Skip to main content

في حديثٍ خاص لـ"قدس الإخبارية".. عائلة الجلقموسي تكشف تفاصل إعدام ابنيها

03 كانون الثاني 2025
https://qudsn.co/photo_6035110087120503742_y

خاص - شبكة قدس الإخبارية: وجهت عائلة الجلقموسي اتهامًا لأجهزة أمن السلطة بالمسؤولية عن استشهاد ابنها محمود الحاج الجلقموسي (43 عامًا) وابنه قسم (14 عامًا)، بالإضافة إلى إصابة ابنته الصغيرة بجروح متوسطة.

وأوضحت العائلة أن الحادث وقع نتيجة إطلاق نار من قناصة يتبعون لأجهزة أمن السلطة، أثناء وجود الأب وأطفاله على سطح منزلهم في حي الحواشين وسط مخيم جنين.
يوروي أسامة الجلقموسي، شقيق الشهيد، في حديثه مع "شبكة قدس الإخبارية"، تفاصيل الحادثة قائلاً: "كان شقيقي وأطفاله على سطح المنزل يملأون المياه من الخزانات، وفجأة تعرضوا لإطلاق نار مباشر برصاص موجه من أسفل إلى أعلى باتجاه مكانهم على السطح. المسافة التي أطلقت منها النيران تتراوح بين 150 و300 متر، ما يشير بوضوح إلى أن من استهدفهم كان على علم تام بأنهم مدنيون، بينهم أطفال، وملابسهم المنزلية تؤكد ذلك."
وأشار الجلقموسي إلى أن إطلاق النار جاء من إحدى منطقتين: "إما من عمارة الريّان أو عمارة القنيري المحاذيتين لأسطح المنازل، وهما مناطق تتمركز فيها عناصر أجهزة السلطة منذ بدء حملتهم الأمنية على المخيم قبل نحو شهر".

وأضاف: "الأب أصيب برصاصة في قلبه، والابن في رأسه، والابنة في عنقها، مما يثبت أن الرصاص كان دقيقًا ومن قناص وليس عشوائيًا، وبالتالي تتحمل الأجهزة الأمنية المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة".

ونفت أجهزة السلطة عبر الناطق الرسمي باسمها، أنور رجب أي علاقة لهم بالحادثة، حيث قال رجب في بيان مصوّر: "تؤكد المؤسسة الأمنية أنه لم يكن هناك أي تواجد للقوى الأمنية ولم تكن هذه المنطقة التي وقع فيها الحادث ضمن نطاق عمليات القوة العاملة في الميدان، وأيضًا تؤكد أن من يتحمل المسؤولية أولًا وأخيرًا هم الخارجون عن القانون". 

وردّ الجلقومسي على ادعاء رجب: "الهدف من هذا الكلام تبرئة أنفسهم، وزيادة الضغط على المدنيين في المخيم، مدعين بذلك أن المقاومين هم من يقتلون المدنيين. ومع ذلك، نقول كعائلة إن الأجهزة الأمنية تتحمل المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة، وأيديهم ملطخة بدماء أخي وابنه".، مضيفًا: "يدعون أن الرصاص أطلق من المقاومين المتواجدين في منطقة مسجد الأنصار، وفي الحقيقة هي منطقة لا تُشرف على سطح منزلنا نظرًا لوجود بناية تحجب المشهد عن السطح".

وأضاف: "لا يُعقل أن المقاومين يطلقون النار من أسفل إلى أعلى؛ فهم يتواجدون عادةً في الأزقة والشوارع وليس على الأسطح لأن الرصاص أطلق من المنطقة التي يتواجد فيها الأمن". 

وعن سؤال قدس حول المطلوب من أجهزة السلطة بعد استهداف شقيقه وابنه، أجاب الجلقموسي: "يجب أن يعترفوا بأخطائهم، ويرفعوا الحصار المفروض على المخيم منذ حوالي شهر. يكفي سفكًا للدماء، فالناس لم تعد تتحمل، والجميع في المخيم يعارض تصرفاتهم، ومن الواضح أن هناك تعبئة واضحة ضد المخيم؛ فبينما كانت السلطة تتغنى بالمخيم قبل أشهر، أصبحت اليوم تحاربه". 

وتابع: "سنقوم كعائلة بالاجتماع مساء اليوم لتحديد ما يجب فعله. يجب محاسبة المسؤولين عن استهداف شقيقي وابنه وملاحقة الجناة قضائيًا. على الأجهزة الأمنية أن يدركوا أخطاءهم، فهم السبب وراء تدهور الأوضاع الأمنية. إذا كانت الأجهزة الأمنية تريد دخول المخيم، يجب أن تفعل ذلك بالأسلوب الحسن، وليس بالقوة والغطرسة، ولذا من الطبيعي أن يرفضهم أهل المخيم".

وأوضح الجلقموسي أن الحياة في المخيم أصبحت شبه مستحيلة بسبب افتقارهم للخدمات الأساسية واستمرار الانتهاكات اليومية، مشيرًا إلى أن أجهزة السلطة تستهدف أي شخص يصعد إلى سطح منزله.

وذكر مثالًا على ذلك ما حدث لعائلة أبو زينة، القريبة من منزلهم، حيث أطلق عناصر السلطة الرصاص مباشرة على أحد أفراد العائلة بعد استشهاد محمود ونجله، ما تسبب في تدمير خزانات المياه الخاصة بهم. وأكد أن هذا التصرف يعكس غياب أي رادع لدى السلطة حتى بعد قتل أب وابنه في وضح النهار.

وعبر الجلقموسي عن حجم المعاناة التي تواجهها العائلة وسكان المخيم نتيجة الحصار المستمر، قائلاً: "يكفي هذا الظلم بحق المخيم. ما يحدث هنا هو اعتداء وظلم لم نشهده حتى من جيش الاحتلال."

وكانت أجهزة أمن السلطة في الرابع عشر من الشهر الماضي، قد أطلقت حملة أمنية أسمتها "حماية وطن" بهدف ملاحقة الخارجين عن القانون حسب وصفهم، فيما استهدفت بشكل عملي وواضح ووفق بيانات فصائل العمل الوطني والإسلامي، كتيبة جنين المقاومة. وتساءل الجلقومسي: "هكذا يتم حماية الوطن! هذه ليست حملة لحماية الوطن، بل هي حماية للعدو. لا يُفترض أن يُقتل الأبرياء كما حدث سابقًا مع ابن عائلة الشلبي، وعائلة العامر، والصحفية شذى الصباغ". 

ومنذ حوالي 28 يومًا، تفرض أجهزة أمن السلطة حصارًا مشددًا على مخيم جنين، ما أسفر عن استشهاد 8 مدنيين، بينهم قائد بارز في كتيبة جنين، بالإضافة إلى مقتل 6 من عناصر الأجهزة .
كما تعرض عدد من أفراد الأجهزة لإصابات أثناء محاولتهم تفكيك عبوات ناسفة زرعها مقاومو المخيم في الطرقات التي تستخدمها آليات الاحتلال.

للمزيد من التفاصيل: إضغط هنا