Skip to main content

هل تكشف التحاليل تورط مشاهير أتراك في المخدرات؟

11 تشرين الأول 2025

هل تكشف التحاليل تورط مشاهير أتراك في المخدرات؟

الشرطة تنقل المشاهير إلى العدل الطبي لإجراء الفحوصات اللازمة (الصحافة التركية)

زيد اسليم

Published On 11/10/202511/10/2025|آخر تحديث: 19:10 (توقيت مكة)آخر تحديث: 19:10 (توقيت مكة)

حفظ

أطلقت النيابة العامة في إسطنبول الأربعاء الماضي، تحقيقا واسعا شمل 19 من أبرز الأسماء في مجالات الفن والإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، على خلفية الاشتباه بتعاطيهم مواد مخدرة أو محظورة.

وتحوّل الخبر، الذي جاء نتيجة عملية مداهمة فجرية نفذت بحق عدد من المشاهير، إلى حديث الساعة في تركيا، لما حمله من مفاجأة للرأي العام وطبيعة الأسماء التي طالتها الإجراءات.

اقرأ أيضا

list of 2 itemsend of list

تحقيق موسع

بدأت فصول القضية حين فتحت النيابة العامة في إسطنبول تحقيقا موسعا إثر ورود بلاغ سري حول مزاعم بتعاطي مواد مخدرة أو منشطات من قبل عدد من الشخصيات المعروفة في الوسط الفني والإعلامي. وأسندت مهمة المتابعة إلى مكتب مكافحة التهريب والمخدرات التابع للنيابة، الذي وصف القضية بأنها من أوسع التحقيقات التي تطول أسماء بارزة في عالم الترفيه خلال السنوات الأخيرة.

وأكدت مصادر قضائية أن الإجراءات جاءت بناء على تحريات تمهيدية دقيقة، وأن الهدف منها هو جمع الأدلة والإفادات، لا تنفيذ حملة اعتقالات أو توجيه تهم جنائية مباشرة، في إشارة إلى أن جميع الخطوات تسير في إطار قانوني بحت تحت إشراف النيابة العامة.

ونُفذت العمليات تحت إشراف النيابة العامة، وسط إجراءات أمنية مشددة، قبل أن يُقتاد المشتبه بهم إلى مقر قيادة الدرك الإقليمي لاستجوابهم وأخذ عينات من الدم والبول والشعر بغرض إخضاعها للفحص المخبري.

وأعقبت هذه الإجراءات عملية نقل جماعية إلى مقر الطب الشرعي لجمع العينات رسميا، ثم إلى أحد المستشفيات الحكومية لإجراء فحوص طبية عامة تضمن سلامة المشاركين في التحقيق. ومع نهاية اليوم، اكتملت الاستجوابات والإجراءات الطبية، وغادر الفنانون والمشاهير مقر الدرك دون توقيف، بعد أن تم التعامل معهم بصفة "مُستدعين للتحقيق" لا "مُتهمين قيد الاعتقال".

وأكدت النيابة العامة أن الإفراج عنهم لا يعني تبرئتهم أو انتهاء الملف، موضحة أن الخطوة تأتي في إطار المسار القانوني الطبيعي بانتظار صدور نتائج التحاليل المخبرية واستكمال مراحل التحقيق القضائي.

إعلان

وضمت قائمة المشمولين بالتحقيق 19 اسما من الممثلين والمغنين ومشاهير المنصات الرقمية، من بينهم المغنيتان إيرم ديريجي، وهاديسه، وزينت صالي، إلى جانب المؤثرتين دويغو أوزاصلان، وديرين تالو، والمحامية فايزا ألتون.

كما تشمل عددا من النجوم أمثال الممثلين كوبلاي آكا، وقان يلديريم، وبيراك توزونأتاتش، وديميت أفشار، وزينب مريتش أرال كسكين، وأوزغه أوزبيرينتشي، وميرت يازجي أوغلو، وبيرجه أتالاي، ومتين أقدولغير، وسيرين موراي أورجان.

قائمة المشمولين بالتحقيق ضمت 19 اسما من الممثلين والمغنين ومشاهير المنصات الرقمية (الصحافة التركية)

نفي الاتهامات

سارع معظم المشاهير الذين شملهم التحقيق إلى نفي الاتهامات الموجهة إليهم جملة وتفصيلا، معربين عن استيائهم من طريقة الاستدعاء والمداهمات الفجرية التي طالت منازلهم.

وروت المغنية هاديسه تفاصيل ما جرى قائلة إنها استيقظت فَزِعة عند السادسة والنصف صباحا على طرقات عنيفة على باب منزلها، ووصفت تلك اللحظة بأنها "موقف مرعب"، مؤكدة أنها لم تتعاط المخدرات في أي وقت من حياتها.

أما الفنانة إيرم ديريجي، فأبدت استغرابها من الطريقة التي جرى بها اقتيادها أمام أنظار الجيران، مشيرة إلى أنها كانت ستتعاون طوعا مع السلطات لو طلب منها الحضور دون اللجوء إلى المداهمة. وأكدت ديريجي، أنها لن تخاطر بمسيرتها بالتورط في ما وصفتها بـ"مزاعم باطلة"، مشددة على رفضها القاطع لجميع الاتهامات.

واتخذ بقية المشمولين بالتحقيق الموقف ذاته، إذ نفى الجميع أي علاقة لهم بتعاطي المواد المخدرة أو التردد على أماكن تُستهلك فيها، كما أكدوا عدم وجود أي صلة لهم بشبكات الاتجار.

وأصدر محامو عدد منهم بيانات دفاعية، فقال محامي المغنية زينب صالي إن موكلته "لم تدخن سيجارة في حياتها"، بينما شدد فريق الدفاع عن ديلان وإنجين بولات على أن الفحوص السابقة لهما جاءت "سليمة تماما"، وأن جميع الإجراءات الحالية "تتم في إطار تحقيق عام لا يتضمن أي دليل إدانة مباشر".

تفاعل سياسي

أشعلت القضية موجة واسعة من التغطيات الإعلامية والنقاشات العامة في تركيا، إذ تحولت سريعا إلى قضية رأي عام تجاوزت حدود التحقيق القضائي.

ففي حين قدمت وسائل الإعلام المقربة من الحكومة القضية بوصفها إجراء قانونيا طبيعيا يدخل ضمن جهود مكافحة المخدرات، ذهبت صحف وقنوات معارضة إلى التشكيك في دوافع العملية وتوقيتها، معتبرة أنها ربما تهدف إلى تحويل الأنظار عن ملفات سياسية واقتصادية أخرى عبر استدعاء مشاهير دون أدلة قاطعة.

ومع اتساع الجدل، دخلت السياسة على الخط. فقد اعتبر زعيم المعارضة أوزغور أوزال أن ما جرى يمثل "حملة انتقائية" تطول فنانين عُرفوا بمواقفهم الناقدة.

وانتقد أوزال طريقة اقتياد المشاهير أمام ذويهم وجيرانهم في ساعات الصباح الأولى، معتبرا أنها تمس بسمعتهم قبل صدور أي حكم قضائي.

 ويترقب الرأي العام نتائج التحاليل المخبرية للعينات التي أُخذت من المشاهير، والتي ستشكل العامل الحاسم في تحديد مسار الملف، إذ ستبين ما إذا كان أي من الأسماء المشمولة قد تعاطى مواد محظورة.

المصدر: الجزيرة + الصحافة التركية

للمزيد من التفاصيل: إضغط هنا