
غزة - قدس الإخبارية: قال المتحدث باسم الدفاع المدني في قطاع غزة، محمود بصل، إن المنظومة الطبية في القطاع لم تعد قادرة على استيعاب الأعداد الكبيرة من المصابين والمرضى الذين يتوافدون يوميًا إلى المستشفيات نتيجة استمرار العدوان الإسرائيلي والحصار الخانق المفروض منذ عدة شهور، محذرًا من انهيار وشيك للقطاع الصحي وسط ظروف إنسانية كارثية.
وتزامنت تصريحات بصل مع يوم دامٍ جديد شهدته مستشفيات غزة اليوم الأربعاء، حيث استقبلت 138 شهيدًا - بينهم 3 تم انتشالهم من تحت الأنقاض - إضافة إلى 771 إصابة خلال 24 ساعة فقط، وسط نقص حاد في الإمدادات الطبية وارتفاع ملحوظ في أعداد الحالات الحرجة، وفقًا لبيانات وزارة الصحة في غزة.
وأوضح بصل أن فرق الدفاع المدني تواجه ضغوطًا هائلة بفعل تصاعد الهجمات الإسرائيلية واستهداف الأحياء السكنية المكتظة، مشيرًا إلى قصف عنيف طال بناية مأهولة في حي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة، أدى إلى ارتقاء 4 شهداء وإصابة أكثر من 30 آخرين، رغم تحذير جيش الاحتلال لسكان البناية من مغادرتها. وأكد أن مدى الانفجار الناتج عن القصف تجاوز 600 متر، ما تسبب بسقوط شهداء من أماكن بعيدة عن نقطة الاستهداف.
ووثّق المتحدث وجود طفل استُشهد نتيجة هذا القصف رغم ابتعاده قرابة 600 متر عن الموقع، لافتًا إلى أن الطفل كان يعاني من سوء تغذية حاد، في إشارة إلى الظروف المعيشية المأساوية التي تحاصر الفلسطينيين في غزة. وقال بصل إن ما يجري في حي الزيتون هو "سياسة ممنهجة للقتل الجماعي والاستهداف الكثيف للمدنيين".
ويأتي هذا التصعيد العسكري في ظل حصار خانق يفرضه الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة منذ مارس/آذار الماضي، يمنع خلاله دخول المساعدات الإنسانية والغذائية والطبية إلا بكميات ضئيلة، ما فاقم كارثة الجوع ونقص الاحتياجات الأساسية لنحو مليوني فلسطيني يعيشون في القطاع.
وأكد بصل أن المشفى الرئيسي في المنطقة ممتلئ بالكامل بالمصابين، في حين تعمل الطواقم الطبية تحت ضغط هائل ووسط نقص في الأدوية والمستلزمات، داعيًا المجتمع الدولي وأحرار العالم إلى التحرك الفوري لإنهاء معاناة الفلسطينيين في غزة، ووقف الانتهاكات المتواصلة بحق المدنيين.
وبحسب وزارة الصحة في غزة، فإن حصيلة العدوان الإسرائيلي المستمر على القطاع منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 تجاوزت 61 ألف شهيد، وأكثر من 151 ألف جريح، فضلًا عن آلاف المفقودين والعالقين تحت الأنقاض.
في السياق ذاته، تفاقمت معدلات الجوع في القطاع بشكل غير مسبوق، حيث حذرت وكالات الأمم المتحدة من "كارثة مجاعة" تتهدد شمال غزة ومناطق النزوح. وقد سجلت وفاة 193 فلسطينيًا بسبب الجوع وسوء التغذية، بينهم 96 طفلًا، في ظل غياب الغذاء والماء والرعاية الطبية، ما يعكس حجم الكارثة الإنسانية المتصاعدة يومًا بعد يوم.
للمزيد من التفاصيل: إضغط هنا