إمكانية تهيئته لاحقًا لحمل رؤوس نووية. كما طُورت أنظمة التوجيه بشكل يتيح له إصابة أهداف عالية التحصين بدقة، ما يمنح إيران قدرة هجومية فعالة ضد منشآت استراتيجية في حال اندلاع مواجهة مباشرة.
وبحسب الحرس الثوري الإيراني، فقد تم استخدام "فتاح 2" بالفعل في الضربات الأخيرة التي استهدفت عمق الأراضي الفلسطينية المحتلة، مؤكدًا أن الصاروخ نجح في تدمير منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية "آرو-2" و"آرو-3"، ما يشير إلى دخوله حيّز الاستخدام العملياتي.
ويرى مراقبون أن الإعلان عن "فتاح 2" ليس مجرد استعراض عسكري، بل رسالة ردع مباشرة إلى "إسرائيل" والولايات المتحدة، مفادها أن إيران باتت تمتلك قدرة هجومية دقيقة وسريعة يصعب التصدي لها، كما يعكس الإعلان حجم الاستثمار الذي تواصل طهران ضخه في تطوير ترسانتها الصاروخية، رغم العقوبات الاقتصادية والتكنولوجية المفروضة عليها.
وفي 13 يونيو\حزيران الماضي، في تطور هو الأخطر منذ عقود، انطلقت ساعة الصفر في حرب الاحتلال والولايات المتحدة ضد إيران، وشنّت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم، هجومًا واسع النطاق على الأراضي الإيرانية، أسفر عن اغتيال قادة بارزين في هيئة الأركان والحرس الثوري، واستهداف منشآت نووية ومراكز عسكرية في عمق البلاد.
وأطلق الاحتلال اسم "شعب كالأسد" على العدوان العسكري ضد إيران، وهي العملية التي وصفها رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو بأنها تمثل "لحظة حاسمة في تاريخ إسرائيل"، متعهدًا باستمرارها لأيام أو حتى أسابيع، بحسب التقديرات العسكرية.
ومنذ بدء العدوان على إيران، هاجمت الصواريخ الإيرانية والمسيرات، أهدافا إسرائيلية على امتداد فلسطين المحتلة، من الناقورة شمالا وحتى إم الرشراش (إيلات) جنوبا، منها منصة تصفية نفط، ومقر وزارة الحرب، ومعهد وايزمان.
للمزيد من التفاصيل: إضغط هنا