
لندن - قدس الإخبارية: كشفت شبكة بلومبيرغ أن رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر يواجه ضغوطًا متزايدة من وزراء بارزين في حكومته ومن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، للاعتراف الفوري بدولة فلسطين كدولة ذات سيادة، في ظل تصاعد جرائم الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة.
ونقلت الشبكة عن مصادر مطلعة أن وزراء في الحكومة البريطانية، بينهم وزراء الصحة والعدل والثقافة، عبّروا عن استيائهم من تراجع ستارمر عن تعهده السابق بدعم الاعتراف بالدولة الفلسطينية، مطالبين إياه ووزير خارجيته بالتحرك السريع نحو الاعتراف الرسمي.
وكان ستارمر قد صرّح في يونيو/حزيران 2024، قبل توليه رئاسة الوزراء بشهر واحد، بأنه يؤمن بضرورة الاعتراف بدولة فلسطينية، مشددًا على أن الوضع في غزة "مروع" وأن العملية السياسية لا بد أن تشمل هذا الاعتراف. إلا أنه، منذ توليه المنصب، لم يتخذ أي خطوات ملموسة في هذا الاتجاه.
في السياق ذاته، أعلن ستارمر عن محادثات "طارئة" تُعقد اليوم الجمعة بين بريطانيا وفرنسا وألمانيا، لمناقشة الكارثة الإنسانية في قطاع غزة، حيث وصف المعاناة هناك بأنها "لا يمكن وصفها ولا الدفاع عنها". وقال في بيان، "سنجري نقاشًا عاجلًا حول ما يمكن القيام به فورًا لوقف عمليات القتل وتوفير الغذاء للفلسطينيين"، وأضاف أن أي وقف لإطلاق النار في المستقبل "سيضعنا على طريق الاعتراف بدولة فلسطينية".
من جانبه، أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عزمه الإعلان عن الاعتراف الرسمي بدولة فلسطين أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر/أيلول المقبل، موضحًا أن هذه الخطوة تأتي وفاءً بالتزام فرنسا التاريخي بتحقيق سلام عادل ودائم في الشرق الأوسط.
ودعا ماكرون عبر منصتي إكس وإنستغرام إلى إنهاء الحرب في غزة وإنقاذ المدنيين، فيما نقلت فايننشال تايمز عن مسؤول فرنسي أن باريس تأمل أن تحذو دول أخرى حذوها خلال المؤتمر الأممي.
بالمقابل، هاجم رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو –المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية– قرار فرنسا، واعتبره "مكافأة للإرهاب"، وزعم أنه "يشكل تهديدًا وجوديًا لإسرائيل".
ويأتي هذا الحراك السياسي في ظل واحدة من أشد الكوارث الإنسانية التي يشهدها قطاع غزة، حيث يواصل الاحتلال الإسرائيلي، بدعم أمريكي وغربي، حرب إبادة جماعية شملت القتل والقصف والتجويع والتهجير القسري منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، رغم الأوامر الدولية والدعوات لوقف الحرب.
ووفق تقارير فلسطينية ودولية، فقد أسفرت الإبادة الجماعية عن استشهاد وإصابة أكثر من 203 آلاف فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال، إضافة إلى أكثر من 10 آلاف مفقود، في ظل مجاعة أودت بحياة الآلاف وتدمير شامل للبنية التحتية، وسط صمت دولي متواطئ.
للمزيد من التفاصيل: إضغط هنا