في غياب الدعم الأميركي.. أوكرانيا تواجه صعوبات لاحتواء التقدم الروسي

قال مسؤول عسكري أوكراني، اليوم الأربعاء، إن روسيا توغلت قرب بلدتين رئيسيتين لطرق إمداد الجيش في شرق أوكرانيا، وذلك في إطار جهود موسكو لإحراز تقدم كبير في هجوم تشنه منذ أسابيع، في وقت يسود فيه الغموض بشأن الدعم الأميركي لكييف.
وخلال الأسابيع القليلة الماضية، بدأت روسيا في حشد قواتها، وعلى الرغم من الخسائر الفادحة التي تكبدتها فقد تمكنت من التقدم في المناطق الريفية على جانبي بلدتي بوكروفسك وكوستيانتينيفكا اللتين تقعان على مفترق طرق يؤدي إلى خط المواجهة من المدن الكبرى في الأراضي الخاضعة للسيطرة الأوكرانية.
ويتزامن التقدم الذي تحرزه روسيا على الجبهة مع تكثيف الهجمات بالطائرات المسيّرة والصواريخ على كييف ومدن أخرى، في أعقاب ظهور مؤشرات على تراجع دعم واشنطن للمجهود الحربي في أوكرانيا.
ويعد احتلال منطقة دونيتسك بأكملها من بين أهداف الهجوم الروسي، حيث قال فيكتور تريهوبوف المتحدث باسم مجموعة قوات خورتيتسيا الأوكرانية إنهم يستخدمون الآن مجموعات هجومية صغيرة ومركبات خفيفة وطائرات مسيّرة للتقدم نحو المنطقة المجاورة.
وقال تريهوبوف، في تصريحات مكتوبة لرويترز، "هناك هجمات مستمرة بهدف اختراق" حدود منطقة دنيبروبيتروفسك بأي ثمن.
وكان قائد الجيش الأوكراني أولكسندر سيرسكي قال، الأسبوع الماضي، إن روسيا لديها الآن 111 ألف جندي في مدينة بوكروفسك التي تحاول السيطرة عليها منذ أوائل العام الماضي، مشيرا إلى اندلاع العشرات من المعارك في المنطقة يوميا.
مكاسب روسية
وأفاد جاك واتلينغ، الباحث البارز في المعهد الملكي للخدمات المتحدة، وهو مركز أبحاث مقره لندن، بأن قرار واشنطن وقف تسليم بعض الأسلحة المتنوعة بما في ذلك المدفعية الصاروخية الدقيقة إلى كييف من شأنه أن يؤدي إلى تفاقم الوضع على الأرض بالنسبة للقوات الأوكرانية.
إعلانوأضاف "فقدان هذه الإمدادات سيؤثر بشكل كبير على قدرة أوكرانيا على استهداف القوات الروسية الموجودة على مسافة أبعد من 30 كيلومترا من خط المواجهة، وبالتالي سيتيح لروسيا تعزيز موقفها العسكري من الناحية اللوجستية".
وقطعت القوات الروسية، التي تتميز بتفوق عددي، الطريق الرئيسي الذي يربط بين بوكروفسك وكوستيانتينيفكا في مايو/أيار، مما أدى إلى مواجهة القوات الأوكرانية صعوبات في الحركة وجهود إعادة الإمداد.
وقال تريهوبوف "يتم احتواء التقدم الروسي، لكن قطع طريق بوكروفسك كوستيانتينيفكا السريع يمثل انتكاسة إستراتيجية ولوجستية".
وحالت الخسائر الروسية الكبيرة دون تقدم الروس نحو كوستيانتينيفكا عبر تشاسيف يار أو على امتداد جبهة بوكروفسك الغربية.
وأضاف تريهوبوف "هم يحاولون الآن بعيدا عن المناطق المأهولة بالسكان"، موضحا أن بوكروفسك وكوستيانتينيفكا لا تزالان مركزين لوجستيين أوكرانيين، على الرغم من الانتكاسات ونشاط الطائرات المسيّرة الذي يجعل بعض التحصينات الدفاعية أقل فاعلية.