Skip to main content

في ذكرى هبة النفق.. لماذا حدثت وكيف تمر ذكراها على المسجد الأقصى؟

25 أيلول 2024
https://qudsn.co/WhatsApp Image 2024-09-25 at 4.06.19 PM

خاص - شبكة قدس الإخبارية: في مثل هذا اليوم من العام 1996، أقدمت حكومة الاحتلال على افتتاح بوابة نفق أسفل المسجد الأقصى المبارك وبيوت البلدة القديمة في مدينة القدس المحتلة، بلغ طول النفق 450 متراً، وما أن أُعلن عن افتتاح النفق حتى دارت مواجهات عنيفة في البلدة القديمة بالقدس المحتلة وامتدت لتشمل كافة أرجاء فلسطين المحتلة.

انطلقت المواجهات في كافة المحافظات وبمشاركة واسعة من أطياف الشعب الفلسطيني، سرعان ما تطورت إلى اشتباكات مسلحة في نقاط التماس بقطاع غزة ومدينة نابلس، فيما بلغت ذروة المواجهات في محافظات القدس ورام الله ونابلس وغزة.

 

مجريات المواجهة

تركز ثقل المواجهة في القدس المحتلة والخليل، فيما كانت الاشتباكات المسلحة الأعنف قد شهدها قطاع غزة في كافة نقاط التماس بين مقاومين وعناصر الأمن الوطني من جهة وجيش الاحتلال من جهة، أما مدينة نابلس فكان حجم الاشتباكات على غرار قطاع غزة.

وشرق المدينة دارات اشتباكات عنيفة بعد تحصن جيش الاحتلال في مقام يوسف وتحويله لثكنة عسكرية، لتدور الاشتباكات في محيطه، نتج عنها استشهاد فلسطينيين اثنين برصاص الاحتلال، فيما تمكن مقاومون من قتل 6 جنود من جيش الاحتلال، ثم انسحاب جيش الاحتلال من المقام.

وخلال المواجهات ارتقى 63 شهيداً في مختلف المناطق الفلسطينية فيما سُجلت أكثر من 1600 إصابة برصاص الاحتلال خلال 3 أيام متواصلة من المواجهات.

وكان الاحتلال فشل مرتين في فتح النفق، الذي يرمي إلى تحقيق عدة مكاسب سياسية وأمنية واستيطانية، أبرزها: توسيع حائط البراق، وتهديد الأحياء العربية الاسلامية المحيطة به، كما حدث لحي باب المغاربة في عام 1967، الذي هدمه الاحتلال لتوسعة استيطانه في محيط المسجد الأقصى الأقصى، وقلب البلدة القديمة.

وسبق حادثة افتتاح النفق محاولتين الأولى عام 1986 قر باب الغوانمة، والثانية عام 1994، قرب المدرسة العمرية وهو نفس المدخل الحالي، إلا أن المرة الثالثة جاءت ضمن مخططات حكومة الليكود المتطرفة في برنامجها الانتخابي عام 1996، كما أنها جاءت عشية الاحتفال "بعيد الغفران"، وكأن هذه العملية جاءت كهدية للمستوطنين.

 

استمرار التهويد

السنوات الماضية عملت سلطات الاحتلال على تهويد المسجد الأقصى المبارك والبلدة القديمة في القدس من خلال عدة سياسات أبرزها تكثيف سياسة إبعاد المرابطين واعتقالهم والتضييق عليهم، وتكريس الساحة الشرقية للأقصى للمستوطنين المقتحمين باعتبارها "كنيساً غير معلن"، وباتوا يؤدون كل طقوسهم فيها بحرية بينما يُمنع المرابطون وحراس المسجد الأقصى من مجرد الاقتراب منهم بمسافة تسمح بالتصوير، وهو ما يكرس التقسيم المكاني ولو مؤقتاً، والجديد في الاقتحامات الأخيرة أن هذه الطقوس كلها نقلت إلى الساحة الغربية للمسجد الأقصى مقابل قبة الصخرة لتؤدى هذه الطقوس الجماعية العلنية لأول مرة هناك بهذا الشكل، في محاولة لإضافة مساحة جديدة باعتبارها "كنيساً غير معلن".

وعملت الصهيونية الدينية ومعها جزء كبير من اليمين القومي الصهيوني على الإحلال الديني التام لليهود في المسجد الأقصى المبارك، إضافة لتطلعاتها إلى إزالته من الوجود وتأسيس الهيكل المزعوم في مكانه وعلى كامل مساحته، وقد تبنت في سبيل تحقيق ذلك ثلاثة خطط مرحلية هي التقسيم الزماني والتقسيم المكاني والتأسيس المعنوي للهيكل من خلال فرض الطقوس التوراتية في المسجد الأقصى المبارك والتي لا زالت تتصاعد حتى يومنا هذا.

 

 

 

 

للمزيد من التفاصيل: إضغط هنا