Skip to main content

ترامب المسؤول الأول عن الحرب

20 أيلول 2025
https://qudsn.co/ترامب فشل

ثمة شبه إجماع لدى المحللين، بأن استمرار نتنياهو في سياساته وممارساته، خصوصا في حرب الإبادة في غزة، قد عزلته دوليا، وأحدثت انقسامات داخلية، ودفعت غالبية الرأي العام العالمي، خصوصا الأوروبي والأمريكي، لينقلب ضد الكيان الصهيوني، واعتباره مجرم حرب وإبادة، وصولا إلى بروز تحركات شعبية، تطالب بتحرير فلسطين من "النهر إلى البحر"، وإلى تشكّل اتجاه أوروبي وأمريكي، في الفنادق والمطاعم، يرفض استقبال حَمَلة جوازات السفر الإسرائيلية، وهو ما يقضّ مضاجع الحركة الصهيونية، ولا ويجعلها لا تنام الليل.

ما كان من الممكن لرئيس وزراء في الكيان الصهيوني، غير نتنياهو، أن يحتمل هذا التدهور في سمعة الكيان أو هذه العزلة، أو يستمر في الحكم مع تبني مثل هذه السياسات والممارسات. بل حتى نتنياهو كان يجب أن يسقط أو يُردع قبل أشهر، لولا الدعم الأمريكي له، وتغطيته ليستمر في الحرب ما يقرب السنتين، حتى اليوم.

نتنياهو كان يجب أن يسقط أو يُردع قبل أشهر، لولا الدعم الأمريكي له، وتغطيته ليستمر في الحرب ما يقرب السنتين، حتى اليوم

والأسوأ، زاد دعم ترامب وتغطيته لنتنياهو، في الشهرين الأخيرين، حتى وصل إلى التواطؤ معه لشنّ اعتداء عسكري على دولة قطر، مستهدفا اغتيال وفد حماس المفاوض. وقد لجأ ترامب إلى الكذب المكشوف، لينكر هذه الموافقة- المشاركة، خصوصا بعد فشلها، وبعد الإجماع الدولي منقطع النظير في شجبها وإدانتها.

ولكن حتى بعد هذه الفضيحة، أكد ترامب، في المؤتمر الصحفي الذي عقده في لندن في 18 أيلول/ سبتمبر مع رئيس وزراء بريطانيا كير ستارمر، على مواصلة تأييد نتنياهو في حربه على غزة؛ وقد وصلت أعلى درجات وحشيتها بإعلانه استراتيجية "عربات جدعون2" لاحتلال مدينة غزة، لا سيما في التدمير، وقتل المدنيين وتجويعهم، وخصوصا الأطفال والمسنين والنساء، الأمر الذي يعزز الرأي القائل بأن ترامب أصبح المسؤول الأول عن استمرار الحرب في غزة. فلولا دعمه لنتنياهو، لما استطاع نتنياهو الاستمرار مع كل هذه العزلة، وكل هذا الفشل، وتحدّي العالم.

وبهذا تحوّل ترامب ليكون العدّو الأول للشعب الفلسطيني، والشعوب العربية والإسلامية، مما يُلحق به شخصيا وبأمريكا أشدّ الأضرار استتباعا، لما يلحق بنتنياهو والكيان الصهيوني من سوء سمعة؛ لأن تحوّله إلى مسؤول أول عن استمرار الحرب، سيحملّه بالضرورة مسؤولية كل ما يترتب عليها من جرائم، وكل ما يتشكّل ضدّها من رأي عام، ومواقف دولية.

وهذا ناهيك عن المزيد من ابتعاده عن نيل "جائزة نوبل للسلام"، وهي من أمانيه الكبرى. أما إذا نالها، فسيحمل لها معه، بسبب دوره في حرب غزة، المزيد من سوء السمعة، وذلك إذا ما أُعطيت، لمرتكب جرائم الإبادة في غزة.

من هنا أصبح من الضروري، لمعارضي الحرب الإجرامية في قطاع غزة، أن يشدّدوا الحملة على ترامب، باعتباره قد أصبح المسؤول الأول عن الحرب واستمراريتها، عسى يؤدي ذلك إلى تراجعه عن الانقياد وراء نتنياهو.

وهذا التراجع يزيد من احتمال تعاظم ردود الفعل على جريمة الإبادة، وما أخذ يتبدّى من فشل عسكري لاستراتيجية "عربات جدعون2" مع تعاظم عمليات المقاومة، وآخرها عملية 18 أيلول/ سبتمبر 2025 في رفح، بقتل الضباط الأربعة.

لقد أصبح الوضع العسكري للحرب في قطاع غزة مرشحا، عسكريا وسياسيا ودوليا، ليؤدي إلى سقوط كل رهان على نتنياهو وترامب في كسب الحرب، وذلك على عكس أوهام الذين يدعون إلى الاستسلام.

للمزيد من التفاصيل: إضغط هنا