
طهران - قدس الإخبارية: في مشهد مهيب وسط العاصمة الإيرانية طهران، شيّعت الجمهورية الإسلامية 60 من كبار قادتها العسكريين وعلمائها النوويين الذين اغتالتهم قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال عدوان استمر 12 يوماً، وانتهى قبل أربعة أيام بهدنة، وذلك في مراسم أرادتها طهران أن تكون رسالة "بيعة للمستقبل"، وإعلان مرحلة جديدة في المواجهة مع ما تصفه بـ"الأعداء".
وانطلقت النعوش المغطاة بالعلم الإيراني من ساحة "الثورة الإسلامية" باتجاه ساحة "الحرية" غربي طهران، بمشاركة مئات الآلاف من الإيرانيين الذين رفعوا صور الشهداء، والعلم الفلسطيني، ولافتات حملت شعارات مناهضة للاحتلال والولايات المتحدة، من بينها: "أميركا ستغرق مثل سفينة تايتانيك".
وقال مستشار المرشد الأعلى، علي شمخاني، في منشور عبر منصة "إكس"، إن فجر الجمعة 13 يونيو/حزيران، الذي بدأته إسرائيل بالنار، انتهى بتوسلها لوقف إطلاق النار، مضيفاً أن الرد الإيراني جاء بـ"جنود لبسوا دروعاً بظهور عارية"، ومؤكداً أن كل قطرة دم أُريقت ستُخرج ألف قائد جديد.
وشهدت المراسم أيضاً ظهور قائد "قوة القدس" في الحرس الثوري، إسماعيل قاآني، إلى جانب عدد كبير من القيادات السياسية والعسكرية، فيما أطلق المسؤولون الإيرانيون سلسلة من التصريحات التصعيدية.
وقال مستشار القائد العام للحرس الثوري، أحمد وحيدي، إن "الردود القادمة ستكون أشد وأقسى"، مشدداً على أن "المزيد من الصفعات بانتظار الاحتلال"، مضيفاً أن القوات المسلحة في حالة جاهزية كاملة و"أيديهم على الزناد".
وأكد عضو مجلس تشخيص مصلحة النظام والقائد السابق للحرس الثوري، محسن رضائي، أن إيران مستعدة للدفاع عن شعبها بكل قوة في حال شنّ الاحتلال الإسرائيلي هجومًا جديدًا.
في الأثناء، صعّدت طهران موقفها من الوكالة الدولية للطاقة الذرية، حيث أعلن نائب رئيس البرلمان، حميد رضا حاجي بابايي، أن بلاده لن تسمح بدخول مدير الوكالة رافائيل غروسي أو بتركيب كاميرات داخل المنشآت النووية، قائلاً: "رأينا معلومات منشآتنا في وثائق نشرها العدو الإسرائيلي، وهذا أمر غير مقبول إطلاقاً".
وفي السياق نفسه، قال السفير الإيراني في بريطانيا، علي موسوي، خلال جلسة برلمانية في لندن، إن "إيران ليست نظاماً بل دولة شرعية، وإذا تم تهديد مصالحنا الحيوية، فإن انسحابنا من معاهدة حظر الانتشار النووي وفقاً للمادة 10 هو حق مشروع لنا".
تحوّلت مراسم التشييع إلى ما يشبه الاستفتاء الشعبي على استمرار المواجهة، ورسالة مفادها أن الرد الإيراني على اغتيال القادة والعلماء لن يتوقف عند حدوده العسكرية، بل يمتد إلى الحلبة السياسية والدبلوماسية، مع تأكيد أن طهران دخلت مرحلة جديدة "تُربك حسابات أعدائها" في الإقليم.
للمزيد من التفاصيل: إضغط هنا