
غزة - قدس الإخبارية: يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي ارتكاب مجازر بحق الفلسطينيين في قطاع غزة، وسط تصعيد عسكري عنيف يستهدف المدنيين في مناطق متفرقة من شمال وجنوب ووسط القطاع، ما تسبب بسقوط عشرات الشهداء والجرحى وتهجير آلاف العائلات قسرًا.
في مدينة غزة، أفاد مصدر طبي في مستشفى الشفاء باستشهاد 33 فلسطينيا معظمهم من النساء والأطفال، إضافة إلى إصابة 30 آخرين في حصيلة أولية جراء قصف استهدف منطقة الميناء غربي المدينة، حيث تتكدس آلاف العائلات النازحة.
وشهدت مناطق غرب غزة تزايدا في الاكتظاظ بفعل موجات النزوح القسري نتيجة التصعيد المتواصل. ودفعت الهجمات كثيرًا من العائلات إلى اللجوء نحو شاطئ المدينة ومينائها، حيث بدأت تظهر مخيمات عشوائية تفتقر لأدنى مقومات الحياة، في ظل ملاحقة جيش الاحتلال للفلسطينيين من منطقة لأخرى.من جهة أخرى، ارتفعت حصيلة الشهداء في غزة إلى 80 فلسطينيا منذ فجر الاثنين نتيجة غارات استهدفت مناطق عدة، بينها مدارس ومراكز توزيع مساعدات وخيام إيواء، وسُجل استشهاد 48 منهم في مدينة غزة وشمال القطاع. كما استشهد 6 فلسطينيين إثر غارتين نفذتهما طائرات مسيرة تابعة لجيش الاحتلال على شارع الوحدة.
وفي مدينة خان يونس جنوب القطاع، أفاد مصدر طبي في مستشفى ناصر باستشهاد 13 فلسطينيا وإصابة العشرات جراء قصف استهدف فلسطينيين كانوا ينتظرون مساعدات في الجهة الجنوبية الغربية من المدينة. كذلك، أكد مصدر طبي في المستشفى المعمداني استشهاد 13 فلسطينيا في غارة إسرائيلية دمرت مستودعا لتوزيع المساعدات في حي الزيتون جنوبي غزة.
وفي جباليا البلد شمالي القطاع، استشهد 4 فلسطينيين إثر قصف استهدف مجموعة قرب دوار حلاوة، وتمكنت طواقم الهلال الأحمر الفلسطيني من انتشال الشهداء ونقل المصابين إلى مستشفى الشفاء.
كما استهدفت طائرات الاحتلال 5 مدارس تؤوي نازحين، 3 منها متجاورة في حي الزيتون، إضافة إلى قصف مدرسة يافا في حي التفاح رغم تصنيفها كمركز إيواء، وتضررت كذلك فصول دراسية في مدرسة فهد الصباح، وأسفر القصف عن إصابات بين النازحين. وتعرضت مدرستا الحرية والفلاح في حي الزيتون لقصف مماثل أسفر عن جرحى.
وفي دير البلح وسط القطاع، استُهدفت خيمة للنازحين داخل مستشفى شهداء الأقصى، في القصف الثاني عشر من نوعه داخل أسوار المستشفى، ما يهدد حياة المرضى بشكل مباشر. وقال المكتب الإعلامي الحكومي إن الاحتلال قصف 256 مركز نزوح منذ بداية الحرب، تضم أكثر من 700 ألف نازح، معظمها مدارس، وتركز القصف في يونيو/حزيران على 11 مركزا على الأقل.
من ناحيته، أكد مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في فلسطين أن جيش الاحتلال استهدف خيام نازحين في المواصي غرب خان يونس، ما أدى إلى استشهاد أُسر بأكملها رغم تصنيف المنطقة كـ"آمنة"، وأشار إلى أن الاحتلال لم يقدم مبررات أو يعلن عن استهدافه عناصر مسلحة في تلك المواقع.
وأفادت وكالة "الأونروا" بأن أكثر من 810 فلسطينيين استشهدوا داخل منشآتها منذ بداية الحرب، إضافة إلى وقوع أكثر من 860 حادثة استهداف على مقراتها والعاملين فيها.
وفي الجانب الإنساني، حذر صندوق الأمم المتحدة للسكان من خطر الموت المحدق بمئات الأطفال حديثي الولادة في حضّانات مستشفى ناصر بسبب نفاد حليب الأطفال. واصفًا الوضع بأنه فشل جماعي للإنسانية، ودعا إلى رفع الحصار عن غزة وإدخال المساعدات.
كما صرّح المتحدث باسم مستشفى شهداء الأقصى خليل الدقران أن الاحتلال يتبع سياسة تجويع بحق الأطفال، مؤكدا نفاد حليب الأطفال تمامًا، وأن نحو 60 ألف طفل يعانون من سوء التغذية.
وأوضح المدير العام لوزارة الصحة الفلسطينية منير البرش أن غزة تعاني نقصا حادا في المضادات الحيوية، محذرا من تفشي مرض التهاب السحايا. واتهم الاحتلال بارتكاب جرائم إبادة جماعية وتطهير عرقي.
واتهم رئيس شبكة المنظمات الأهلية في غزة الاحتلال بتعمد تجويع الفلسطينيين وعرقلة إدخال المساعدات، مشددا على ضرورة الضغط الدولي العاجل لفتح المعابر، مؤكدًا أن ما يجري هو جريمة حرب مكتملة الأركان.
في السياق، قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إن الهجمات الإسرائيلية الوحشية على مدينة غزة تمثل جرائم حرب وعمليات تطهير عرقي ممنهجة، داعية المجتمع الدولي إلى التحرك الفوري لوقف مجرم الحرب بنيامين نتنياهو الذي يواصل انتهاك القوانين الدولية ويغطي على فشله في حرب الإبادة الجماعية.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، يشن الاحتلال حرب إبادة جماعية على قطاع غزة أدت إلى استشهاد وإصابة نحو 190 ألف فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال، ووجود أكثر من 11 ألف مفقود، مع خطر مجاعة قاتلة تهدد حياة الآلاف، وسط تجاهل دولي وصمت المؤسسات الأممية رغم أوامر محكمة العدل الدولية بوقف الحرب.
للمزيد من التفاصيل: إضغط هنا