تقرير: أبوظبي ودبي تتصدران أسواق مراكز البيانات الناشئة عالميًا

كشف تقرير (مقارنة أسواق مراكز البيانات لعام 2025)، الصادر عن شركة (كوشمان آند ويكفيلد) Cushman & Wakefield، عن تصدر كل من أبوظبي ودبي للمركزين الأول والثاني على التوالي ضمن قائمة أفضل الأسواق الناشئة لمراكز البيانات عالميًا. وتعكس هذه النتائج الدور المتنامي لدولة الإمارات العربية المتحدة في مشهد البنية التحتية الرقمية على الصعيد العالمي.

وقد استند التقرير في تصنيفه إلى 20 مؤشرًا رئيسيًا لتقييم الأسواق، تشمل: توفر الطاقة، واتصال الألياف الضوئية، وخطط التطوير المستقبلية، وأسعار الأراضي. وبناءً على هذه المعايير، صنّف التقرير أبوظبي في المرتبة الأولى، تليها دبي، من بين 97 سوقًا حول العالم.

مراكز البيانات.. عوامل النجاح والنمو:

تشير هذه النتائج البارزة إلى نجاح الجهود المتكاملة في الإمارات على صعيد تطوير البنية التحتية الرقمية، والدعم الحكومي المستمر، بالإضافة إلى تزايد طلب الشركات العالمية الكبرى.

إذ تستضيف الإمارات حاليًا أكثر من 250 ميجاواط من سعة مراكز البيانات العاملة، ولا يتوقف الطموح عند هذا الحد، إذ يجري العمل حاليًا على تطوير 500 ميجاواط إضافية، مما يؤكد التزام الدولة بتوسيع قدراتها في هذا المجال الحيوي.

وفي هذا السياق، قال إدوارد ماكورا، المدير الإقليمي لشركة (Cushman & Wakefield Core) في الإمارات: “لقد نجحت أبوظبي ودبي في تهيئة الظروف الملائمة للتوسع، وهو ما يلقى استجابة من قبل المشغلين العالميين، فالجمع بين توفر الطاقة، والأراضي، وسرعة الحصول على الموافقات، مع طلب شركات الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية المتزايد، هو ما يدفع قرارات الاستثمار حاليًا.”

مشاريع ضخمة يقودها (ستارجيت الإمارات):

يمثل إطلاق مشروع (ستارجيت الإمارات)  في أبوظبي، نقلة نوعية في مشهد الذكاء الاصطناعي لدولة الإمارات والمنطقة بأكملها، إذ يضم هذا المشروع المشترك، الذي يضم عمالقة مثل: (جي 42) الإماراتية، و(OpenAI)، وأوراكل، وإنفيديا، ومجموعة سوفت بنك، وسيسكو، ويُتوقع أن يوفر سعة ضخمة تبلغ 5 جيجاواط عند اكتمال طاقته القصوى، مما يجعله أحد أكبر مشاريع مراكز البيانات في العالم.

ومن المتوقع أن يبدأ تشغيل أول تجمع حوسبي ضمن مشروع (ستارجيت الإمارات) بقدرة تبلغ 200 ميجاواط في عام 2026 القادم.

وفي دبي، تعمل شركة الاتصالات (دو) بالتعاون مع مايكروسوفت على بناء مركز بيانات ضخم فائق النطاق بتكلفة تقدر بنحو ملياري درهم إماراتي، ويؤكد هذا التعاون الشراكات الإستراتيجية التي تسعى إليها الإمارات لجذب كبرى الشركات العالمية في قطاع التكنولوجيا وتوطين أحدث التقنيات.

كما تستمر توسعات شركات الحوسبة السحابية الكبرى مثل: (أمازون ويب سيرفيسز) AWS، وعلي بابا، وإكوينيكس في كل من أبوظبي ودبي، في حين تهيمن خزنة لمراكز البيانات (Khazna Data Centers) على السوق الإماراتي بحصة سوقية تتجاوز 59%.

كما تتجه الشركات الكبرى مثل مجموعة الإمارات نحو مرافق تعمل بالطاقة الشمسية، مثل تلك الموجودة في مجمع محمد بن راشد للطاقة الشمسية، مما يعكس التزامًا قويًا بالاستدامة.

نمو سوق مراكز البيانات في الإمارات:

بلغت قيمة سوق مراكز البيانات في الإمارات 1.26 مليار دولار في عام 2024. ومن المتوقع أن يشهد هذا السوق نموًا كبيرًا ليصل إلى 3.33 مليارات دولار بحلول عام 2030، مما يؤكد جاذبية القطاع وإمكاناته المستقبلية.

ويدعم هذا النمو التزامات رأسمالية ضخمة؛ إذ تستثمر شركة القابضة (ADQ) في أبوظبي وإنرجي كابيتال بارتنرز 25 مليار دولار في البنية التحتية للطاقة، وتدعم شركة (MGX)، ومايكروسوفت، وبلاك روك مبادرة مدفوعة بالذكاء الاصطناعي تبلغ قيمتها 30 مليار دولار.

الخلاصة:

يعكس هذا التقرير مكانة دولة الإمارات العربية المتحدة كقوة رائدة في مجال البنية التحتية الرقمية على مستوى العالم، فالتصنيف المتقدم لأبوظبي ودبي، إلى جانب الاستثمارات الضخمة والخطط التوسعية الطموحة، يؤكد التزام الدولة بتعزيز قدراتها الرقمية لتلبية طلب شركات الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية المتزايد، مما يعزز من مكانتها كمركز عالمي للابتكار والتحول الرقمي.

تم نسخ الرابط
تابعنا