بيت لحم - قدس الإخبارية: تشهد محافظة بيت لحم في الضفة الغربية تصاعدًا خطيرًا في وتيرة الاعتداءات الاستيطانية التي تستهدف الأراضي والسكان الفلسطينيين، وبوتيرة متصاعدة بعد السابع من أكتوبر\تشرين الأول 2023.
أمس الأربعاء 20 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، شهدت قرية المنيا شرق بيت لحم تصعيداً جديداً في اعتداءات المستوطنين، حيث هاجم مجموعة من "فتيان التلال" القرية وحاولوا سرقة أغنام السكان المحليين.
وبحسب رئيس مجلس قرية المنيا، زايد كوازبة، فإن الاعتداءات تتكرر منذ إقامة بؤرة استيطانية قرب القرية قبل عدة أشهر، حيث يسعى المستوطنون لإجبار السكان على الرحيل تحت حماية جيش الاحتلال.
وأضاف أن المنطقة الشرقية من بيت لحم تواجه تهديداً متزايداً مع شق طرق استيطانية جديدة تربط المستوطنات ببعضها، ما يهدف لتعزيز السيطرة الإسرائيلية.
وفي الوقت ذاته، يواجه سكان وادي المخرور غرب بيت لحم تهديداً وجودياً بعد إعلان حكومة الاحتلال عن مشروع استيطاني كبير يستهدف المنطقة المصنفة كموقع تراث عالمي من قبل اليونسكو.
ويمثل الوادي، الذي كان متنفساً طبيعياً للسكان، هدفاً مباشراً لخطط الاحتلال التي شملت هدم منازل ومصالح تجارية، وسط اعتداءات شبه يومية على السكان وممتلكاتهم.
ففي منتصف أغسطس/آب الماضي، أعلن سموتريتش الشروع بإقامة مستوطنة جديدة سماها "ناحل حاليتز" في منطقة المخرور من أراضي بيت لحم بهدف ربط الكتلة الاستيطانية "غوش عتصيون" بين بيت لحم والخليل بالقدس.
بحسب إحصاءات هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، استولت سلطات الاحتلال على 52 ألف دونم من الأراضي خلال العام الجاري، مع المصادقة على بناء 6300 وحدة استيطانية من أصل 23 ألف وحدة مخطط لها، وشق 7 طرق استيطانية جديدة تربط المستوطنات القائمة.
ووفق تقرير لهيئة مقاومة الجدار والاستيطان الحكومية الفلسطينية، فإن الجهات المختصة في سلطات الاحتلال درست 39 مخططا هيكليا استيطانيا (مشاريع بناء استيطاني جديدة) في النصف الأول من 2024، وتمت المصادقة على 27 منها.
ومن بين هذه المخططات، شهدت بيت لحم إقامة 4 بؤر استيطانية جديدة، إلى جانب هجمات مستمرة تستهدف الأراضي الزراعية والمنازل.
أما في جنوب بيت لحم، تصاعدت الاعتداءات في مناطق خلايل اللوز وخلة القطن، حيث حرث المستوطنون مساحات واسعة من الأراضي تمهيداً للاستيلاء عليها، واستولوا على منزلين متنقلين تعود ملكيتهما لفلسطيني.
وفي بلدة نحالين غرب بيت لحم، اقتحم مستوطنون منطقة عين فارس وقطعوا 40 شجرة زيتون وعنب ولوز، ضمن سلسلة اعتداءات استهدفت 120 شجرة منذ بداية الشهر الجاري.
هذه التطورات الميدانية تتماشى مع إعلان وزير مالية الاحتلال، بتسلئيل سموتريتش، عن خطته لضم الضفة الغربية بحلول عام 2025.
ففي وقت سابق، صرّح سموتريتش أن العام المقبل سيشهد خطوات لفرض "السيادة الإسرائيلية" على الضفة، مشيراً إلى إجماع إسرائيلي واسع على معارضة إقامة دولة فلسطينية. كما أصدر تعليماته لمديرية الاستيطان والإدارة المدنية لإعداد البنية التحتية اللازمة لتنفيذ هذا المخطط.
للمزيد من التفاصيل: إضغط هنا