Skip to main content

بهاء الحريري: بناء علاقة استراتيجية مع سوريا وعودة لبنان إلى مسار الاستقرار

10 تشرين الأول 2025

قال رجل الأعمال بهاء الحريري أنّنا "نحن بالنسبة لنا العلاقة مع إخواننا السوريين كانت وما زالت أساسية، مشيرًا الى أنّ "منذ انتهاء النظام السابق، كنت أول من بارك للشعب السوري الحبيب، لأن هذا الأمر جوهري بالنسبة لنا. لبنان وسوريا، مرتبطان جغرافياً وسياسياً والدور الأساسي لنا هو الحفاظ على علاقة متينة بين دولتين على أساس الاحترام المتبادل واليوم أمامنا فرصة لإعادة بناء هذه العلاقة على أسس متينة، وهذا موضوع شديد الأهمية بالنسبة لنا، ويجب أن يكون مميزاً على أعلى درجات التعاون، وهذا الأمر بالنسبة لنا في الحريرية أساسي، فهو جزء من توجّه سياسي، اقتصادي واجتماعي، ويشمل علاقة فيها عائلات مشتركة بيننا وبين السوريين. لهذا السبب نعتبر هذه العلاقة مميزة بأقصى درجة".

خلال مقابلة اجراها مع الإعلامي معاذ محارب عبر قناة الإخبارية السورية، اشار الحريري الى ان "الشهيد رفيق الحريري كان يعتبر هذا الموضوع أساسياً لأنه يساهم في التكامل الاقتصادي بين لبنان وسوريا. مشيرا الى ان اليوم لدينا قدرة أكبر لتحقيق ذلك، ويجب ألا نفوت الفرصة لتوسيع العلاقة بين الدولتين، مع الالتزام بالاحترام المتبادل والمصالح المشتركة".

واعتبر انه "بعد عودته الى بيروت اصبحنا متقدمين جدا لا سيما في بيروت والشمال والحريرية السياسية هي مشروع دولة المؤسسات وهي جامعة. ورفيق الحريري عاش واستشهد لهذا الهدف، وقال :" نحن اليوم نواصل العمل على نفس النهج، ملتزمين بمشروع وطني شامل، خصوصا انه لم يعد لدينا النظام البائد الذي وقف في وجهه فلدينا فرصة دولة المؤسسات التي حاولوا اجهاضها بعد استشهاده ونجحوا ، ونؤكد أن المشروع الوطني هو الأساس، وأن الحريرية لن تعبّر عن نفسها إلا في هذا الإطار".

وقال الحريري، ردا على سؤال: "الحياة مليئة بالتحديات، لكن علينا أن نناضل كما فعل والدنا، ونغتنم الفرص الكبيرة التي أمامنا اليوم، ومن خلال الاستفادة من المقومات الإقليمية والدولية وبعد سقوط النظام البائد في سوريا ، يمكن للبنان أن يحصل على فرصة حقيقية للعودة إلى مساره الطبيعي، وتحقيق الاستقرار والأمن لكل مكوناته".

وراى "أن الحل لأي أزمة في لبنان يجب أن يكون سياسيًا، فالحرب الأهلية انتهت بقرار سياسي، لافتا الى انه يعمل ليلا ونهارا لضمان الوصول إلى حلول واضحة".

اما في ملف المساجين اللبنانيين والسوريين، اعتبر الحريري ان "هناك ظلمًا كبيرًا، وطالب الحكومة اللبنانية بالتعاون مع الدولة السورية لحل هذه القضية بأسرع وقت ممكن. مشيرا الى اهمية ان تكون هذه المسألة من الأولويات الوطنية، لأنها تؤثر على العلاقات الثنائية بين لبنان وسوريا".

