
غزة - قدس الإخبارية: يواصل الاحتلال الإسرائيلي حربه المفتوحة على الفلسطينيين في قطاع غزة، مستخدمًا التجويع والقصف كأدوات لإبادة جماعية ممنهجة، وسط صمت عربي ودولي مخزٍ. وفي يوم دموي جديد، ارتقى عشرات الشهداء والجرحى خلال محاولات الفلسطينيين الوصول إلى المساعدات تحت نيران جيش الاحتلال.
ارتفعت حصيلة الشهداء إلى 5 جراء قصف طائرات الاحتلال لخيمة نازحين في منتزه البصة غرب مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، حيث استُشهد الشاب محمد فتحي عياش برفقة زوجته وابنه وابنته في هذا الاستهداف المباشر للمدنيين. في ذات الموقع، أُعلن عن استشهاد 4 فلسطينيين آخرين وإصابة عدد من الجرحى.
وفي جنوب قطاع غزة، أفادت مصادر محلية بوقوع قصف مدفعي وإطلاق نار كثيف غربي مدينة رفح، كما أطلق الاحتلال النار بشكل مكثف تجاه الفلسطينيين بالقرب من مركز توزيع المساعدات في منطقة الشاكوش شمال المدينة، ما أدى إلى تفاقم الوضع الإنساني المتدهور.
في منطقة بئر 19 بمواصي خان يونس، انتُشل شهيدان من الأطفال جراء قصف طائرات الاحتلال خيام النازحين، في استمرار مباشر لاستهداف العائلات الفلسطينية النازحة. كما استشهد فلسطينيان آخران في قصف استهدف خيمة نازحين في شارع 10 جنوبي مدينة غزة.
وفي مدينة غزة، شنّ الاحتلال غارة جوية على شرق المدينة، تبعها قصف لمنزل في شارع أحمد ياسين شمال غرب المدينة، حيث اندلعت النيران في المكان، وتم انتشال عدد من الشهداء بأدوات بسيطة من تحت الأنقاض، فيما أكدت الخدمات الطبية وقوع شهداء وإصابات جراء قصف شقة سكنية في عمارة أبو الحصين في الشارع ذاته. كما أسفر قصف آخر على منزل في نفس الشارع عن استشهاد 4 فلسطينيين وإصابة آخرين.
الطائرات المسيرة التابعة للاحتلال استهدفت أيضاً محيط دوار النابلسي غرب مدينة غزة، بينما شنت الطائرات الحربية غارات جديدة على خيام النازحين في منطقة المواصي غربي خان يونس، وسط استمرار عمليات الاستهداف المباشر لمراكز تجمع المدنيين والنازحين.
وفي مجزرة جديدة تُضاف إلى سجل جرائم الاحتلال، ارتُكبت مذبحة مروعة في منطقة "السودانية" شمال قطاع غزة، أسفرت عن استشهاد 51 فلسطينيًا وإصابة 648 آخرين خلال ثلاث ساعات فقط، بينما كانوا يحاولون الوصول إلى مساعدات غذائية وصلت عبر شاحنات من منطقة زيكيم. استُهدف هؤلاء بشكل مباشر من قبل جيش الاحتلال، في وقت تعاني فيه غزة من مجاعة كارثية بفعل الحصار المتواصل.
ورغم دخول 112 شاحنة مساعدات إلى قطاع غزة، إلا أن معظمها تعرض للنهب بسبب الفوضى الأمنية التي يعمّقها الاحتلال عمدًا ضمن سياسة "هندسة الفوضى والتجويع"، في محاولة منه لحرمان الفلسطينيين من حقهم في المساعدات وخلق بيئة غير آمنة لتوزيعها.
وأكد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن هذه الجريمة الدموية وغيرها من الجرائم المتكررة تمثل استخدامًا متعمدًا للجوع كسلاح حرب ضد المدنيين، في انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني، مطالبًا بفتح المعابر فورًا، وكسر الحصار، وتأمين دخول المساعدات وخاصة حليب الأطفال، تحت إشراف أممي كامل، ومحاسبة مجرمي الحرب من قادة الاحتلال.
وشدد المكتب على أن القطاع بحاجة يوميًا إلى ما لا يقل عن 600 شاحنة مساعدات ووقود لتلبية الحد الأدنى من الاحتياجات الإنسانية، وهي متطلبات لا تزال بعيدة عن التحقق في ظل الحصار والعدوان المستمر.
للمزيد من التفاصيل: إضغط هنا