Skip to main content

ما الذي حملته الأعياد اليهودية من انتهاكات جديدة للمسجد الأقصى المبارك؟

22 تشرين الأول 2024
https://qudsn.co/WhatsApp Image 2024-10-22 at 7.30.24 PM

خاص - شبكة قدس الإخبارية: في سادس أيام عيد "العرش" اليهودي، تواصل المجموعات الاستيطانية اقتحام المسجد الأقصى المبارك، والبلدة القديمة في مدينة القدس المحتلة، استكمالاً للاقتحامات المكثفة التي شهدها الأقصى طوال فترة الأعياد الماضية.

يشهد المسجد الأقصى المبارك هذا العام هجمةً استيطانية غير مسبوقة، فيما حملت هذه الاقتحامات طقوساً تهويدية جديدة، تُعتبر الأخطر في تاريخ المسجد، فضلاً عن قيام المستوطنين بعدد من المراسم اليهودية بداخله، كمباركات الزفاف واحتفالات البلوغ، وطقوس "الانبطاح الملحمي وغيرها".

وتجاوزت أعداد المستوطنين المقتحمين إلى أكثر من 2000 مقتحم خلال أيام عيد "العرش" الحالي، فضلاً عن الاف المقتحمين خلال الأعياد الماضية، ومنها عيد "رأس السنة العبرية" وعيد "الغفران".

وأظهرت الفيديوهات الحديثة من اقتحامات المستوطنين خلال الأيام الماضية، إحضار القرابين النباتية في الاقتحامات، ما يعكس تطوراً خطيراً في المخطط التهويدي الذي يستهدف الأقصى، فما دلالة ذلك؟ وكيف عززت الأعياد اليهودية من العدوان على المسجد الأقصى؟

 

القرابين والتأسيس المعنوي للهيكل

في حديثٍ خاص لـ"شبكة قدس" قال الباحث المختص بالشؤون المقدسية زياد ابحيص، إن القرابين النباتية هي شكل من التعبير الرمزي عن شكر الرب على نعمة الثمار والزراعة، ومحل تقديمها النهائي وفق الرؤية التوراتية هو الهيكل المزعوم باعتباره "محل سكن روح الرب"، أي البقعة التي يحل فيها الرب وفق التصور الحلولي التوراتي، وجماعات الهيكل المتطرفة توظفها اليوم كشكلٍ من أشكال التعامل مع المسجد الأقصى وكأنه الهيكل، فجلب القرابين النباتية إلى الأقصى وأداء طقوس تقديمها داخله أو حتى على أبوابه يرمز إلى تعاملهم مع الأقصى وكأنه قد بات الهيكل، على الأقل من الناحية المعنوية، وبالتالي هو أحد عناصر تأسيس الهيكل معنوياً والذي تتبناه تلك الجماعات باعتباره مقدمةً لتأسيسه المادي.

وأضاف ابحيص في حديثه: "إن تقديم القرابين النباتية وفق العلامة المسيري من المرجح أن الجماعة العبرانية القديمة قد اكتسبتها من الشعوب الزراعية التي جاورتها، فالجماعة العبرانية وفق الوصف التوراتي كانت جماعة بدوية رعوية، واكتسبت الزراعة من مجاورتها للشعوب الزراعية وبالذات في بلاد ما بين النهرين ومن هنا جاءت فكرة تقديم القربان النباتي في نهاية موسم الحصاد، وهذا القربان يتكون مما يعرف بـ"الثمار الأربع" وهي الأترجّ (وهو نوع من الحمضيات)، وبرعم النخيل، وورود الآس، وعروق الصفصاف، التي تجدل معاً وتقدم قرباناً".

وعن واقع الاقتحامات ذكر ابحيص إن هذا العام حرصت جماعات الهيكل المتطرفة والتي تشكل واجهة تيار الصهيونية الدينية في تهويد المسجد الأقصى- على تصعيد عدوانها لسببين: أولاً لتكريس فكرة "حرب الحسم" على كل الجبهات، وهي التي تعتقد أن تغيير هوية المسجد الأقصى تشكل بوابة الحسم المنشود والانتصار في الحرب نصراً حاسماً ينهي الصراع، ولكون حرب طوفان الأقصى ومعركة سيف القدس والهبات من قبلها كانت جميعاً مركزها المسجد الأقصى، فبات تفريغها من معناها منوطاً بمواصلة العدوان على الأقصى للقول إن كل هذه المقاومة لم تغير شيئاً ولإيهام الشعب الفلسطيني وعموم الأمة العربية والإسلامية أن الصهاينة قادرون على حسم المعركة بطول النفَس، وفرض واقع انهزامي لتغيير هوية الأقصى؛ ما يُحوّل المسجد الأقصى عملياً مركز صراع الإرادات، ما بين إرادة القوة الصهيونية بأنها هي من تملي الحق، وإرادة هذه الأمة بأن تتمسك بالحق كقيمة مطلقة وأن تُظهره مهما طال الزمن ومهما كان مقدار القوة التي تحاول إلغاءه.

وعن موسم الأعياد الحالي أكد ابحيص أن مجموعة من السوابق التاريخية قد وقعت في العدوان على الأقصى: أولها محاولة فرض نفخ البوق باعتباره ممارسة مستمرة في الأقصى حيث نفخ حتى الآن 14 مرة باعتراف جماعات الهيكل المتطرفة، وثانيها فرض القرابين النباتية داخل المسجد الأقصى علناً باعتباره أحد المظاهر المتكررة أملاً في تطبيعها في الذهن الفلسطيني والعربي والإسلامي، وقد وثقت جماعات الهيكل فرض طقوس القرابين النباتية خمس مراتٍ في الأقصى في العيد الحالي، أما ثالث تلك السوابق التاريخية فهو فرض أكبر "صلاة مضافة" لعيد العُرُش في الساحة الشرقية للمسجد الأقصى بمشاركة عشرات المستوطنين، في ظل استفراد مستمر لهذه الساحة التي بات الاحتلال يكرسها وكأنها كنيس غير معلن في المسجد الأقصى، تؤدى فيه كل تلك الطقوس على مدى ست ساعات يومية وبواقع خمسة أيامٍ من كل أسبوع.

واختتم ابحيص حديثه بقوله: "إن التمسك بهوية المسجد ورفض كل أشكال العدوان بوابة إفشال هذه المساعي، ففرض هذه الطقوس ليس حقيقة ثابتة على الأرض، وما تمكنوا من فرضه اليوم يمكن منعه وإنهاؤه غداً إذا وُجدت الإرادة".

وأدى اليوم مئات المستوطنين صلوات تلمودية أمام باب القطانين، أحد أبواب المسجد الأقصى، حاملين "القرابين النباتية"، كما تخلل الاقتحام قيامهم بما يسمى بـ"السجود الملحمي".

وعززت قوات الاحتلال من تواجدها في البلدة القديمة، والمسجد الأقصى، ومحيطه، منذ ساعات الفجر، بداعي تأمين اقتحامات المستوطنين.

وانتشر العشرات من عناصر شرطة الاحتلال على أبواب الأقصى، وطرقاته، وعلى أبواب البلدة القديمة، فيما عرقلت وصول المصلين.

كما أغلق الاحتلال الطرقات في منطقة باب الأسباط، وسمح للمركبات والحافلات التي تقل المستوطنين المرور باتجاه باب المغاربة وصولاً لساحة البراق.

للمزيد من التفاصيل: إضغط هنا