خاص - شبكة قدس الإخبارية: أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية صباح اليوم الثلاثاء، عن استشهاد المطار عبد الحكيم شاهين، متأثراً بجراحه التي أصيب بها برصاص جيش الاحتلال، أثناء خوضه اشتباكاً مسلحاً في البلدة القديمة بمدينة نابلس.
قبل اشتباكه الأخير وإصابته برصاص الاحتلال بساعات، كانت قوة من الأجهزة الأمنية الفلسطينية قد لاحقته وأطلقت النار عليه بشكلٍ مباشر، ضمن عدة محاولات لاعتقاله أو حتى اغتياله، فمن هو عبد الحكيم شاهين، وكيف مارست السلطة وأجهزتها الأمنية الضغوطات عليه أثناء مطاردته؟
سيف القدس وامتشاق البنادق
شكلت معركة سيف القدس في أيار/مايو 2021 حافزاً قوياً للعديد من الشبان في الضفة الغربية، لاتباع نهج المقاومة المسلحة ضد الاحتلال، وكما زرع الشهيد جميل العموري بذور الاشتباك في جنين بتلك الفترة، بادر عبد الحكيم شاهين بذات الأمر بصحبة مجموعة من الشهداء وهم: إبراهيم النابلسي وأدهم مبروكة ومحمد الدخيل وأشرف المبسلط.
وفي خضم سيف القدس، نفذت المجموعة عدداً من عمليات إطلاق النار التي استهدفت المستوطنات ومعسكرات جيش الاحتلال في محيط مدينة نابلس، فيما وضح شاهين ذلك في بيان عسكري ألقاه قرب ميدان الشهداء في المدينة جاء فيه: "إن مدينة نابلس منطقة محرمة على جيش الاحتلال الإسرائيلي..." إلى جانب عدة أمور وضحها البيان، كانت إيذاناً ببدء مرحلة جديدة ستشهدها المدينة.
عقب مجموعة من العمليات وكشف الاحتلال لخيوط المجموعة، بدات رحلة المطاردة منتصف عام 2021 ليعيش شاهين ورفاقه الشهداء تجربة المطاردة بسلاحٍ وعتادٍ خفيف، استذكر عبد الحيكم في حديثٍ سابق له تلك المرحلة وقال إن المجموعة تقاسمت بندقتين فقط، واحدة كانت بحوزته وحوزة الشهيد محمد الدخيل، والثانية بحوزة الشهداء إبراهيم النابلسي وأدهم مبروكة وأشرف المبسلط.
بين الاعتقال والشهادة
في 15 تشرين ثاني/نوفمبر 2021 وبعد 6 شهور من المطاردة، تمكنت وحدات خاصة من اعتقال عبد الحكيم شاهين من إحدى البنايات في شارع عصيرة شمال المدينة، وكانت وحدة خاصة من اليمام قد أطلقت النار عليه ما أدى لإصابته بجراح في قدمه، ثم أطلقت كلباً بوليسياً عليه نهش جزءاً من يده.
ذكر عبد الحكيم في لقاء صحفي بعد تحرره من سجون الاحتلال، أن مخابرات الاحتلال حولته إلى التحقيق فور خروجه من غرفة العمليات بعد إصابته، حيث قال إن جهاز الشاباك قام بأخذه من المستشفى وتحويله إلى زنازين التحقيق وهو بـ"الملابس الطبية الخاصة بالعمليات الجراحية"، وأضاف عبد الحكيم ضروف التحقيق الماساوية التي تعرض لها والتي زاد من معاناتها جروحه المصاب بها.
وبعد رحلة تحقيق استمرت لشهور فشلت بها مخابرات الاحتلال انتزاع أي معلومة منه أو إثبات تهمة عليه، حولته للاعتقال الإداري الذي مكث فيه 21 شهراً على التوالي، تلقى بها خبر استشهاد رفاقه واحداً تلو الآخر، حتى تحرره من سجون الاحتلال في 30 آب/أغسطس 2023.
طوفان الأقصى والشهادة
بعد اندلاع معركة طوفان الأقصى، عاد شاهين ليكمل ما بدأ به قبل أكثر من عامين، ولكن ضمن واقعٍ جديدٍ وصعب عاشته مدينة نابلس بعد استشهاد العديد من المقاومين خلال السنوات الماضية، وزيادة توغل الأجهزة الأمنية وأجندات السلطة فيها لمحاربة أي مجموعة مقاومة فيها.
ووفق مصادر خاصة، استطاع عبد الحكيم من توحيد الجهود بالعمل المقاوم مع عددٍ من المقاومين في جنين وطولكرم ومخيم بلاطة، كان منهم الشهيدين محمد العصري في جنين، والشهيد محمد جابر (أبو شجاع) في مخيم نور شمس، حتى نهض بالعمل العسكري مرة أخرى في نابلس.
وفي أعقاب هذه المرحلة كثفت السلطة الفلسطينية من ملاحقة المقاومين في نابلس ومحاولات إفشال جهودهم بين الترغيب تارة والترهيب تارة أخرى، حيث عرضت على الشهيد عبد الحكيم شاهين تسليم نفسه وتفريغه في الأجهزة الأمنية.
وخلال رحلة المطاردة الأخيرة، حاولت الأجهزة الأمنية اعتقال شاهين وأطلقت النار عليه عدة مرات، كان آخرها قُبيل استشهاده بساعات، فيما اعتقلت رفيقه المطارد أزهر مسروجة بعد الاعتداء عليه بالضرب المبرح داخل البلدة القديمة وصادرت سلاحه داخل البلدة القديمة قبل أسابيع.
واليوم يرتقي عبد الحكيم شاهين شهيداً بعد مشوارٍ جهادي حافل، تخلله الملاحقة والتضيقات من قبل السلطة الفلسطينية وسياساتها المعادية للمقاومين في الضفة الغربية.
للمزيد من التفاصيل: إضغط هنا