Skip to main content

"حرب غزة لم تنتهِ".. بويز: نتنياهو سيُتابع حربه على 4 جبهات

10 تشرين الأول 2025

بعد الاتفاق على المرحلة الأولى من خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، لإنهاء الحرب الإسرائيلية على غزة، تزدحم التساؤلات حول مصير هذا الاتفاق أولاً في مراحله المقبلة، وانعكاساته على لبنان.

وفي هذا السياق، يقول وزير الخارجية الأسبق فارس بويز لـ "الديار»، ان «تأثير الاتفاق الذي حصل بين إسرائيل وحماس نسبي، هذا في حال طُبِّق هذا الا-تفاق، وفي حال لم يعد هناك من قضية فلسطينية، بمعنى أن إيران فقدت عنصراً أساسياً وهو عنصر دعم القضية الفلسطينية، وإذا طُبِّق فعلاً هذا الإتفاق، فمعنى ذلك أن حماس ستختفي، عندئذ لن يستطيع حزب الله بمفرده حمل لواء القضية الفلسطينية إذا تركها أصحابها، وبرأيي إن موضوع حلّ سلاح حزب الله يحتاج إلى محورين: الأول حلّ داخلي عبر التفاهم مع الحزب، والثاني خارجي يكون بين أميركا وإيران».

ويجزم بأن «الحرب لم تنتهِ في غزة، حيث لم يُشِر الاتفاق إلى إقامة دولة فلسطينية ضمن حل الدولتين، بمعنى أن استبعاد نتنياهو لطرح الدولة الفلسطينية، يدل على أنه يريد تنفيذ الترانسفير من غزة، وإفراغها ومعاودة مفاوضة السودان لاستقبال الغزاويين مقابل مساعدات مالية، وذلك بعدما رفضت مصر ذلك».

وعن جدّية حديث الرئيس الأميركي حول انضمام دول أخرى إلى الاتفاق، ومن بينها لبنان، يقول بويز، إنه «جدّي بمقدار ما أن ترامب جدّي، فترامب يستخدم عنوان أنه بطل السلام الإقليمي، أي أنه لم ينجز السلام فقط مع حماس، وكما نجح مع حماس سينجح في السلام الإقليمي، وترامب يتبنى بشكل نهائي الطروحات الإسرائيلية، ويريد أن يصل إلى التطبيع بين «إسرائيل» وكل دول المنطقة، أي مع الذين لم يطبّعوا بعد. ومن هنا، فهو سيقول هذا الأمر أيضاً للبنان، أي أنه سيطلب أن يسلّم حزب الله سلاحه، وأن يذهب لبنان إلى مفاوضات سلام كاملة، علماً أن ترامب لا يملك مفاهيم العدالة، بل يعتبر أن الأساسي نجاحه هو في المفاوضات، بغض النظر عما إذا كان لبنان سيأخذ حقوقه أم لا في هذه المفاوضات، وسيمنع ترامب لبنان من القول ان لديه أراضي محتلة يجب أن يستعيدها، لأنه سيعتبر مطالبة لبنان بأراضيه تعكيراً للمفاوضات».

ويتابع أن «إسرائيل لا تثق بالدولة اللبنانية لأنها ضعيفة وتشهد انقسامات وغير موحّدة، لذلك تريد إسرائيل التخطيط ل100 عام إلى الأمام بالنسبة للضمانات التي تريدها من لبنان، وهي تريد الإشراف مباشرة على الوضع في لبنان، ولن تكتفي فقط بنزع سلاح الحزب، لأنها تعتبر أنها تريد أن تضمن في المستقبل، أن لا يكون هناك تنظيم جديد أو منظمة فلسطينية يكون بإمكانهم العودة لتنفيذ عمليات ضدها من جنوب لبنان، لذلك تريد إسرائيل مراقبة كل القطاعات والمرافق والمؤسسات اللبنانية».

وعما إذا كنا أمام حرب إسرائيلية في لبنان، يرى أن «نتنياهو سيتابع حربه على 4 جبهات إيران واليمن وسوريا ولبنان. في سوريا، حيث باتت إسرائيل تحتل مساحة جغرافية توازي مساحة لبنان، يريد إقامة دولة درزية في جنوب سوريا لتكون منطقة الدفاع الثانية، ممتدة من درعا مروراً بالسويداء وجبل الشيخ وغربي البقاع، وربما وصولاً إلى الدامور»، معتبراً أن «هذه الدويلة ستكون الدرع الواقي لإسرائيل، وبالتالي منع تكوين سوريا كبرى في المستقبل، بمعنى أن يكون قد اقتطعت من سوريا المنطقة الدرزية والمنطقة العلوية، وربما المنطقة الكردية، بحيث لن يبقى إلا سوريا السنّية المعزولة تقريباً عن البحر، وهذا منعاً من إعادة تكوين عواصم عربية كبرى بعد إخراج مصر من الصراع، وضرب بغداد، فتكون العواصم العربية قد سقطت ومعها العروبة برمّتها».

وأمّا في لبنان، يشير إلى «أن نتنياهو يريد إخلاء الجنوب من سكانه وجعله منطقة فارغة، لأنه رغم السلام مع لبنان لن تتمكن الدولة اللبنانية من السيطرة على الوضع، لذلك يريد نتنياهو من الأرض أن تكون أرضاً محروقة».

في المقابل، يشدّد على أن «ترامب هو رجل أعمال ويهمّه المال، ويريد السيطرة على غزة حيث النفط والغاز للإستثمار، ومن هنا أهمية غزة بالنسبة إليه، لذلك فإن الاتفاق الذي أنجزه الرئيس الأميركي اليوم لن يحقّق السلام بقدر ما هو يحقّق الاستسلام، علماً أن الاستسلام هو شيء مؤقّت ولا يدوم، لأن الضعيف اليوم سيغيّر موقفه عندما يصبح قوياً، وكل اتفاق يتم في ظرف مختلّ سيطير في زمن آخر. لذا، فنحن لسنا أمام اتفاق سلام، لأن الإسرائيلي يرفض الانسحاب من نقطة واحدة في لبنان، ويطالب بتسليم سلاح حزب الله، فيما يقول توم برّاك أنه لا يستطيع تقديم أي ضمانات للبنان، وكذلك الأمر بالنسبة لمورغان أورتيغاس، التي لا تضمن أيضاً استرجاع النقاط المحتلة أو 250 لبنانياً محتجزاً في إسرائيل، أو حتى وقف القصف الإسرائيلي».

ويخلص بويز إلى أن «نتنياهو لا يستطيع وقف الحروب ، لأن حكومته ستسقط فور توقف الحرب، ومن هنا المنطق الذي يسيّره هو منطق الحروب المتتالية، ليقول لشعبه بأنه نجح حيث فشل كل الآخرين في تاريخ إسرائيل، بمن فيهم بن غوريون، وبأنه نجح في تثبيت «إسرائيل الكبرى» وإلغاء القضية الفلسطينية، كما وإلغاء الدول العربية التاريخية الكبرى عن ساحة الصراع، وإسقاط الخطر النووي الإيراني عن إسرائيل، فهذه هي الأهداف التي يعتبر أنها تحميه من السقوط داخلياً، فيصبح زعيماً خارج متناول القانون والسياسة».

فادي عيد - الديار

The post "حرب غزة لم تنتهِ".. بويز: نتنياهو سيُتابع حربه على 4 جبهات appeared first on أخبار الساعة من لبنان والعالم بشكل مباشر | Lebanonfiles | ليبانون فايلز.

للمزيد من التفاصيل: إضغط هنا