وفي موضوع ترسيم الحدود، اكد على "اهمية احترام الحدود الدولية وهو امر اساسي مشيرا الى ضرورة اتخاذ القرارات من قبل الحكومة اللبنانية للوصول الى حلول، فالعلاقة بين لبنان وسوريا هي استراتيجية ومميزة لاقصى الدرجات" مؤكدا ان "زيارة وزير الخارجية السوري اسعد الشيباني الى لبنان ستكون ناجحة على كافة المستويات ونحن نرحب به".

وقال: "اليوم يمكننا الدخول بشراكات كبيرة مع الاخوة السوريين الذين لديهم الاستعداد لذلك وهو ما سمعته من الرئيس احمد الشرع ولمسته لا سيما على الصعيد الاقتصادي"، مضيفًا أنّ "على الدولة اللبنانية اتخاذ الخطوات اللازمة في هذا الاطار".

وأضاف الحريري أنّ "المعاناة كبيرة في لبنان من انهيار اقتصادي وفساد وهناك قناعة شاملة لدى اللبنانيين بان النظام السوري انتهى".

ولفت الى ان "السلطات التنفيذية في اي دولة تكون مسؤولة عن قرارتها"، وكرر باننا "نتجه نحو تغييرات جذرية وهو ما قلته سابقا، وتوقعت ان ينتهي النظام البائد في سوريا وكذلك "حزب الله"، فهناك وضع جديد".

وقال رداً على سؤال: "لا يمكن للبنان أن يستعيد توازنه ويكون حصنًا آمنًا إلا من خلال إقامة علاقات مميزة واستراتيجية على أعلى مستوى بين لبنان والدولة السورية، مع احترام كامل لقيادة سوريا الحكيمة والمسؤولة".

وقال الحريري: "مشروعنا الوطني هو الاساس وبناء المؤسسات كذلك ، فانا حريص على هذا المشروع وستكون هناك خطوات على الارض وهو ما يريده الناس والذي هو استمرار لحلم رفيق الحريري الذي كان له فضل اساسي في تقدم لبنان وازدهاره".

واشار الى انه "علينا الاعتراف بان الوضع في لبنان سيئ خصوصا بعدما وضع لبنان على اللائحة السوداء، بسبب الفساد وهو ما يمنعه من اصدار اي سندات حكومية في الأسواق الدولية بسبب التصنيف الدولي له".

وقال الحريري: "من المستحيل أن نرضى ان لا يأخذ المكون السني وهو مكون اساسي حقوقه كاملة في المعادلة الوطنية وهو موجود في اتفاق الطائف، لانه اذا لم يحصل ذلك سيكونون هناك خلل كبير في مشروع الوطن".

واكد التزامه التام "بمشروع رفيق الحريري في حياته وعمله وعلى كل الاصعدة".

وردا على سؤال حول علاقة الرئيس الشهيد رفيق الحريري والامين العام لحزب الله حسن نصر الله فقال الحريري أنّ "بعد استشهاد الرئيس الحريري وموت نصر الله على "حزب الله" أن يسلّم سلاحه للدولة وللجيش اللبناني ولا يمكن ان يكون هناك دولة داخل دولة".

وتابع الحريري أنّه "كان وضعنا في الحرب الأهلية اصعب من الان وقد سلمت الميليشيات سلاحها رغم الوجود العسكري السوري في لبنان من النظام البائد، ولكن اجزم بان التغيير سيكون قادم في الفترة المقبلة".

ولفت الى ان "الوضع الحالي في سوريا أصبح أكثر استقرارًا نسبيًا بعد رفع العقوبات عنها والاستثمارات قادمة".

ونفى الحريري ان يكون هناك أي تواصل بينه وبين الشيخ نعيم قاسم الذي "نختلف معه في قراراته ولكن موضوع السلاح لا بد ان يتم وضعه على الطاولة ويتم حله".

اما علاقته مع الرئيس نبيه بري فقال: "يبقى الرئيس بري رئيسا للسلطة التشريعية وعليه مسؤولية كبرى وهو يمثل الثنائية الشيعية ايضا".

