على طريقة أفلام الأكشن.. إحباط محاولة هروب مثيرة من سجن بألمانيا

شهدت إحدى الولايات الألمانية الهادئة حالة استنفار أمني لافتة، بعدما أقدم سجين على محاولة هروب جريئة انتهت سريعًا بإصابته بجروح طفيفة وإعادة اعتقاله من قبل الشرطة.
وبحسب ما أعلنت السلطات، فقد وقعت الحادثة في أحد سجون ولاية سكسونيا السفلى، حيث استغل السجين، البالغ من العمر 28 عامًا، فترة التنقل الداخلي بين عنابر السجن محاولًا الإفلات من أعين الحراس. إلا أن محاولته لم تدم طويلًا، إذ أُحبطت سريعًا قبل أن ينجح في الابتعاد لمسافة كبيرة.
وأوضحت إدارة السجون أن السجين كان يقضي عقوبة طويلة بعد إدانته بجرائم مرتبطة بالعنف المسلح وعمليات سطو.
خطة محفوفة بالمخاطر
أظهرت التحقيقات الأولية أن السجين الليبي حاول الفرار عبر تسلّق سياج أمني داخل السجن وصولًا إلى البوابة الداخلية، لكنه عجز في البداية عن مواصلة طريقه. وعلى الفور انطلق جرس الإنذار، مما استدعى تدخّل الشرطة وخدمات الطوارئ وقسم الإطفاء.
لم تستغرق المحاولة سوى دقائق معدودة قبل أن تنتهي بالفشل عند الجدار الخارجي. فقد تمكّن عناصر الإطفاء من تخفيف سقوطه باستخدام وسادة إنقاذ، ليُصار بعدها إلى تثبيته على الفور من قِبل موظفي السجن وأفراد الطوارئ.
وقال مدير السجن، مارتن ليندنر، في بيان تلك الليلة: "بعد إحباط محاولة الهروب، خضع السجين لفحص طبي، وتبيّن أنه لم يصب سوى بجروح طفيفة، وهو لا يزال داخل سجن فالدهايم الإصلاحي".
بعد دقائق من التوتر، تم تحرير السجين من الأسلاك، لكنه ما إن حاول استكمال هروبه حتى وجد رجال الشرطة بانتظاره خارج السجن، ليُجبر على الاستسلام.
وأثناء توقيفه، وجه السجين الشتائم بصوت مرتفع لعناصر الشرطة، ثم هوى ليسقط فوق وسادة أمان تابعة لقسم الإطفاء.
وبعد أن تلقى الإسعافات الطبية الأولية، أُعيد مباشرة إلى زنزانته داخل السجن.
استنفار أمني
أدت محاولة الهروب إلى حالة استنفار أمني واسعة في ألمانيا، حيث دفعت سلطات السجون بمراجعة إجراءات الرقابة والتأمين. فقد طوّقت قوة كبيرة من الشرطة محيط السجن من الخارج، كما جرى استدعاء إدارة إطفاء فالدهايم التطوعية إلى جانب فرق الإطفاء المحلية في شونبيرغ، ماساني، راينسدورف، وريتشزنهاين عند الساعة 7:03 مساءً، بمشاركة 45 فردًا من عناصر الطوارئ. كما تم نقل معدات إطفاء وسيارة إسعاف إلى ساحة السجن استعدادًا لأي طارئ.
إعلانمدير السجن، مارتن ليندنر، أكد لموقع "دي إن إن . دي إي" (DNN.de) أن إحباط محاولة الهروب جاء بفضل صرامة الإجراءات الأمنية في سجن فالدهايم الإصلاحي وتفاني الضباط العاملين فيه.
وفي بيان صحفي إضافي صدر بعد ظهر الخميس الماضي، قالت ميكايلا تيبنر، المتحدثة باسم السجن: "بفضل التدابير الوقائية الفورية والدعم السريع من خدمات الطوارئ الأخرى، كانت محاولة الهروب محكومة بالفشل منذ البداية. لذلك لم يكن هناك أي تهديد للجمهور.
يُعد سجن فالدهايم واحدًا من أقدم السجون في ألمانيا، إذ يمتد تاريخه لأكثر من 300 عام. وعلى الرغم من جذوره التاريخية، يُدار اليوم كمنشأة حديثة تركز على العلاج وإعادة التأهيل.
يضم السجن 408 أسرّة، وكان عدد النزلاء حتى يوم الأربعاء الماضي 353 سجينًا. وتشير الإحصاءات إلى أن نسبة النزلاء الأجانب تبلغ 36.7% (حتى 1 يوليو/تموز)، حيث يحتجز داخله رجال من 37 دولة مختلفة.
حوادث مماثلة
في مايو/أيار 2025، شهد سجن غنت في بلجيكا محاولة هروب درامية بعدما حاول سجينان إحداث ثقب في جدار زنزانتهما المشتركة. وأثناء المحاولة، تعرّض أحدهما، وهو في الثلاثينيات من عمره، لسقوط خطير استدعى نقله على الفور إلى المستشفى بحالة حرجة، قبل أن تستقر لاحقًا وفق ما أعلنته النيابة العامة.
أما السجين الآخر، وهو في الخمسينيات من عمره، فلم ينجح في الفرار، إذ تمكنت قوات الأمن من القبض عليه داخل أسوار السجن.
وقالت المتحدثة باسم إدارة السجون، كاثلين فان دي فيجفرن: "خلال محاولة الهروب، تعرض أحد السجينين لسقوط شديد ونُقل إلى المستشفى مصابًا بجروح خطيرة".
وفي أعقاب الحادثة، فرضت إدارة السجن إجراءات مشددة، شملت تفتيشًا أمنيًا شاملًا، وإلغاء الأنشطة الصباحية، ومنع النزلاء من مغادرة زنازينهم إلا في حالات النقل الرسمية إلى المحكمة.
وفي حادثة أشبه بمشاهد أفلام الأكشن، تمكن 10 سجناء، بينهم متهمون بجرائم قتل وعنف، من الهرب من مركز احتجاز أبرشية أورليانز في مدينة نيو أورليانز الأميركية فجر الجمعة الماضي. ولم يُكتشف أمر الفرار إلا خلال التعداد الروتيني للسجناء عند الساعة 8:30 صباحًا، أي بعد مرور أكثر من 7 ساعات على هروبهم.
وبحسب التحقيقات، نجح السجناء في خلع باب زنزانة منزلقة، ثم شقوا طريقهم إلى زنزانة أخرى حيث قاموا بخلع المرحاض، مما كشف عن فتحة تقود إلى ممر خلفي داخل المنشأة. ومن هناك، استخدموا بطانيات لتسلق السياج المحيط بالسجن متجنبين الأسلاك الشائكة، قبل أن يعبروا الطريق السريع المجاور ويختفوا داخل حي سكني قريب.