خبير عسكري: المقاومة أجبرت الاحتلال على التحول من الهجوم للدفاع

أصبح أسر جنود إسرائيليين خلال المعارك هدفا تكتيكيا جديدا لفصائل المقاومة، التي تواصل مباغتة قوات الاحتلال في مختلف مناطق قطاع غزة، وتجبرها على التحول من الهجوم إلى الدفاع.
وفي وقت سابق اليوم الاثنين، قالت وسائل إعلام إسرائيلية إن الجيش فعّل قانون هانيبال في منطقة جباليا شمالي القطاع، بعدما حاولت المقاومة أسر جندي خلال الاشتباك.
ويقضي القانون بتكثيف القوة النارية في المواقع التي يُحتَمل أن يؤسر بها جنود إسرائيليون، لكن فحواه تعني منح تصريح بقتل الجندي قبل أسره، كما يقول الخبير العسكري العميد حسن جوني.
وهذه هي المرة الثانية التي تحاول فيها المقاومة أسر جندي إسرائيلي بعد عملية نفذتها الأسبوع الماضي في خان يونس جنوبا، وانتهت بقتل الجندي، وفق ما أكده الجانب الإسرائيلي.
ويمثل هذا السلوك تطورا في أهداف المقاومة التي تعمل بشكل رئيسي على إرباك قوات الاحتلال، وتكبيدها أكبر خسائر ممكنة في مختلف المناطق، وتحديدا في محيط مدينة غزة شمالا ومحيط خان يونس جنوبا، وفق ما قاله جوني في تحليل للجزيرة.
وتدور غالبية عمليات المقاومة في الشجاعية وجباليا وحي التفاح شمالا، وفي عبسان الكبيرة والصغيرة جنوبا، وتستهدف قوات الهندسة بشكل أساسي منع قوات الاحتلال من التقدم.
وبهذه الإستراتيجية، منعت المقاومة الإسرائيليين من تنفيذ عملياتهم وليس من مجرد الاستقرار في القطاع، لأنها حولتهم من الهجوم إلى الدفاع.
استهداف قوات الهندسة
وتعمل قوات الهندسة على كسح الألغام وتمهيد الطرق أمام القوات القتالية البرية، وهي تعمل تحت حماية هذه القوات، لكنها تعرضت للعديد من الاستهدافات خلال الأسابيع الأخيرة، مما يعني أن المقاومة تحدد أهدافها بدقة.
كما أن استهداف الآليات وجرافات "دي 9″، التي تعمل مع قوات الهندسة، يعني -وفق جوني- تكتيكا دقيقا من جانب المقاومة، لأن هذه الآليات مدرعة بشكل كبير ومزودة بجهاز تروفي الذي يمنع وصول الصواريخ والعبوات إلى داخل الآلية.
إعلانلذلك، فعندما تقوم المقاومة بتدمير عدد كبير من هذه الآليات، فإنها تعتمد في ذلك على استخدام نقاط الضعف التي يتطلب ضربها عملا فدائيا، بحيث يتم الاقتراب جدا من الآلية أو استهدافها من مكان مرتفع، حسب جوني.
ورغم أن جيش الاحتلال يحاول دراسة تفاصيل كل عملية تقوم بها المقاومة فور وقوعها لتدارك الثغرات ومعالجتها، فإن العمليات التي وقعت اليوم في جباليا وعدد من مناطق القطاع تعني أن المقاتلين الفلسطينيين يطورون تكتيكات الهجوم بشكل متواصل.
وقُتل 3 جنود إسرائيليين اليوم الاثنين، وأُصيب رابع بجروح خطيرة في كمائن للمقاومة شرق قطاع غزة، فيما قالت سرايا القدس -الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي– إن مقاتليها دمروا آلية عسكرية صهيونية وجرافة من نوع "دي 9" بتفجير عبوات ناسفة بمنطقة عبسان الكبيرة شرق خان يونس.