Skip to main content

بحثا عن الأطعمة الفاخرة والأرباح على ساحل غرب أفريقيا

27 تموز 2025

بانانا آيلاندز/ سيراليون - بينما تغيب الشمس تحت الأفق، يسحب إيمانويل برات حبلا مهترئا لتشغيل محرك قاربه، ليبدأ معه نداء الحياة. قاربه الخشبي، المطلي باللون الأبيض والأزرق الباهت، يشق طريقه عبر المياه المظلمة على مد النظر. وحوله يسمع زعيق خفافيش الفاكهة وهي تحوم فوق الرؤوس.

برات (35 عاما) هو غواص متمرس في صيد خيار البحر من بانانا آيلاند، وهي أرخبيل في سيراليون يسكنه حوالي 500 شخص. على مدار 15 عاما، كان يعيل نفسه من خلال البحث في قاع المحيط عن هذه الكائنات التي تشبه الرخويات البحرية الضخمة ذات الثآليل.

تختبئ هذه الكائنات في الطمي أثناء النهار وتخرج في الليل لتتحرك عبر قاع المحيط، لتتغذى على المواد المتحللة. على ظهر القارب، يجلس كذلك أومولادي جونز البالغ من العمر 25 عاما، يتصبب عرقا في بذلة الغوص غير المفتوحة بالكامل- على طرف القارب وينظر إلى المياه الداكنة.

بعد 10 دقائق، يشير الغواص الأصغر سنا إلى برات طالبا إيقاف المحرك استعدادا للغوص. ينفخ جونز في قناعه، يمسك بمصباح مخصص للاستخدام تحت الماء ويلف خرطوم التنفس حول خصره.

كان قاع البحر المحيط بالأرخبيل الصغير المغطى بالأعشاب مليئا بخيار البحر. في الوقت الحاضر، أصبحت هذه الكائنات نادرة ومبعثرة.

لم يعد الغوص الحر ممكنا. يتعين على برات وجونز الغوص أعمق، لفترة أطول، للعثور على صيدهم.

لجأ الصيادان إلى "الغوص بالهوكا"، وهو بديل مؤقت يتم فيه ضخ الهواء من مولد ديزل على القارب عبر خرطوم بلاستيكي. وهو خط حياة هش محفوف بالمخاطر. وغالبا ما تكون المحركات المستخدمة فيه قديمة وهواؤها قابل للتلوث بسهولة بأبخرة الديزل. ويؤكد الخبراء أنه أكثر خطورة بكثير من الغوص باستخدام المعدات أو الغوص الحر.

بينما يهتز محرك الديزل الذي يغذي نظام الهواء الخاص به في القارب، ينزلق جونز بهدوء من الحافة إلى المياه السوداء. يتبعه خرطوم أصفر أثناء سباحته بعيدا عن القارب. بعد دقائق، شكل مصباحه عمودا من الضوء، امتد نزولا إلى قاع البحر.

يجلس برات في القارب، والسيجارة معلقة بين شفتيه، وعيناه مثبتتان على النقطة التي يضيء فيها مصباح جونز. يقول بانزعاج واضح "خيار البحر ينفد".

في السابق كان الصيادان يجلبان عشرات الدلاء من خيار البحر في ليلة واحدة، أما الآن فهما يكافحان للعثور على القليل. يقول برات إن الغواصين نادرا ما يكسبون أكثر من 40 دولارا في اليوم، وهو مبلغ لا يكاد يكفي لتغطية تكاليف الوقود أو استئجار بعض معدات الغوص.

بعد وقت قصير من مغادرة جونز للقارب، يضيء مصباحه للإشارة إلى أنه جاهز للسباحة مرة أخرى. عندما يصل إلى القارب، يرفع نفسه على الجانب بذراعيه. في إحدى يديه يحمل المصباح، وفي الأخرى خيار بحري صغير بني اللون.

يأخذ برات دوره ويختفي في المياه المظلمة. يظهر لاحقا بخيار بحري، لكن الغواصين غير مرتاحين. بعد بضع ساعات في البحر، يعودان إلى المرسى بصيد هزيل لا يتجاوز 3 قطع.

فوقهم، يلقي القمر شبه الكامل بلمعان أبيض فوق الماء ويضيء الطريق إلى المنزل بشكل خافت.

للمزيد من التفاصيل: إضغط هنا