4 سرطانات يمكن كشفها مبكرا.. تعرف عليها

منح التقدم الكبير الذي حدث في علاج السرطان الشفاء للكثير من المرضى، ولكن هذا لا يغير حقيقة أن الإصابة بالسرطان تشكل عبئا يثقل كاهل المرضى وذويهم، وتمتد آثاره النفسية والمادية لتطال الكبار والصغار ممن سرق السرطان منهم أحبتهم.
لكن اكتشاف السرطان ليس النهاية، بل قد يكون البداية التي تنقذ المريض وأحباءه من وحش مختبئ داخل جسمه، كلما منحه الوقت سلبه العافية.
ويمكّن الكشف المبكر عن السرطان الأطباء من اكتشاف الورم وهو صغير ومحصور في مكانه قبل أن تظهر اي أعراض يمكن ملاحظتها، مما يجعل خيارات العلاج أسهل وأكثر فعالية، حيث يعالج المرضى في بعض الحالات بعملية جراحية بسيطة أو باستخدام علاج موجه لفترة قصيرة المدة دون اللجوء إلى علاجات أكثر تعقيدا.
فما هو الكشف المبكر عن السرطان؟ وما أهميته؟ ومن يجب أن نخضع له؟ ومتى؟ في هذا التقرير نجيب عن هذه الاسئلة وغيرها.
كيف نكتشف السرطان مبكرا؟
يعتمد الكشف المبكر عن السرطان على إستراتيجيتين رئيسيتين هما التشخيص المبكر والفحوصات الدورية.
ويمكن الوصول إلى تشخيص مبكر للسرطان إذا منح المريض جسمه وقتا وذهب لمراجعة الطبيب بشأن الأعراض التي تلازمه دون أن يلقي لها بالا، مثل ظهور كتلة غريبة، خاصة إذا كانت صلبة وتكبر مع الوقت وإن لم تكن مؤلمة، أو حدوث نزيف دون سبب واضح، كملاحظة وجود دم في البول أو دم مع البراز أو نزيف لدى النساء بعد انقطاع الطمث.
وتعتبر التغيرات التي تستمر دون سبب واضح لفترة طويلة أحيانا مؤشرا خطيرا يستدعي مراجعة الطبيب، وقد تكون هذه المؤشرات صعوبة مستمرة في البلع، أو الإصابة بالإسهال أو الإمساك دون سبب معروف ولمدة طويلة، أو حدوث تغيرات في شكل الجلد أو تغير في حجم الشامة أو لونها أو شكلها، ومثل ذلك فقدان الوزن بسرعة دون حمية أو نشاط بدني زائد، هذا التغير الجيد في ظاهره قد لا يكون في الحقيقة كذلك.
إعلانوتشكل الفحوصات الدورية حجر الزاوية في الكشف المبكر عن السرطان، وتكون بإجراء فحوصات للأشخاص الأصحاء الذين لا يشعرون بأي أعراض على الإطلاق بشكل منتظم بهدف الكشف عن أي تغيرات غير طبيعية في مراحلها الأولى.
ما السرطانات التي يمكن الكشف عنها مبكرا؟
يمكن الكشف عن العديد من السرطانات الشائعة مبكرا، مما يزيد فرص الشفاء منها بشكل كبير، وإليك أهمها وطريقة الكشف عنها:
1- سرطان الثدي
أصبح اكتشاف سرطان الثدي مبكرا أسهل بفضل تصوير الثدي بالأشعة (الماموغرام)، ويقلل هذا الفحص خطر الوفاة بسرطان الثدي بنسبة تصل إلى 40%، مما يجعله مهما جدا وذلك لأنه قادر على كشف الورم في مراحله الأولى حين يكون صغيرا إلى درجة لا تستطيع السيدة الشعور به أو اكتشافه بنفسها.
وتوصي الجمعية الأميركية للسرطان النساء بين عمر 40 و44 بالبدء بإجراء تصوير الثدي بالأشعة مرة واحدة كل سنة، أما النساء من عمر 45 إلى 54 سنة فيجب أن يقمن بتصوير الثدي بالأشعة سنويا.