بالنسبة للعلاقات مع المملكة العربية السعودية، أكّد الحريري أنّنا "نعتبرها أحد الركائز الأساسية، كان والدنا رحمه الله مهندسًا رئيسيًا لاتفاق الطائف، وكانت المملكة داعمة لهذا الاتفاق منذ البداية، وهذا دين كبير علينا خصوصًا خلال الحرب الطويلة، حيث لعبت دورًا كبيرًا في حفظ الاستقرار وإيجاد الحلول السياسية".

وتابع: "لا ننسى دور المملكة فيما يخص الودائع التي وضعتها في لبنان لدى انهيار الليرة في ايام الرئيس الشهيد رفيق الحريري كذلك عندما طلبت المملكة من مواطنيها ومن رجال الأعمال الاستثمار في لبنان والمشاركة في مشاريع كبرى، والإيمان بمشروع الرئيس الشهيد رفيق الحريري ونحن نتمنى أن تكون العلاقة مميزة دائما مع المملكة".

وردا على سؤال اشار الى ان "الملك فهد بن عبد العزيز اهدى الرئيس رفيق الحريري الجنسية السعودية له ولاولاده"، مضيفًا أنّ
"بالنسبة لي اتمنى ان تكون علاقتنا مميزة مع المملكة العربية السعودية".

ولفت الى ان "اخر زيارة للمملكة كانت منذ قرابة السبع سنوات، وذلك بسبب عدم وجود اعمال لدي هناك، ومشاريعي موجودة في أوروبا واسيا وأمريكا وأمريكا اللاتينية وكندا، وذلك بعد القرار الذي اتخذته بالخروج من شركة "سعودي اوجيه" بسبب الخروج عن مسار رفيق الحريري، لان قناعتي كانت تقتضي ذلك بعد حصول اخطاء كبرى من خلال التحالف "الرباعي" الذي قام به شقيقي الصغير سعد والذي اطلقت عليه اسم الكفر السياسي، خصوصا انّني ملتزم بمسيرة رفيق الحريري، والتي حصل مع حركة أمل وحزب الله والتيار الوطني الحر، والحزب التقدمي الاشتراكي".

وأضاف الحريري: "لا نريد إلا علاقة مميزة واستراتيجية لأقصى الدرجات مع القيادة في سوريا".

وتابع: "قريباً سأعود لبيروت، وقد أجريت في السابق زيارات للبقاع وصيدا وطرابلس، وزرت عمتي بهية الحريري وعمي شفيق لأن مواضيع العائلة مستقلة عن السياسة وأنا كبير العائلة، وبالنسبة لي العائلة لها حرمتها، ولكن تبقى هناك أمور في السياسة لا يمكن أن نتفق عليها، وأنا أعتبر نفسي اليوم مسؤول عن الحريرية السياسية".

وكشف الحريري أنّ "المشروع القادم هو عدم الرضا إلا بحل شامل في لبنان، وأنا لم آتي للحصول على منصب، ولكن إن اقتضى الأمر في السياسة أن أكون بمركز معين سأكون، ولكن نحن لا نعمل لنكون بمركز، وإنما ليكون هناك حل شامل للبنان، وكما كان عليه رفيق الحريري، فبهاء رفيق الحريري عليه".

وختم: "أنا سعيد جداً أن يجري تلفزيون سوري حر مقابلة معي، فعندي فرحة في القلب، ورسالتي للسوريين، حلم رفيق الحريري كان أن تكون هناك وحدة حال بين لبنان وسوريا ضمن دولتين مستقلتين، ولم يستطع أن يحققه، وأنا سأتابع بذلك للوصول لتحقيقه، فالعقبات اليوم أقل بكثير مما كانت عليه في السابق".

 

The post بهاء الحريري: بناء علاقة استراتيجية مع سوريا وعودة لبنان إلى مسار الاستقرار appeared first on أخبار الساعة من لبنان والعالم بشكل مباشر | Lebanonfiles | ليبانون فايلز.

للمزيد من التفاصيل: إضغط هنا