على وقع الاقتحامات.. انطلاق امتحانات الثانوية العامة بالضفة

الخليل- بعد خروجهم من قاعة الامتحان وقف الطلبة محمد حسن ووسيم فواز وصخر يونس يراجعون ورقة أول امتحانات الثانوية للعام الدراسي 2025/2024 وهو التربية الإسلامية، واتفق الثلاثة على أن الامتحان كان مريحا في ظروف صعبة.
يتشارك الطلبة الرأي في المشتتات التي أثرت على دراستهم، فهم من جهة يعيشون منذ نحو 20 شهرا على وقع حرب إبادة في غزة تأخذ من وقت دراستهم إلى المتابعات الإخبارية، متمنين أن يحقق طلبة غزة حلمهم في تقديم الامتحان.
اقرأ أيضا
list of 2 itemsومن جهة أخرى، يقول الطلبة إنهم عانوا من قلة النوم على مدى الأيام الماضية على وقع صفارات إنذار متكررة مع القصف الإيراني للمدن الإسرائيلية وتساقط شظايا الصواريخ الاعتراضية الإسرائيلية في مناطقهم، حيث اضطروا إلى السهر لمتابعة الضربات الإيرانية.

اقتحامات
ويضاف إلى ما سبق الاقتحامات الإسرائيلية المتواصلة والكثيفة لمدن وبلدات ومخيمات الضفة الغربية، منها اقتحام مخيمات جنين وطولكرم وتهجير سكانها منذ 21 يناير/كانون الثاني الماضي، وإغلاق مداخل المخيمات والبلدات والمدن الفلسطينية بمئات الحواجز والبوابات.
ويسكن الطلبة الثلاثة في بلدة دورا جنوبي الضفة، والتي أمضت إضافة إلى عدد من القرى المجاورة ليلة صعبة على وقع اقتحام إسرائيلي تخللته مداهمة منازل واعتقال 16 مواطنا ومصادرة ممتلكات.
وإلى جانب الطلبة الثلاثة يقف الأستاذ مصعب عمرو نائب مدير مدرسة ياسر عرفات الثانوية منتظرا طلبة مدرسته للاطمئنان على أدائهم.
ويقول عمرو للجزيرة نت إن حالة الحرب أثرت على الطلبة بشكل عام، حيث لوحظ على بعضهم حالة الشتات الذهني، سواء في الصفوف الدراسية أو خلال مراجعتهم دروسهم في المنازل.
وأشار إلى "تراجع تركيز الطلبة نتيجة ما رافق العام الدراسي من اقتحامات، حيث كان الارتباك وعدم اليقين في دوام اليوم التالي للاقتحام، وهذا انطبق على امتحان التوجيهي، حيث أثيرت تساؤلات حول فرص عقده في موعده أو تأجيله نتيجة مختلف الظروف".
إعلانولفت عمرو إلى انشغال أذهان طلبة التوجيهي في الأسبوع الذي سبق عقد الامتحانات بالحرب الإيرانية وأصوات ومشاهد تساقط الصواريخ وشظاياها.
وأضاف أن حالة من القلق انتابت الطلبة نتيجة ما يعيشه زملاؤهم شمالي الضفة وفي غزة، ومع ذلك "حاولوا تجاوز المشتتات وتقديم أفضل أداء ممكن".
52 ألف طالب وطالبة
ووفق معطيات وزارة التربية والتعليم العالي الفلسطينية، يبلغ عدد الطلبة المتقدمين للامتحان هذا العام نحو 52 ألفا، بينهم 3500 في مدينة القدس المحتلة لم يتمكنوا من تقديم الامتحان الأول، نظرا لإجراءات الطوارئ التي تفرضها سلطات الاحتلال وتمنع التجمع، ويتوقع أن يلتحقوا بزملائهم في الامتحان القادم بعد غد الاثنين.
كما يتقدم للامتحان هذا العام نحو ألفي طالب وطالبة موزعين في أنحاء العالم، في حين طلبة غزة المقدر عددهم بنحو 40 ألف يُحرمون من الامتحان للعام الثاني على التوالي بسبب حرب الإبادة المستمر منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، ليقترب عدد المحرومين من الامتحان على مدى عامين من 80 ألفا.
وفي وقت سابق اليوم السبت، قال الناطق باسم وزارة التربية والتعليم الفلسطينية صادق الخضور للجزيرة نت "كان من المفترض أن يكون لدينا نحو 78 ألف طالب خلال العامين، لكن استُشهد منهم قرابة 4 آلاف وغادر 4 آلاف آخرين القطاع، ليبقى نحو 70 ألف طالب".
وأشار إلى أن وزارة التربية والتعليم العالي "ملتزمة تماما" بعقد الامتحانات لطلبة غزة "فور توفر الظروف المناسبة"، موضحا أن عنصر الأمان هو الركيزة الأساسية، وتابع "تجميع الطلبة في مراكز امتحانية حاليا يعتبر مجازفة كبيرة، في ظل استهداف الاحتلال المتكرر لمراكز الإيواء".
وفي تصريحاته لإعلام محلي، قال وزير التربية والتعليم العالي أمجد برهم إن الامتحان يقدم في فلسطين و37 دولة في أنحاء العالم، أبرزها مصر، ويشارك فيه نحو ألفي طالب في وقت واحد هو التاسعة صباحا بتوقيت فلسطين.
حصيلة الانتهاكات
ووفق معطيات لوزارة التربية والتعليم بشأن حصيلة الانتهاكات الإسرائيلية بحق القطاع التعليمي خلال الفترة من 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 وحتى 17 يونيو/حزيران الجاري، فإن 241 مدرسة تعرضت لأضرار بالغة وتدمير، بينها 111 حكومية، و89 تابعة للأونروا في قطاع غزة، في حين طالت اعتداءات الاحتلال بالتخريب 152 مدرسة في الضفة.
وعلى صعيد ضحايا القطاع التعليمي، تفيد المعطيات باستشهاد 15 ألفا و179 طالبا وطالبة وإصابة 23 ألفا و105 في قطاع غزة.
أما في الضفة فتشير المعطيات إلى 102 شهيد و981 جريحا و358 اعتقالا بين طلبة الضفة، بينهم 67 ما زالوا رهن الاعتقال.
إعلان