صحف عالمية: لا رؤية لما بعد الحرب وأغلب الإسرائيليين يرفضون نتنياهو

حفظ
تناولت صحف ومواقع عالمية الاتفاق الأخير لإنهاء الحرب في غزة، مسلطة الضوء على الأبعاد السياسية والإنسانية له، مع الإشارة إلى غياب رؤية واضحة لما بعد الصراع، وتصاعد الانتقادات الداخلية في إسرائيل لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو.
حيث أشارت نيويورك تايمز في تحليل لها إلى احتفال الرئيس الأميركي دونالد ترامب بما اعتبره إنجازا سياسيا، متجاهلا الحديث عن الخطوات المقبلة لإعادة إعمار غزة أو مستقبل الفلسطينيين، وركز ترامب خلال كلمته أمام الكنيست على مدح نتنياهو، دون تقديم رؤية واضحة لما بعد الحرب.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsend of listوأبرز التحليل التحديات المتوقعة، خاصة الشكوك العربية حول نوايا نتنياهو بعد تصريحاته بأن العملية العسكرية في غزة لم تنته بعد، مع ملاحظة دهشة أعضاء الكنيست من اقتراح ترامب استئناف المحادثات مع إيران، وهو ما لم يحظ بتفاعل واضح.
ومن جانبها، رأت صحيفة غارديان البريطانية أن اتفاق وقف إطلاق النار جلب ارتياحا ملموسا، خصوصا بعد إطلاق الأسرى وعودة "الرهائن" لكنها أكدت أن الاتفاق لم ينهِ معاناة الفلسطينيين، ولم يقدم خطة واضحة لإقامة دولة فلسطينية.
وأضافت غارديان أن وعود ترامب بعصر ذهبي تبدو فارغة، إذ تخلو خطته من أي جدول زمني لتقرير المصير الفلسطيني، مشيرة إلى أن الانقسام بين غزة والضفة الغربية قد يزداد، مما يضعف فرص تحقيق سلام حقيقي رغم الخطوات الإيجابية الحالية.
الفضل لترامب
واستعرضت صحيفة هآرتس الإسرائيلية لحظة عودة "الرهائن" ووصفتها بالتاريخية والمليئة بالفرح، لكنها اعتبرت أن الفضل في الإفراج عنهم يعود إلى ترامب وليس نتنياهو متهمة الأخير بعرقلة الجهود، ومشددة على أن صيحات الاستهجان ضده تعكس السخط الشعبي وتدعو إلى رحيله.
وفي باريس، أكدت صحيفة لوموند أن إطلاق آخر "الرهائن" الأحياء جعل من ترامب بطلا لدى إسرائيل، مشيرة إلى امتنان واسع لدى الإسرائيليين الذين يرون أن الرئيس الأميركي كان السبب الرئيسي في عودة "الرهائن" مقابل تراجع شعبية نتنياهو المتهم بخوض حرب غير محدودة على غزة لأغراض سياسية.
إعلانوقالت جيروزاليم بوست إن عودة "الرهائن" بعد عامين من الحرب منحت إسرائيل شعورا بالارتياح، لكنها حذرت من خطر الانقسام الداخلي واللامبالاة، مشددة على أن الصمود النفسي ووحدة المجتمع ضروريان لبقاء الدولة، وأن تجاهل القضية الفلسطينية قد يؤدي إلى دوامة عنف جديدة.
وفي يديعوت أحرونوت، رأى الكاتب نداف إيال أن خطاب ترامب أمام الكنيست مثل نقطة تحول، معتبرا أن عودة "الرهائن" رمز للتعافي الوطني، بينما ركز الرئيس الأميركي على دعم إسرائيل والدعوة للانتقال من الحرب إلى الدبلوماسية، في خطاب حظي بتأييد واسع من مختلف أطياف الكنيست.
أما الصحف السويسرية، فقد وصفت نهاية الحرب في غزة بأنها "لحظة سلام نادرة" مشيرة إلى الإفراج عن معظم "الرهائن" الفلسطينيين والإسرائيليين، وبدء وصول المساعدات الإنسانية، وأكدت أن التقدم يعود إلى تدخل ترامب الحازم خلال أسبوعين فقط، مع التحذير من أن السلام مرتبط بالعلاقات اليومية مع الفلسطينيين.
وعلقت صحيفة ليبراسيون الفرنسية على نصيحة ترامب بمنح نتنياهو عفوا عن قضايا الفساد، معتبرة أن هذا يحمل دلالات سياسية مهمة ويكشف عن تغييرات في قواعد العلاقات الدولية، مستشهدة بمسوغات ترامب التي وصف فيها نتنياهو بأنه شخص "قوي، يعجبني، وقد انتصر في الحرب".