أوروبا بين فكي شبح مخيف اسمه "ترامبوتين"

حفظ
قال الكاتب أندريا ريزي، في تقرير نشرته صحيفة إلباييس الإسبانية، إن أوروبا تجد الآن نفسها في مواجهة قبضة "ترامبوتينية" (ترامب-بوتين) قاسية، وأكد أنه ليس أمام القارة العجوز سوى بناء خطط عملية موحدة لمواجهة تلك القبضة.
فمن الشرق -وإلى جانب الحرب على أوكرانيا- تتعرض القارة الأوروبية لعمليات روسية في أجوائها ومياهها وفضائها السيبراني، وانتهاك المسيّرات لأجوائها، يوضح الكاتب.
اقرأ أيضا
list of 2 itemsend of listوذلك بالإضافة إلى عمليات بحرية تهدف إلى تعطيل الكابلات البحرية الإستراتيجية، ومحاولات للتأثير على نتائج الانتخابات، كما حدث في جورجيا ورومانيا ومولدوفا، أو تحركات لإشعال الانقسامات داخل المجتمعات الأوروبية.
أما من جهة الغرب -كما يتابع أندريا ريزي- فتواجه أوروبا هجمات إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب على شكل ضغوط تجارية وعسكرية وحتى ثقافية، وذلك لدفع أوروبا إلى زيادة الإنفاق وشراء المزيد من الولايات المتحدة.
ونقلت الصحيفة عن باول زيركا -من المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية- قوله إن هذه المعركة مبنية أيضا على محورين مهمين: أولهما يسعى إلى دعم قوى أوروبية يمينية متماهية مع حركة "لنجعل أميركا عظيمة مجددا" (ماغا) المؤيدة لترامب، وثانيهما يستهدف إذلال أوروبا، وقادتها، وهويتها، وما تمثله على الساحة الدولية.
وقد صرّح ترامب، في وقت سابق، بأن الاتحاد الأوروبي أنشئ لإزعاج الولايات المتحدة، في إشارة ضمنية إلى أن أوروبا تقود مشروعا عالميا قائما على قواعد يسعى هو إلى تقويضها.
القبضة المزدوجة "لترامبوتين" تتحرك بتنسيق يعتمد على العفوية أكثر من التخطيط الإستراتيجي، عفوية تقوم على الرغبة المشتركة في عالم تحكمه القوة لا القواعد
ويشير الكاتب إلى أن الأوروبيين لم يحسنوا استشراف هذه التحديات في حينها، إذ اقتصر رد فعلهم بعد غزو جورجيا عام 2008، وأوكرانيا عام 2014، وكذلك بعد التدخلات الروسية في بريكست، على خطوات محدودة لا تتناسب وحجم الأخطار.
وعلى الجانب الآخر، اعتقدت أوروبا أن ولاية ترامب الأولى ستكون مجرد قوس عابر في التاريخ. أما فيما يخص الصين، فالمعسكر الأوروبي يضم كثيرا من السذّج أو أولئك الذين يتجاهلون المخاطر عمدا لأنها ببساطة تصب في مصلحتهم، يشرح أندريا ريزي.
إعلانفي المقابل -يتابع الكاتب- لا تنطوي الخطة الروسية على نية صريحة لإحداث الفوضى، لكن ذلك لا يلغي ضرورة أن يظل الأوروبيون في حالة يقظة دائمة، وألا ينسوا أبدا أن روسيا بلد لا مصلحة له في انتصار حقوق الإنسان والديمقراطية، ولا يتردد في التحرك في المنطقة الرمادية لتحقيق مصالحه.
ويوضح ريزي أن القبضة المزدوجة "لترامبوتين" تتحرك بتنسيق يعتمد على العفوية أكثر من التخطيط الإستراتيجي، عفوية تقوم على الرغبة المشتركة في عالم تحكمه القوة لا القواعد.
ويشدد الكاتب على أن جزءا من المعضلة يعود إلى طبيعة الاتحاد الأوروبي، الذي لا تسمح له طبيعته كمؤسسة "فوق-وطنية" بالتحرك سريعا أو حتى بسرعة دولة واحدة.