Skip to main content

"بيت العبيد" بالسنغال ذاكرة حيّة لتجارة الرقيق عبر الأطلسي

25 آب 2025

"بيت العبيد" بالسنغال ذاكرة حيّة لتجارة الرقيق عبر الأطلسي

مدة الفيديو 03 دقيقة 29 ثانية play-arrow03:2925/8/2025-|آخر تحديث: 22:58 (توقيت مكة)

لا يزال "بيت العبيد" في جزيرة غوريه السنغالية يقف شاهدًا حيًّا على واحد من أحلك فصول التاريخ الإنساني، إذ كان مركزًا لتجميع الأفارقة وتسفيرهم قسرًا عبر الأطلسي نحو العبودية في العالم الجديد.

وقد لعب الجزيرة الواقعة قبالة العاصمة دكار، منذ القرن الـ15 وحتى الـ19، دورًا محوريًا في تجارة الرقيق عبر المحيط الأطلسي، إذ جرى اقتياد ملايين الأفارقة منها إلى القارة الأميركية. واليوم تُعد الجزيرة المذكورة رمزًا عالميًا لهذه المأساة الإنسانية.

اقرأ أيضا

list of 2 items
list 1 of 2
list 2 of 2
end of list

غوري.. تلك الكف السمراء التي مدتها الطبيعة بين ضفاف الموج الخضراء، قبل أن تسقيها أمواج الدموع، وتتعالى على الظهور السمراء لعابريها من شيوخ وصبية ونساء سياط النخاسين البيض الذين أقاموا أركان اقتصاديات غربية، وثروات شعوب وأفراد مؤسسات على قوائم من جوع ودموع العبيد الأفارقة الذين عبر جزء كبير منهم على الأمواج المصاقبة لغوري، وانطلقت بهم السفن تمخر عباب الغيب، قبل أن ترميهم في آخر مثوى للألم، وأبعد نقطة من محل الميلاد، كما وثق تقرير موفد الجزيرة نت أمين حبلا.

وقد صنفت اليونسكو هذه الجزيرة ضمن التراث العلمي منذ عام 1978، ومنذ عقود أصبحت جزءا أساسيا من موارد السياحة في السنغال، حيث يفد إليها يوميا مئات السياح، وتنتعش فيها حركة اقتصادية متواصلة يستفيد منها اقتصاد البلد، وسكان القرية (الجزيرة) الذين لا يتجاوز عددهم 1200 نسمة، يعيشون على ما تدره ذكريات الدموع وآثار طريق الرقيق من مال وفير، وما يروي ظمأ السياح من قصص ومعلومات مؤلمة عن الملايين العابرة للأمواج تحت رحمة سياط الرجل الأبيض.

من أزقة جزيرة غوري (الجزيرة)

ساحة صراع أوروبي

وقد نفض البرتغاليون أثوابهم على شاطئ غوري سنة 1444 ميلادية، ليغرسوا بذلك أول مخالب النخاسة الأوروبية في هذه الجزيرة الوادعة، ولم تكتمل 6 سنوات على نزولهم في هذا الصقع البحري، حتى أقاموا بها مركزا تجاريا وكنيسة صدح قداسها سنة 1450، ثم دار زمان البرتغاليين، فاستولى الهولنديون على الجزيرة سنة 1617، قبل أن تدخل الإيالة الفرنسية والبريطانية ثم الفرنسية على التوالي طيلة 4 قرون انتهت بسيطرة كاملة من الفرنسيين منذ عام 1817 ميلادية.

إعلان

ولدور غوري في تجارة الرقيق وكونها المرفأ المباشر الذي لا تفصله عن الولايات المتحدة أكثر من 8 آلاف ميل بحري، فقد كانت ميدان صراع وتنافس، بين القوى الاستعمارية التي تبادلت السيطرة عليها 17 مرة.

وقد كان الفرنسيون الأكثر حظا حيث امتدت سيطرتهم عليها لأكثر من قرنين من الزمن، وقد كانت فترة سيطرة الغربيين على الجزيرة حافلة بالرحلات المؤلمة التي نقلت الملوك والسوقة والعلماء والأطفال والمحاربين في السلاسل، يسمسرون كما تسمسر البهائم.

وتبدو المفارقة المؤلمة في كون القرون الدامية السوداء من عمر جزيرة غوري كانت في عمق عصر الأنوار الأوروبي وسير العقل الغربي الحثيث نحو الديمقراطية وحقوق الإنسان، الذي يتضاءل معناه وحريته ما لم يكن أوروبيا، مستوطنا أو غازيا أو نخاسا يجوب الآفاق.

الحقوقي السنغالي عليون تيون (الجزيرة)

ويعتقد الحقوقي السنغالي عليون تيون -في حديث له مع الجزيرة نت- أن غوري قصة الانقلاب الحضاري الأكثر بشاعة في التاريخ، حيث استوت على جودي الإرهاب سفن الأوروبيين لتنقل إلى المزارع والحقول والمناجم والمصانع الغربية، وليقيم على الظهور الأفريقية نهضته الصناعية.

وينظر تيون إلى الفترة باعتبارها الفترة التي وصلنا فيها إلى القاع في التعامل مع الإنسان الأفريقي وكرامته، حين كان هناك من لا ينظر إليه كبشر. وتلك هي طبيعة الاستعمار، لأن الاستعمار -وفق قوله هو دائما هيمنة، وتغيير للهويات، للأسماء، للغة، للثقافة، وبالتالي فإنه مثل العبودية يعتبر جريمة ضد الإنسانية.

المصدر: الجزيرة + الأناضول

للمزيد من التفاصيل: إضغط هنا