فيديو جديد يكشف تفاصيل الضربات الإسرائيلية على مجمع ناصر الطبي

كشف مقطع فيديو جديد حصلت عليه شبكة "سي إن إن" الأميركية أن الضربة الإسرائيلية الثانية على مجمع ناصر الطبي في مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة الاثنين الماضي، كانت في الواقع ضربتين متقاربتين، ويبدو أن الضربتين الثانية والثالثة تسببتا في معظم الوفيات.
وأوضح تحليل إطار تلو الآخر لمقطع فيديو آخر حصلت عليه سي إن إن لنفس اللحظة أن قذيفتين أخريين أُطلقتا على المستشفى. أصابت إحدى القذيفتين الدرج حيث تجمع المسعفون؛ وبعد جزء من الثانية، انفجرت قذيفة أخرى في نفس المكان تقريبا.
ومن المرجح أن القذيفتين اللتين شوهدتا في الفيديو الجديد، واللتين أطلقتا في وقت متقارب، هما صاروخان من مدفع دبابات "متعددة الأغراض"، مثل طراز "إم 339" (M339) الإسرائيلي، وفقا لتحليل أجراه خبير الأسلحة ومدير شركة خدمات أبحاث التسلح "إن آر جنزن جونز".
وقال جنزن جونز إن الأضرار التي شوهدت بعد الضربات تتوافق مع هذا النوع من الذخيرة، مع وجود أدلة واضحة على أضرار الانفجار والتشظي.
وأضاف خبير الأسلحة أن تأثير قذيفتين في نفس اللحظة يشير تقريبا إلى أن دبابتين ربما أطلقتا النار على الهدف في وقت واحد. ومن الصعب استنتاج الكثير من ذلك، لكنه يشير إلى هجوم منسق بعناية أكبر، بدلا من قيام دبابة واحدة بإطلاق النار على هدف. المدافع الحديثة للدبابات، المدعومة بأجهزة الاستشعار وأنظمة الدبابات الحديثة، دقيقة للغاية.
وفي مقطع فيديو مروع تم تصويره بعد الضربتين الثانية والثالثة، يمكن رؤية العديد من الجثث على الدرج في الطابق العلوي والطابق السفلي. وبعد نقل الضحايا إلى داخل المستشفى، تظهر الصور التي التقطها أحد موظفي وزارة الصحة في غزة بقع دم على عدة طوابق من الدرج.
ضربة مزدوجة
وقع الهجوم على المستشفى بعد الساعة العاشرة صباحا بقليل بالتوقيت المحلي الاثنين الماضي، عندما أصاب قذيفة دبابة على ما يبدو شرفة في مستشفى ناصر بخان يونس، ما أسفر عن استشهاد مصوّر لوكالة رويترز وآخرين.
إعلانوبعد 9 دقائق، وبينما كان فريق من عمال الإنقاذ وصحفيين آخرين يقدّمون المساعدة للضحايا، استهدفوا مجددا مع إطلاق الجيش الإسرائيلي النار على المستشفى، وهو تكتيك يُعرف باسم "الضربة المزدوجة".
أصابت الضربة الأولى الدرج الخارجي لمستشفى ناصر، حيث كان مصور رويترز حسام المصري يصور، وذلك في حوالي الساعة 10:08 صباحا بالتوقيت المحلي في غزة (3:08 صباحا بتوقيت شرق الولايات المتحدة). واستشهد المصري وتوقف بث كاميرته.
مرت حوالي 9 دقائق بين الضربة الأولى والضربتين التاليتين، وخلالها هرع المسعفون وأفراد الدفاع المدني والصحفيون إلى الطابق الرابع لإنقاذ الضحايا الأوائل وتوثيق الهجوم.
كان حاتم عمر، وهو متعاقد آخر مع رويترز، يصور جهود الإنقاذ من أعلى، وفي الوقت نفسه، كانت قناة الغد التلفزيونية تبث من الأرض أسفل المستشفى مقطع فيديو مباشرا لطواقم الإسعاف على الدرج.
وبعد لحظات، في الساعة 10:17 صباحا بالتوقيت المحلي (3:17 صباحا بتوقيت شرق الولايات المتحدة)، وقعت الضربتان الثانية والثالثة.
وقال عمر، الذي أصيب بجروح، لـ"سي إن إن" من على سريره في المستشفى الاثنين الماضي: كان الصحفيون والمرضى والممرضات والدفاع المدني على الدرج. لقد استُهدفنا بشكل مباشر.
وواجهت إسرائيل إدانة عالمية بسبب الضربات المتتالية التي شنتها هذا الأسبوع على أكبر مستشفى في جنوب غزة، والتي أسفرت عن استشهاد ما لا يقل عن 22 شخصا، بينهم عاملون في مجال الصحة وفرق الطوارئ و5 صحفيين.
ويعد استهداف عمّال الإنقاذ والصحفيين وغيرهم من المدنيين عمدا انتهاكا للقانون الإنساني الدولي وجريمة حرب.
والاثنين الماضي، أقرّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن الحادث كان "خطأ مأساويا".
الصحفيون الخمسة الذين استشهدوا هم: محمد سلامة، مصور قناة الجزيرة في غزة والصحفي المتعاقد مع رويترز حسام المصري، والصحفية المستقلة مريم أبو دقة، والصحفي معاذ أبو طه، والصحفي المستقل أحمد أبو عزيز.