
وأكد أن الرأي العام في دول مثل المغرب تغير جذرياً تجاه فرنسا، حيث باتت المشاعر سلبية بنسبة 100% وهو وضع لم يكن موجوداً قبل 20 عاماً عندما كانت الشعوب تقدر الدول الأوروبية وحضارتها.
وانتقد الصحفي الفرنسي الإعلامَ الغربي ووصفه بأنه في "حالة جنون وحالة غير طبيعية" في تغطيته لأحداث فلسطين، مؤكداً أن معظم وسائل الإعلام الفرنسية تسيطر عليها رؤوس أموال لها أجندة معادية للإسلام وليس لليهود كما يُشاع.
ولفت إلى أن هذا التحيز الإعلامي يهدف إلى تشويه صورة القضية الفلسطينية وتقديمها كصراع ديني وليس كقضية تحرر وطني.
واستعرضت حلقة (2025/713) من برنامج "المقابلة" مسيرة غريش الصحفية، حيث ولد في القاهرة عام 1948 لعائلة مختلطة الأصول، وترك مصر عام 1962 للانتقال إلى فرنسا.
وتولى رئاسة تحرير صحيفة "لوموند ديبلوماتيك" 10 سنوات منذ 1995، قبل أن يؤسس موقع "شرق 21" الإعلامي المتخصص في شؤون العالم العربي والإسلامي.
وكشف غريش عن تفاصيل مثيرة حول علاقته بوالده هنري كورييل، أحد مؤسسي الحزب الشيوعي المصري والسوداني، والذي اغتيل في باريس عام 1978.
وأوضح أن كورييل لعب دوراً محورياً في تنظيم لقاءات سرية بين الفلسطينيين والإسرائيليين في السبعينيات، بهدف إيجاد حل سلمي قائم على التفاهم بين اليسار في الجانبين.
وتطرق الصحفي الفرنسي للأوضاع في سوريا، مؤكداً أن الدولة السورية فشلت قبل الربيع العربي بسنوات، وأن النظام الجديد يستحق الدعم رغم التحفظات حول طبيعته السياسية.
ودعا إلى رفع العقوبات عن سوريا والسماح لشعبها بأن يعيش بكرامة، مشدداً على أن المستقبل يعتمد على تفاعل المثقفين والمجتمع المدني مع الأوضاع الجديدة.
وأوضح غريش أسباب الهزيمة السريعة لإيران وحلفائها بالمنطقة، مرجعاً ذلك إلى تغيير في سياسة طهران منذ سنوات حيث باتت تعطي الأولوية لاستقرار النظام الداخلي على حساب دعم حلفائها.
إعلانولفت إلى أن القيادة الإيرانية تسعى للتطبيع مع الولايات المتحدة ودول الخليج، وأنها لم تعد تهتم بالقضية الفلسطينية إلا كوسيلة وليس كقناعة حقيقية.
ولم تفهم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وحزب الله طبيعة التغيير الذي طرأ على السياسة الإيرانية، مما جعلهما يخوضان معاركهما دون الدعم المتوقع من طهران، كما يوضح الصحفي.
ولفت إلى أن القيادات الإيرانية ضغطت على حزب الله لعدم استخدام كامل ترسانته الصاروخية، لأنها لم تكن ترغب في حرب شاملة تعرض استقرار النظام للخطر.
وفيما يتعلق بتأثير الرئيس الأميركي دونالد ترامب على أوروبا، أكد غريش أن القارة العجوز فقدت استقلاليتها السياسية والاقتصادية وباتت تابعة للسياسات الأميركية.
كما انتقد الموقف الأوروبي المتذبذب حيال القضايا الدولية، مشيراً إلى أن أوروبا تنفذ ما تعتقد أن ترامب يريده منها دون أن يطلب ذلك صراحة.
ومن جهة أخرى، حذر غريش من صعود اليمين المتطرف في أوروبا وعلاقته بالدعم الأميركي، مؤكداً أن ترامب يؤيد القوى اليمينية المتطرفة في ألمانيا والمجر وفرنسا، مما قد يغير المشهد السياسي الأوروبي جذرياً.
وأشار إلى أن الحزب اليميني المتطرف في ألمانيا يتبنى أفكاراً نازية صريحة، على عكس نظيره الفرنسي الذي يحاول إخفاء توجهاته المتطرفة.
ودافع غريش عن موقفه المؤيد للقضية الفلسطينية رغم التهديدات والضغوط التي يتعرض لها، مؤكداً أن الإعلام الفرنسي منعه من الظهور بوسائل الإعلام الرئيسية منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وأوضح أن إحدى القنوات الفرنسية حذفت مقابلة معه بعد أن انتقد الهجمات الإسرائيلية على غزة، مما أثار جدلاً واسعاً على وسائل التواصل الاجتماعي.
وأعرب الصحفي الفرنسي عن تفاؤله بمستقبل الديمقراطية في العالم العربي رغم التحديات الراهنة، مؤكداً أن النضال من أجل حق التعبير والتنظيم يجب أن يستمر.
وانتقد غياب المؤسسات الديمقراطية الحقيقية بالمنطقة بعد عقود من الدكتاتورية، مشدداً على أهمية بناء منظمات مجتمع مدني قوية كأساس للتحول الديمقراطي.
وأكد غريش أن الصحافة تمر بمرحلة تحول جذرية مع ظهور وسائل التواصل، مشيراً إلى أن النضال من أجل الحرية والديمقراطية لا حدود له ويجب أن يستمر بأشكال جديدة.
وأكد أن موقع "شرق 21" الذي يديره حقق نجاحاً ملحوظاً من خلال الاعتماد على تبرعات القراء، مما يضمن استقلاليته التحريرية والمالية في عصر تحكم رؤوس الأموال في وسائل الإعلام التقليدية.
للمزيد من التفاصيل: إضغط هنا