ويمكن للنساء بعمر 55 سنة فما فوق التحول إلى إجراء الماموغرام كل سنتين، أو الاستمرار في إجرائه سنويا، ويجب الاستمرار في الفحص طالما أن المرأة تتمتع بصحة جيدة، ومن المتوقع أن تعيش 10 سنوات أخرى على الأقل.
ويساعد الكشف المبكر عن سرطان الثدي على البدء بالعلاج في الوقت المناسب، مما يزيد بشكل كبير فرص الشفاء ويتيح خيارات علاجية أسهل وأقل تعقيدا.
2- سرطان عنق الرحم
سرطان عنق الرحم هو ورم خبيث يبدأ في عنق الرحم، وهو المنطقة السفلية من الرحم، ويعد عالميا ثالث أكثر السرطانات شيوعا بين النساء، وتعد الإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري السبب الرئيسي للمرض.
وتشير منظمة الصحة العالمية إلى أنه يجب فحص النساء للكشف عن سرطان عنق الرحم كل 5–10 سنوات ابتداء من عمر 30 سنة، أما النساء المصابات بفيروس نقص المناعة البشرية (Human immunodeficiency virus) فيجب فحصهن كل 3 سنوات ابتداء من عمر 25 سنة.
وتوصي المنظمة بإجراء فحص مرتين على الأقل خلال الحياة باستخدام اختبار فيروس الورم الحليمي البشري (Human papillomavirus) عالي الدقة، الأول عند عمر 35 سنة والثاني عند عمر 45 سنة.
3- سرطان القولون
ينبغي على معظم الأشخاص البدء بفحص سرطان القولون والمستقيم بعد بلوغهم سن 45 عاما بفترة وجيزة وفقا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة، ثم الاستمرار في إجراء الفحص بانتظام.
وقد يحتاج بعض الأشخاص إلى إجراء الفحص قبل سن 45 إذا كانوا يعانون من أمراض الأمعاء الالتهابية مثل داء كرون أو التهاب القولون التقرحي، أو كان لديهم تاريخ شخصي أو عائلي للإصابة بسرطان القولون والمستقيم أو سلائل القولون والمستقيم.
ويمكن الكشف مبكرا عن سرطان القولون والمستقيم من خلال إجراء فحص للبراز أو من خلال التنظير، ولا تقتصر أهمية التنظير على الكشف المبكر فقط، بل يمكنها منع حدوث السرطان أيضا، فخلال عملية التنظير يستطيع الطبيب اكتشاف وإزالة زوائد لحمية صغيرة تسمى سلائل قد تتحول إلى سرطان في المستقبل، مما يجعل هذا الفحص استثمارا وقائيا ذا قيمة عالية على المدى الطويل.
إعلان4- سرطان الرئة
لا تظهر أعراض سرطان الرئة عادة إلا بعد وصول المرض إلى مرحلة متقدمة، وحتى عندما يسبب سرطان الرئة أعراضا قد يخلط الكثيرون بينها وبين مشاكل أخرى، مثل العدوى أو الآثار طويلة المدى للتدخين، وهذا قد يؤخر التشخيص.
وأصبح اكتشاف سرطان الرئة مبكرا متاحا الآن من خلال فحص خاص بالأشعة المقطعية، ويوصى بهذا الفحص المدخنون الشرهون بشكل خاص، وهم الذين يدخنون علبة سجائر يوميا لمدة 20 عاما أو أكثر، والذين تتراوح أعمارهم بين 50 و80 سنة.
وينصح الأطباء بإجراء هذا الفحص مرة كل سنة للمدخنين ضمن هذه فئة العمرية، حيث يساهم في خفض خطر الوفاة بسرطان الرئة بنسبة تصل إلى 20%، وذلك لأنه يكشف الأورام في مرحلة مبكرة جدا يمكن فيها علاجها بفعالية كبيرة، في حين تبقى أفضل وسيلة للوقاية من سرطان الرئة هي الإقلاع عن التدخين بشكل تام.
ويجب على المريض أن يتذكر دائما أن الفحص هو مجرد أداة للمساعدة، وليس تشخيصا نهائيا، فإذا أظهرت النتيجة شيئا غير طبيعي فهذا يعني أن المريض بحاجة إلى المزيد من الفحوصات التأكيدية، والتي تجب مناقشتها مع الطبيب لاختيار الفحوصات المناسبة لعمره وحالته وتاريخ عائلته المرضي.