Skip to main content

دمشق: نعمل مع واشنطن للتوصل إلى تفاهمات أمنية مع إسرائيل

16 أيلول 2025

دمشق: نعمل مع واشنطن للتوصل إلى تفاهمات أمنية مع إسرائيل

أسعد الشيباني (يسار) والمبعوث الأميركي خلال الإعلان عن خطة الحل للسويداء وجنوب سوريا (الفرنسية)
Published On 16/9/202516/9/2025|آخر تحديث: 23:37 (توقيت مكة)آخر تحديث: 23:37 (توقيت مكة)

حفظ

أعلنت الخارجية السورية، اليوم الثلاثاء، أن دمشق تعمل مع واشنطن على التوصل لتفاهمات أمنية مع إسرائيل حول جنوب سوريا، في إطار خريطة طريق اعتمدتها سوريا بدعم من الولايات المتحدة والأردن لحل أزمة محافظة السويداء واستقرار جنوب البلاد.

وقالت الخارجية، في بيان، إن من بين الخطوات التي تنصّ عليها الخريطة هي أن "تعمل الولايات المتحدة، وبالتشاور مع الحكومة السورية، على التوصل لتفاهمات أمنية مع إسرائيل حول الجنوب السوري تعالج الشواغل الأمنية المشروعة لكل من سوريا وإسرائيل، مع التأكيد على سيادة سوريا وسلامة أراضيها".

وأضاف البيان أن الأردن سيدعم هذا الجهد بما في ذلك عبر اجتماعات مشتركة.

وجاء الإعلان خلال مؤتمر صحفي مشترك في دمشق ضم وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني مع نظيره الأردني أيمن الصفدي، والمبعوث الأميركي إلى سوريا توم براك.

يأتي هذا الإعلان الرسمي بينما نقلت وكالة رويترز اليوم عن مصادر مطلعة أن سوريا تسرع المحادثات مع إسرائيل، تحت ضغط أميركي، للتوصل إلى اتفاق أمني تأمل في أن يؤدي إلى استعادة الأراضي التي احتلتها إسرائيل عقب سقوط نظام بشار الأسد في 8 ديسمبر/كانون الأول الماضي، لكن هذا الاتفاق وفق نفس المصادر لن يرقى إلى مستوى معاهدة سلام شاملة.

وقالت 4 مصادر لرويترز إن واشنطن تضغط من أجل إحراز تقدم كافٍ بحلول الوقت الذي يجتمع فيه زعماء العالم في نيويورك في نهاية الشهر لحضور جلسات الجمعية العامة للأمم المتحدة، وهو ما سيتيح للرئيس الأميركي دونالد ترامب الإعلان عن تحقيق انفراجة.

وأضافت المصادر أن التوصل إلى اتفاق متواضع سيكون في حد ذاته إنجازا.

كما تحدثت رويترز أيضا إلى 9 مصادر مطلعة على المحادثات وعلى عمليات إسرائيل في جنوب سوريا. وتضم المصادر مسؤولين عسكريين وسياسيين سوريين ومصدرين من المخابرات ومسؤولا إسرائيليا.

مقترح سوري

وأردفت المصادر بأن المقترح السوري يهدف إلى انسحاب الجيش الإسرائيلي من الأراضي التي احتلها في الأشهر القليلة الماضية، وإعادة المنطقة العازلة المتفق عليها في اتفاقية فض الاشتباك لعام 1974 كما كانت منزوعة السلاح، ووقف ما تقوم به إسرائيل من غارات جوية وتوغلات برية في سوريا.

إعلان

وذكرت المصادر أن المحادثات لم تتناول وضع هضبة الجولان التي احتلتها إسرائيل منذ حرب عام 1967. وقال مصدر سوري مطلع على موقف دمشق إن هذه المسألة ستُترك "للمستقبل".

