
كتبت دموع الاسمر في الديار
ليس خافيا على احد اهمية شاطىء الميناء، سواء على مستوى الثروة السمكية التي تشكل مصدر رزق مئات عائلات، او على مستوى الكورنيش البحري متنفس ابناء الميناء وطرابلس وضواحيها والمناطق المجاورة، الذين يقصدون الكورنيش دوما بالرغم من وضعه الحالي، الذي يحتاج الى تنظيم مدني يتلاءم مع الاتجاه السياحي لمدينة طرابلس عامة.
هذا الشاطىء يتعرض في هذه الايام لتشويه بيئي، نتيجة تراكم النفايات والمخلفات، وتحولت جوانب من الشاطيء الى مكبات ملوثة للبحر من ناحية جبل المكب قرب المرفأ، ومن ناحية الملعب الاولوبي او ما يعرف بشاطىء الصخر، حيث اكوام المخلفات والنفايات ترتفع يوما بعد يوم، في ظل اهمال لافت للشاطىء المشهور بارتياده من عائلات المدينة.
وحسب مراقبين بيئيين ان هذا التلوث لا ينحصر فقط بالنفايات والمخلفات المتراكمة، وانما هناك تلوث أشد وأخطر، ناتج من مشكلتين اساسيتين لم تتم معالجتهما جذريا لغاية الآن:
- المشكلة الاولى مرتبطة بعصارة جبل النفايات التي تتسرب الى مياه البحر، وعجز معمل التكرير عن انجاز معالجة مياه الصرف الصحي، لحاجة المعمل الى تقنيات حديثة قادرة على استيعاب الكميات الكبيرة، ومنعها من التسرب الى البحر.
- المشكلة الثانية ترتبط بمصبات المجاري في البحر، متسببة بالتلوث وبانبعاث الروائح الكريهة، التي تفوح في محيط واسع من الشاطيء، وتحدث تلوثا بيئيا عاما في البحر والشاطىء والاجواء المحيطة.
صدرت عدة تقارير بيئية متخصصة منذ اشهر وحتى اليوم، تحدثت عن مخاطر تلوث شاطىء الميناء، واشارت الى انبعاث تلك الروائح، ما من شأنه ان يؤذي الثروة السمكية وبالتالي مصادر رزق الصيادين، خاصة حين يرمون شباكهم في البحر، وتعلق فيها مخلفات ورواسب صلبة تمزق تلك الشباك. وفي الوقت عينه تؤذي هواة السباحة، بحيث باتت المخاطر تحدق بالسباحين.
وترى مصادر متابعة للملف، ان ذلك ما كان ليحدث لولا تشدد الرقابة البيئية وملاحقة المخالفين، وازالة النفايات وابعادها عن الشاطىء. واكدت المصادر ان لبلدية الميناء دورا في ايجاد الحلول لمجاري الصرف الصحي، باستكمال التمديدات وانجاز مشاريع معامل التكرير، ووقف التعديات على مجاري الانهر التي تصب بالبحر، لمنع تحويل مجاري الصرف الصحي اليها، حيث تصبح مياه نهر ابو علي دكناء اللون، وتصب في بحر الميناء بما تحمله من جراثيم، فيصبح ملوثا على مستويات ثلاثة: بيولوجيا وجرثوميا وعضويا.
وكان اكثر من وزير بيئة زار الشاطىء وجبل النفايات ومعمل التكرير، لكن مسألة التلوث بقيت على حالها دون علاج جدي وجذري ينهي هذه الازمة من اساسها.
ناشطون بيئيون، رأوا ان مسؤولية التلوث البيئي وتراكم النفايات والمخلفات العضوية والصلبة التي تستهدف شاطىء الميناء، تقع على بلدية الميناء من جهة، ومن جهة ثانية على وزارة البيئة، دون اغفال دور الشرطة البيئية التي يفترض بها ملاحقة مرتكبي الجرائم البيئية في شاطىء الميناء المشهور بانه الاجمل، ولاعادته شاطئا خاليا من التلوث، ومتنفسا لابناء طرابلس والشمال. وهذا لن يحصل الا باطلاق عملية ازالة جبال النفايات وانشاء معامل التكرير، وازالة مصبات الصرف الصحي، بانجاز شبكات الصرف ضمن المواصفات التقنية، التي تراعي السلامة والصحة العامة.
The post التلوّث يجتاح مدينة الميناء... هل من حلول قبل وقوع الكارثة البيئيّة؟ appeared first on أخبار الساعة من لبنان والعالم بشكل مباشر | Lebanonfiles | ليبانون فايلز.
للمزيد من التفاصيل: إضغط هنا