Skip to main content

لماذا يريد ترامب التخلص من الملياردير جورج سوروس وسجنه؟

16 أيلول 2025

لماذا يريد ترامب التخلص من الملياردير جورج سوروس وسجنه؟

سوروس تعرض لاتهامات من ترامب منها أنه الممول الرئيسي للتطرف في الولايات المتحدة (رويترز)
Published On 16/9/202516/9/2025|آخر تحديث: 19:23 (توقيت مكة)آخر تحديث: 19:23 (توقيت مكة)

حفظ

نشرت صحيفة "فزغلياد" الروسية مقالا لجيفورج ميرزيان، أستاذ العلوم السياسية في الجامعة المالية الروسية، يستعرض فيه الأسباب التي تدفع الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى ملاحقة الملياردير جورج سوروس؛ حيث وصفه بـ"الرجل السيئ" مهددا بزجه في السجن.

ومن المفارقة، وفقا للكاتب، أن البيت الأبيض ذاته كان قد كرّم سوروس قبل أعوام قليلة، حين منحه الرئيس السابق جو بايدن وسام الحرية الرئاسي، وهو أرفع وسام مدني في الولايات المتحدة.

اقرأ أيضا

list of 2 itemsend of list

ويضيف ميرزيان أن ترامب استغل مقتل الناشط اليميني المتطرف تشارلي كيرك، أحد أبرز الوجوه الجمهورية الشابة، لشن هجوم مباشر على ما يسميه "اليسار الراديكالي"، متعهدا بملاحقة "كل من ساهم في هذه الجريمة الوحشية، بما في ذلك المنظمات التي موّلتها أو ساندتها".

رموز التيار التقدمي

بشكل عام، يسعى ترامب إلى استهداف رموز التيار التقدمي -أي اليسار المتشدد المناوئ للقيم التقليدية- وكذلك كبار الممولين للحزب الديمقراطي، الذي يُعد المظلة السياسية لهذا التيار.

وأعلن ترامب صراحة أن هدفه الأساسي هو الملياردير جورج سوروس وابنه أليكس، واصفا إياهما بـ"الراديكاليين"، مؤكّدا أن سوروس "ينبغي أن يُسجن" لأنه -بحسب قوله- الممول الرئيسي للتطرف في الولايات المتحدة.

وتمول مؤسسة سوروس "المجتمع المنفتح" بالفعل برامج في أنحاء مختلفة من العالم، تركز على الدفاع عن حقوق الإنسان، بما في ذلك حقوق الأقليات الجنسية، فضلا عن التدخل في العمليات الانتخابية تحت شعار مكافحة الفساد.

تمويل الحملات الانتخابية

وبحسب صحيفة "إندبندنت" البريطانية، نقلا عن بيانات رسمية، فإن سوروس واللجان السياسية التابعة له يُعدّون من أكبر ممولي الحملات الانتخابية لمرشحي الحزب الديمقراطي. ففي انتخابات التجديد النصفي لعام 2022، كان سوروس أكبر ممول للحزب، حيث قدّم 128.5 مليون دولار.

ويعتقد الكاتب أنه لهذا السبب منح بايدن وسام الحرية الرئاسي قبل مغادرته البيت الأبيض لسوروس. ولم يتوقف الأخير عن تمويل القضايا الليبرالية؛ ففي عام 2025 أنفق مليوني دولار لدعم المرشحة سوزان كروفورد في انتخابات المحكمة العليا بولاية ويسكونسن، كما دعم سياسيين معارضين لترامب.

إعلان

ويؤكد ترامب أن سوروس يقف وراء الاحتجاجات المناهضة لنشر القوات الفدرالية في المدن الأميركية وضد سياسات ترحيل المهاجرين غير الشرعيين.

 

ميرزيان: ترامب يخطط لاستخدام قانون مكافحة الجريمة المنظمة المعروف بقانون ريكو، الذي استُخدم سابقا ضد المافيا وشبكات المراهنات غير القانونية، ضد سوروس

 

قانون ريكو

وأفاد الكاتب بأن ترامب يخطط لاستخدام قانون مكافحة الجريمة المنظمة المعروف بقانون "ريكو"، الذي استُخدم سابقا ضد المافيا وشبكات المراهنات غير القانونية.

الجدير بالذكر أن ترامب نفسه خضع لتحقيقات بموجب هذا القانون على خلفية اتهامات بمحاولته التأثير على نتائج الانتخابات الرئاسية في ولاية جورجيا عام 2020.

من جانبها، نفت هياكل سوروس هذه الاتهامات، وأكدت مؤسسة "المجتمع المنفتح" في بيان لها: "المؤسسة التي أسسها جورج سوروس ويترأسها أليكس سوروس لا تدعم ولا تموّل احتجاجات عنيفة. نحن ندافع عن الحقوق الأساسية المكفولة في الدستور الأميركي، بما في ذلك حرية التعبير والتظاهر السلمي، وهما من ركائز أي ديمقراطية".

وفي المقابل، عبّرت وسائل إعلام ومنظمات حقوقية عن دعمها لسوروس.

ونقلت صحيفة "ذا هيل" عن سفانتي ميريك، رئيس إحدى المنظمات الممولة من سوروس، قوله: "حملة ترامب ضد سوروس تجسيد لحكمه الاستبدادي".

إساءة استخدام السلطة

وأضاف ميريك أن ترامب يسيء استخدام سلطته لتهديد خصومه السياسيين وعلى رأسهم الإعلام المستقل والجامعات ومكاتب المحاماة والمنظمات غير الربحية، وأي مؤسسة يمكن أن تعارض برنامجه المدمر للبلاد.

وكان نشاط سوروس مرحبا به عندما انصبّ على الخارج في أميركا اللاتينية والشرق الأوسط ودول الاتحاد السوفياتي السابق. لكن مع صعود الديمقراطيين في عهد باراك أوباما، بدأ نفوذ سوروس يتجه إلى الداخل الأميركي، مستخدما الأدوات نفسها التي اعتاد على توظيفها في الخارج.

وأفاد الكاتب بأن المشكلة لا تكمن في الخطاب فقط، بل في ترسيخ مناخ من الكراهية يقوّض النظام السياسي الأميركي القائم على التعاون بين الحزبين.

في الختام؛ ينقل الكاتب عن ترامب: "إن الولايات المتحدة تواجه مجموعة يسارية راديكالية من المجانين الذين يلعبون دون قواعد"، معتبرا أن هذه المجموعة تقف عائقا أمام "شفاء أميركا" من الانقسام العميق بين الحزبين.

المصدر: فزغلياد

للمزيد من التفاصيل: إضغط هنا