أستاذ إعلام: 10 أسباب تبرر لي الحصول على الأخبار بشكل ورقي

ثمة أناس لا يزالون يتمسكون بعاداتهم القديمة في الحصول على الأخبار، ويفضلون الوسائط القديمة حتى بعد طغيان الوسائط الرقمية، ومن هؤلاء البروفيسور روي بيتر كلارك الذي يدرّس مساقات الكتابة في معهد بوينتر لطلاب من جميع الأعمار منذ عام 1979، وقد عمل في المعهد كأول عضو هيئة تدريس بدوام كامل.
ويفتتح كلارك مقالا كتبه في موقع بوينتر للإعلام بالقول: لست خبيرا في اقتصاديات الأخبار، لكنني أعرف وأنا في سن السابعة والسبعين، ما أريد، وأنا لست الوحيد، أعطوني نسخة مطبوعة واحدة على الأقل في الأسبوع.
ويشير في مقاله إلى إعلان صحيفة أتلانتا جورنال-كونستيتيوشن، وهي صحيفة أميركية عريقة لها تاريخ مهم في مجال إلغاء التمييز العنصري في جنوب الولايات المتحدة، الأسبوع الماضي أن عام 2025 سيكون آخر عام يتم فيه توزيع الصحيفة في شكل ورقي.
ويشير كذلك إلى صحيفة "تامبا باي تايمز" التي يملكها معهد بوينتر، والتي أصبحت تصدر مرتين في الأسبوع (الأربعاء والأحد)، مع تقليص أو حذف أقسام مهمة منها.
ويضيف كلارك: أنا لست خبيرا في اقتصاديات الأخبار، ولكن لا داعي لأن تكون خبيرا في الأرصاد الجوية لتعرف في أي اتجاه تهب الرياح. ويوضح أن صناعة الأخبار لا تزال تواجه مشكلتين مستعصيتين: تآكل نموذجها التجاري، الذي يعتمد على الإعلانات المطبوعة؛ والمحاولات العديدة من قِبل بعض السياسيين لتقويض مصداقيتها.
ويؤكد أنه ومع تزايد عدد الأشخاص، وخاصة الشباب، الذين يتعاملون مع العالم من خلال هواتفهم، تختفي الصحف كأشياء مادية، إلى جانب العديد من الصحفيين الذين أنشؤوها. ويشير الكاتب إلى نشأته في نيويورك ولونغ آيلاند، حيث كان متجر البقالة المحلي، المسمى يبيع ربما عشرات الصحف الورقية.
بصفتي كاتبا - وقد يكون هذا أنانيا-، هناك شعور خاص بالإنجاز يأتي من رؤية اسمي مطبوعا، في الصحيفة أو المجلة بدلا من موقعها الإلكتروني فقط
بواسطة البروفيسور روي بيتر كلارك
ويتذكر تجربة عائلته في قراءة الصحيفة الورقية المفضلة لهم بالقول: لن أستغرق في الحنين إلى الماضي، سوى لتذكر طقوس صباح الأحد، بعد القداس، حيث كنا نجتمع حول طاولة المطبخ، ونقسم الخبز والكعك ونقتسم كذلك صفحات صحيفة ديلي نيوز (Daily News). كنت أفضل قسم الرياضة الذي يتناول إنجازات ميكي مانتل، والمجلة الملونة وبالطبع الصفحات المضحكة.
الوصايا العشر:
ورغم تأكيد الكاتب على أنه "آخر شخص يمكنه أن ينصح ناشرا بكيفية إنشاء الأخبار وبيعها، وأعلم أن التخلص من النموذج التقليدي يوفر تكاليف الورق والطباعة والنقل"، فإنه يقدم 10 وصايا يمكن من خلالها أن تساعد المؤسسات الصحفية في طباعة نسخة ورقية مرة واحدة على الأقل في الأسبوع، إما يوم السبت أو الأحد.
إعلان1/ لا يزال هناك مال في جيوب كبار السن، الذين يستمتعون بلمس الورق يمكن أن يمول هذه النسخ وكذلك تكلفة الابتكارات الرقمية.
2/ لا يزال هناك معلنون -على الصعيد الوطني والمحلي- يرغبون في جذب هذه الفئة السكانية من كبار السن.
3/ نحن كبار السن -الذين أنشأنا عائلات وبنينا منازل- لدينا مصلحة في مجتمع جغرافي يفتقر إليه القراء المحتملون الأصغر سنا.
4/ الصحيفة تخلق إحساسا بالانتماء للمجتمع عندما تمسك بها، حتى لو كان ذلك بين الحين والآخر في مقهى أو عيادة طبيب.
5/ قد تستخدم هاتفك في الكثير من الأمور ومنها الحصول على الأخبار، ومع ذلك، هناك بالفعل استخدامات إضافية للصحيفة: تغليف الطرود، وحشو الصفحات المجعدة في الأحذية الرياضية المبللة، وتبطين قفص الطيور.
6/ يمكنك قص قصاصات الصحف والصور ووضعها على باب ثلاجتك، لكنك لا تفعل ذلك بالأخبار الواردة عبر الهاتف.
7/ يمكنك أن تمارس الكثير من الأشياء بالصحيفة: حل الألغاز وتصفح الإعلانات بحثا عن العروض.
8/ حمل صحيفة، على حد تعبير الباحث الإعلامي جاي روزن، يشبه حمل دليل يشير إلى عضويتك في مجتمع جغرافي معين.
9/ قراءة الصحف لا تقتصر على نقل المعلومات، بل لها أيضا طابع طقسي، فهي طريقة لجمع الناس معا للاحتفال عندما يفوز فريقك المحلي ببطولة، أو الحزن بعد حادث إطلاق نار جماعي، أو التكاتف لمساعدة الجيران.
10/ إن امتلاك صحيفة الأحد سيساعدنا على تذكر الأشياء التي نعتز بها مثل الطرق التقليدية في القيام بالأمور، والتي يصعب علينا التخلي عنها دون سبب وجيه.
ويختتم كلارك مقالته بالقول: بصفتي كاتبا -وقد يكون هذا أنانيا- هناك شعور خاص بالإنجاز يأتي من رؤية اسمي مطبوعا، في الصحيفة أو المجلة بدلا من موقعها الإلكتروني فقط، أو على غلاف كتاب بدلا من نسخته الرقمية فقط.