Skip to main content

لتغيير جغرافيا المنطقة.. الاحتلال يدمر أكثر من 30 مبنى في مخيم نور شمس

22 حزيران 2025
https://qudsn.co/photo_٢٠٢٥-٠٦-٢٢_١٤-٣٥-٤٤

طولكرم المحتلة - شبكة قُدس:  لليوم الـ147 على التوالي، يواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على مدينة طولكرم ومخيميها، مع تصعيد غير مسبوق في عمليات الهدم داخل مخيم نور شمس شرقي المدينة، التي دخلت يومها الـ134 على التوالي.

فقد كثّفت قوات الاحتلال عمليات الهدم، باستخدام ست جرافات ثقيلة، استهدفت حارة المنشية ومحيطها داخل المخيم، حيث تم تسوية أكثر من 30 مبنى سكنيًا بالأرض، وفتح شوارع واسعة مكانها، في خطوات توصف بأنها محاولة ممنهجة لتغيير المعالم الجغرافية والديموغرافية للمنطقة.

يأتي هذا ضمن مخطط أعلنته سلطات الاحتلال في أيار/ مايو الماضي، ويقضي بهدم 106 مبانٍ سكنية في مخيمي طولكرم ونور شمس؛ منها 58 مبنًى في مخيم طولكرم، وتضم أكثر من 250 وحدة سكنية وعشرات المحال التجارية، إضافة إلى 48 مبنًى في نور شمس، تحت ذريعة "فتح طرق جديدة" وإعادة "تنظيم عمراني" يخفي في جوهره سياسة تطهير عرقي صامتة.

وعلى مدار الأسبوعين الماضيين، شهد مخيم طولكرم المجاور عمليات هدم طالت أكثر من 50 مبنى سكنيًا، ما أسفر عن تدمير شامل لحارات البلاونة، والعكاشة، والنادي، والسوالمة، والحمّام، والمدارس، مع فتح شوارع عريضة في قلب المخيم ودمار واسع في البنية التحتية والمرافق العامة.

وفي الوقت ذاته، تفرض قوات الاحتلال حصارًا عسكريًا مشددًا على المخيمين، مع انتشار مكثف للآليات العسكرية في الأزقة والمداخل، ومنع السكان من الوصول إلى منازلهم أو تفقد ممتلكاتهم. وترافق هذا الحصار مع إطلاق نار مباشر على أي تحرك في المنطقة.

كما دفعت قوات الاحتلال بتعزيزات عسكرية كبيرة إلى مدينة طولكرم، حيث تنتشر وحداتها في محيط السوق المركزي، وشارع مستشفى الشهيد ثابت ثابت الحكومي، وشارع نابلس، والحي الشمالي، وتقوم بعمليات استفزازية ممنهجة ضد السكان، مثل السير بعكس اتجاهات المرور، واستخدام أبواق الآليات بشكل متكرر، ما يُعرّض حياة الفلسطينيين للخطر.

وتحوّل شارع نابلس، الذي يُعد شريانًا رئيسيًا يربط بين المخيمين، إلى ثكنة عسكرية مغلقة، بعد أن استولت قوات الاحتلال على عدد من المباني السكنية هناك، إضافة إلى أجزاء من الحي الشمالي المقابل لمخيم طولكرم، وأخلت سكانها قسرًا منذ أكثر من أربعة أشهر. وتستخدم هذه المباني كنقاط مراقبة وثكنات، محاطة بجرافات وآليات عسكرية ضخمة، إلى جانب إقامة سواتر ترابية أغلقت الطريق أمام حركة المركبات.

بالتوازي، انسحبت قوات الاحتلال من بلدات بلعا، وعتيل، ودير الغصون، وشوفة شمال وشرق طولكرم، بعد يومين من العدوان الذي خلّف دمارًا واسعًا في المنازل والممتلكات والبنية التحتية. وبدأت منذ الصباح طواقم البلديات بإزالة السواتر الترابية لإعادة فتح الطرق وتسهيل حركة الأهالي بعد عزلة قسرية قاسية.

أسفر العدوان المتواصل حتى الآن عن استشهاد 13 فلسطينيًا، بينهم طفل وامرأتان، إحداهما كانت في شهرها الثامن من الحمل، إلى جانب عشرات الجرحى والمعتقلين، وتدمير واسع طال البنية التحتية والمنازل والمحال التجارية والمركبات.

ووفقًا للمعطيات الأخيرة، فإن التصعيد أدى إلى تهجير أكثر من 5 آلاف عائلة فلسطينية من مخيمي نور شمس وطولكرم، أي ما يزيد على 25 ألف مواطن، فيما دُمّر ما لا يقل عن 400 منزل تدميرًا كليًا، وتعرض 2573 منزلًا آخر لأضرار جزئية، في ظل استمرار إغلاق المداخل الرئيسية وتحويل المنطقة إلى مساحة خالية من الحياة.

 

للمزيد من التفاصيل: إضغط هنا