وبعد التوغل الإسرائيلي داخل المنطقة منزوعة السلاح على مدى شهور، تخلت إسرائيل عن اتفاق عام 1974 في 8 ديسمبر/كانون الأول 2024، وهو اليوم الذي أطاح فيه الثوار بالرئيس المخلوع بشار الأسد. وقصفت إسرائيل مواقع وآليات عسكرية سورية وأصبحت قواتها على مسافة 20 كيلومترا من دمشق.

وأضافت المصادر أن إسرائيل أظهرت خلال المحادثات المغلقة ترددا في التخلي عن هذه المكاسب.

وفي السياق، قال مصدر أمني إسرائيلي "الولايات المتحدة تضغط على سوريا لتسريع عملية التوصل إلى اتفاق أمني. ويعتبر ترامب هذا أمرا شخصيا". لكن المصدر استطرد بالقول إن "إسرائيل لا تقدم الكثير".

مقترح إسرائيلي جديد

وعلى الجانب الإسرائيلي، نقل موقع أكسيوس عن مصدرين مطلعين أن إسرائيل قدمت لسوريا مقترحا تفصيليا لاتفاقية أمنية جديدة يتضمن خريطة للمنطقة المقترحة تمتد من جنوب غرب دمشق حتى الحدود مع إسرائيل.

وذكر تقرير أكسيوس أن المقترح الإسرائيلي يستند إلى اتفاقية السلام التي أبرمتها إسرائيل مع مصر عام 1979.

وقد قسمت تلك الاتفاقية شبه جزيرة سيناء إلى 3 مناطق هي "إيه" و"بي" و"سي"، وحددت ترتيبات أمنية مختلفة ومستويات متفاوتة من نزع السلاح حسب قربها من الحدود الإسرائيلية.

ووفقًا للاقتراح الإسرائيلي سيتم تقسيم المنطقة الواقعة جنوب غرب دمشق إلى 3 مناطق، بحيث يُسمح للسوريين بالاحتفاظ بمستويات مختلفة من القوات وأنواع الأسلحة حسب المنطقة.

ويطالب الاقتراح بتمديد المنطقة العازلة بمقدار كيلومترين داخل الأراضي السورية.

وبحسب المقترح الإسرائيلي في الشريط المجاور للمنطقة العازلة والأقرب إلى الحدود مع إسرائيل على الجانب السوري، لن يُسمح بوجود قوات عسكرية أو أسلحة ثقيلة. لكن يُسمح لسوريا بالإبقاء على وجود الشرطة وقوات الأمن الداخلي.

وقال مصدر مطلع لأكسيوس إن الاقتراح ينص على أن تُعلن المنطقة الممتدة من جنوب غرب دمشق حتى الحدود مع إسرائيل منطقة حظر جوي للطائرات السورية.

وكان الرئيس السوري أحمد الشرع أكد -في مقابلة تلفزيونية لقناة الإخبارية السورية- قبل 4 أيام، التفاوض مع إسرائيل على اتفاق أمني للعودة إلى اتفاق عام 1974 أو ما يشبهه، والعمل على أن تنسحب إسرائيل من الشريط الحدودي مع سوريا وعودة الوضع كما كان قبل 8 ديسمبر/كانون الأول من العام الماضي.

وأشار الشرع في المقابلة إلى أن إسرائيل كان لديها مخطط لتقسيم سوريا وكانت تريد أن تكون ميدانا للصراع مع الإيرانيين أو ما شابه ذلك وتفاجأت من سقوط نظام الأسد.

ومنذ سقوط نظام الأسد في 8 ديسمبر/كانون الأول 2024، اقتحمت القوات الإسرائيلية المنطقة العازلة في الجولان، واحتلت مزيدا من الأراضي السورية كما شنت مئات الغارات الجوية على مواقع عسكرية في أنحاء سوريا.

وأدانت دمشق الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا والتوغلات المتكررة في القنيطرة ودرعا وريف دمشق، مؤكدة أنها تعرقل جهود تحقيق الاستقرار وتمثل انتهاكا للقانون الدولي واتفاقية فض الاشتباك لعام 1974.

إعلان
المصدر: الجزيرة + وكالات

للمزيد من التفاصيل: إضغط هنا